الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليمن: العاصفة ضد أشرعة «القاعدة»!

اليمن: العاصفة ضد أشرعة «القاعدة»!
21 فبراير 2011 21:23
سودارسان راجافان صنعاء - اليمن أدت الأوضاع غير المستقرة في اليمن والتعامل العنيف معها إلى مفاقمة حالة عدم الاستقرار السائدة في البلاد والتي يمكن لفرع "القاعدة" استغلالها في شن المزيد من الهجمات ضد الولايات المتحدة -بحسب مسؤولين أميركيين. ولكن القلاقل يمكن أن تترتب عليها أيضاً مشكلات لذلك التنظيم الإرهابي، لأن المتظاهرين يطالبون بالحريات الديمقراطية، وليس بمزاعم "الخلافة الإسلامية" التي تسعى "القاعدة" لإقامتها في منطقة الشرق الأوسط وغيرها. فالمطالبة بالديمقراطية ستجعل من الصعب على "القاعدة" ادعاء أن عواطف الجماهير في صفها، كما ستتيح الفرصة للمحتجين للتعبير عن آرائهم بطريقة سلمية، دونما خوف من الملاحقة والاضطهاد. يقول محسن بن فريد الأمين العام لحزب "رابطة أبناء اليمن" المعارض: "إذا ما غيرنا النظام، وأصبحت لدينا حكومة حقيقية، فلن يكون لدى القاعدة نفوذ عندنا فيما بعد.. أقول هذا الكلام وأنا واثق". وفي الوقت الراهن يتعرض بعض الحكام الاتوقراطيين العرب المدعومين من قبل الولايات المتحدة، والذين لعبوا أدواراً حيوية في محاربة الإرهاب، للحصار بفعل الانتفاضات الشعبية التي اندلعت في بلدانهم، مما يزيد من درجة القلق لدى المسؤولين الأميركيين، الذين يخشون من أن يؤدي تغيير القيادات في تلك الدول إلى تقويض الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وحلفاؤها لمنع تمدد "القاعدة" فيها. وهناك أدلة على أن "القاعدة" نفسها قلقة من الجوانب السلبية للحريات الديمقراطية التي تطالب بها الشعوب. فتلك الحريات ستحرم التنظيم من عنصر دائم كان يعتمد عليه في تجنيد الأعضاء وهو السخط الشعبي على بعض حكامه الطغاة المدعومين من قبل الولايات المتحدة. وقد بدا هذا القلق واضحاً في الرسالة التي وجهها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري" إلى الشعب المصري، والتي قال فيها إن الحكم في مصر قد انحرف طويلًا عن الإسلام وحذر من أن الديمقراطية يمكن أن تكون كفرية أو "لادينية". كما دعا موقع إلكتروني تابع لـ"تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" الشعب التونسي لتطبيق شرع الله، وحذره من أن الديمقراطية يمكن أن تقود إلى النار. وتقول "مارينا أوتاوي" رئيسة برنامج الشرق الأوسط بـ"مؤسسة كارنيجي للتعاون الدولي": "هناك عاصفة مجلجلة وشيء هائل يتكشف الآن في المنطقة... والقاعدة ليست لاعباً أساسيّاً فيما يحدث، وتشعر بأنها قد أقصيت". وتضيف "أوتاوي": "ليس هذا فحسب بل إننا نجد أيضاً أن الإخوان المسلمين، والقوى الإسلامية الأخرى على الساحة بدأت تركب هي الأخرى موجة المطالبة بالديمقراطية". وبعد باكستان وأفغانستان، ليس هناك مكان يثير خوف الولايات المتحدة من سيطرة "القاعدة" فيه أكثر من اليمن: فرئيسه علي عبدالله صالح حليف قوي لواشنطن في مكافحة الإرهاب، حيث قدمت له في العام الماضي وحده 300 مليون دولار لتطوير الجيش لمحاربة "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، الذي يتخذ من جبال اليمن الوعرة ملاذاً له، ويحظى بدعم من بعض قبائلها، ويساهم من خلال عملياته في تقويض استقرار الدولة. ومما يضعف من قدرة اليمن وتماسكه، وجود حركة في جنوبه تسعى إلى الانفصال عن شماله. واليمن أيضاً هو الموطن الأصلي لأنور العولقي رجل الدين اليمني الأميركي، الذي ارتبط اسمه بمؤامرتين إرهابيتين ضد الولايات المتحدة إحداهما مؤامرة الطائرة التي كانت متوجهة إلى مطار ديترويت يوم الكريسماس 2009، والأخرى مؤامرة الطرود المحتوية على المواد الناسفة، التي كانت مرسلة على ظهر طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة العام الماضي، كما يرتبط أيضاً بحادثة إطلاق النار من قبل رائد في الجيش الأميركي من أصل فلسطيني في قاعدة "فورت هود". وكل هذه الأسباب تدعو الولايات المتحدة للقلق الشديد حيال ما يحدث في اليمن، ومدى تأثيره على جهود التصدي لـ"القاعدة"، وخصوصاً بعد أن صرح المسؤولون اليمنيون في أكثر من مناسبة بأن تركيزهم في الوقت الراهن ينصب على التعامل مع القلاقل المندلعة في بلدهم وأنهم يعطون ذلك أولويه على محاربة "القاعدة". ويقول "سلطان البراكاني" القيادي بحزب المؤتمر الحاكم في اليمن: "إن الحكومة وقوات الأمن تركز جهودها في الوقت الراهن على المشكلات السياسية، لأننا لا نريد أن يحدث في بلدنا ما حدث من قبل في تونس ومصر". ويضيف البراكاني: "ولكن إذا ما أصبحت قوات الأمن مثقلة بمهام تفوق قدرتها وأصبحت الحكومة ضعيفة بدرجة تهدد بسقوطها، فإن ذلك قد يكون هو الخطوة الأولى للقاعدة للسيطرة على الحكم في البلاد". ولكن زعماء المعارضة اليمنية يتهمون الحزب الحاكم بالتهويل لخطر "القاعدة"، ويقولون إنه يفعل ذلك للحصول على المزيد من المساعدات والدعم من جانب الولايات المتحدة، ولكي يثير شكوكها حول الجدوى من وراء مساعدتها للمطالب الديمقراطية في البلاد. ويقول "محمد قحطان" القيادي بحزب "الإصلاح" الذي يعتبر من أقوى أحزاب المعارضة في اليمن وأكثرها حضوراً: "إن الحكومة تبالغ في تصوير التهديد الذي تمثله القاعدة. وهناك في رأيي سببان يدفعانها لذلك: الأول، أن قبضة الحكومة على البلاد باتت ضعيفة، والثاني، أنها تريد أن تحصل على المزيد من الأموال والدعم من الولايات المتحدة". ولهذه الأسباب يدعو المشرعون الأميركيون، والمحللون الإقليميون، الولايات المتحدة لعدم التركيز بشكل حصري على محاربة الإرهاب في اليمن. فزيادة الضغط على "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" يتطلب في نفس الوقت الضغط على الرئيس اليمني وحكومته من أجل توفير احتياجات اليمنيين الأساسية ومن أهمها على الإطلاق حاجتهم للمزيد من الحريات. ويقول السيناتور "كارل ليفين" (ديمقراطي- ميتشجان) رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي: "إذا ما فشلت دول مثل اليمن في تحقيق ذلك -توفير الحاجات الأساسية والحريات- فإن هذا يمكن أن يؤدي لخلق ظروف لن تكون في صالح الشعوب، ولا في صالح المنطقة ككل، ولا في صالح الولايات المتحدة أيضاً". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©