الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدراجات الهوائية خطر يفاجئ قائدي السيارات في الشوارع

23 مايو 2009 02:27
فوجئت عبير عبد الرحمن السيد التي تعمل محاسبة لدى إحدى الشركات الخاصة في الشارقة، وهي تقود سيارتها، بشخص من الجنسية الهندية يسير بدراجة هوائية في ميدان الساعة وهو مسرع، ودون أن تدرك صدمته وسقط على الأرض. وأضافت أنها توقفت على الفور في المكان والتف المارة حول الشخص الملقى على الأرض وهي لا تدرك ماذا تفعل؟! وعندما وصلت سيارة الإسعاف نقلت المصاب إلى مستشفى الكويت وطلبت الشرطة منها رخصة القيادة واللحاق بهم إلى المستشفى. وقالت: «شرحت للشرطة ما حدث وأنني لم أنتبه لقائد الدراجة وكيف أنه فاجأني بالخروج من مكان لا يمكن أن توجد فيه دراجات هوائية في ساعات الذروة وطلبوا مني أن أنتظر لحين التعرف على حالة المصاب». وذكرت أنها ظلت لساعتين وهي في حالة كبيرة من القلق يدور في ذهنها عدة تساؤلات، هل تعرض المصاب لأذى؟ وما مصيرها حال إصابته؟ وكيف لها أن تبرئ نفسها حيث أنها لم تكن المسؤولة عن الخطأ؟ وغيرها الكثير من التساؤلات، إلا أنها حمدت الله كثيراً بعد أن علمت بأن الشخص تعرض لخدوش بسيطة في كتفه وساقه اليسرى وأنه سيغادر المستشفى على الفور. وأكدت ضرورة أن تمنع الجهات المعنية سائقي الدراجات الهوائية من التواجد في الشوارع العامة حفاظاً على أرواحهم والمظهر العام، وأن يخصص لهم أماكن خاصة في السير أو أن تمنع تلك الدراجات من التواجد في الشوارع الرئيسية ووسط المدن وأن تسـتخدم للرياضة فقط. كسر في الساق أحمد محمد عبد الرحمن، الذي يعمل في شركة خاصة للمقاولات في الشارقة كان أكثر قلقاً عندما صدم بسيارته شخصاً من الجنسية البنجالية كان يقود دراجة هوائية أيضاً على طريق عجمان وتسبب له في كسر في الساق وحجز جوازه في مركز الشرطة لفترة إلى أن انتهت مشكلته. وطالب بضرورة أن تمنع الشرطة والجهات المعنية في البلديات تواجد الدراجات الهوائية في الشوارع العامة وألا يسمح لأصحابها بالتحرك بحرية بين الشوارع وأن يستخدموها كوسيلة مشروعة في التنقل أو أن تكون أداة للعاملين في المطاعم والمحال التجارية لتوصيل الطلبات للزبائن مما يعرض حياتهم للخطر ويعرض المتسبب لهم في الحادث لمسائلات قانونية لا يكون هو السبب الرئيسي فيها. وأضاف أن مستخدمي الدراجات يظنون أنهم يملكون الحق في عبور الشارع والميادين العامة وغالباً ما يسيرون عكس الاتجاه وقد يقومون بألعاب «بهلوانية» غالباً ما تكون غير مدروسة مما قد تتسبب في حوادث مميتة سواء لقائديها أو لسائقي المركبات فمن الممكن أن يحاول السائقون تفادي الاصطدام بها، خاصة على الطرق العامة والسريعة مما قد يعرض السيارات للانحراف والتدهور ووفاة من فيها في بعض الأحيان. حالات طارئة وذكر طارق يحيى إبراهيم، فني مسؤول ومعني باستقبال الحالات القادمة عبر الإسعاف بالمستشفى الكويتي بالشارقة، أن هناك حالات عديدة ترد لقسم الطوارئ تعرض أصحابها لحوادث مرورية ومنها حالات سائقي الدراجات الهوائية، مشيراً إلى أن حالات أقسام الطوارئ على وجه العموم تتطلب تدخلا مباشرا من قبل الكادر الطبي المسؤول. وأضاف أن هناك تنسيقا بين سيارات الإسعاف التابعة للشرطة وبين قسم الاستقبال في المستشفى حيث يتم الاتصال للاستعداد إذا تطلب الأمر ذلك وعليه يقوم المعنيون بالتعامل مع الحالة وإجراء الفحوصات والأشعات للتأكد من عدم تعرضه لأي كسور أو نزيف. ولفت إلى أن غالبية المصابين في حوادث الدراجات الهوائية يتعرضون لإصابات وكسور في الساق والكتف وكذلك في الرأس إذا كان الحادث شديدا وأن أقسام الطوارئ تجعلهم تحت الملاحظة لفترة للتأكد من حالتهم. وبيّن أن مسؤولية كبيرة ملقاة على كاهل الكادر الطبي في أقسام الطوارئ على وجه الخصوص باعتبارهم أول من يتعامل مع الحالة، وأن هناك حالات تقتضي الظروف تدخلاً مباشراً فيها لإنقاذها أرواح أصحابها مثل مرضى القلب والنزيف وحالات والكسور وغيرها، مما يتطلب كادرا على دراية تامة بالتعامل مع الحالات نظراً لأهمية عنصر الوقت في إنقاذ حياه المصاب. الدكتور طارق مهدي استشاري الجراحة العامة في مستشفى القاسمي أكد أن هناك زيادة واضحة في أعداد المصابين جراء الحوادث المرورية بشكل عام وتدخل بصفة دائمة إلى أقسام الطوارئ، وهو ما يؤكد ضرورة إيجاد أساليب توعية مستمرة للجمهور بضرورة الالتزام بقواعد السير والمرور وعدم التهور في القيادة أو عدم لجوء البعض لاستخدام الدراجة الهوائية كوسيلة للتنقل في أماكن غير مخصصة لذلك. وأضاف أن أقسام الطوارئ تتضمن وجود فريق عمل بصورة دائمة للتعامل مع تلك الحوادث يضم طبيب جراحة عامة ومخ وأعصاب وعظام وأشعة حيث يتعاملون مع الحالات بصورة سريعة بعد تلقيها الإسعافات الأولية للتأكد من حالتهم وتحديد ما إذا كانت قد تحتاج لتدخل عاجل وسريع لإنقاذها. وذكر أن الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية أصبحت في مجملها بالغة أو متوسطة مما قد يترك آثارا سيئة على جسم المريض ونفسيته وقد تغير مجرى حياته لتحوله إلى إنسان قعيد. مصادرة الدراجات وتطلق شرطة الشارقة بدورها حملات تفتيشية بشكل مستمر تشارك فيها إدارة المرور ودوريات الأنجاد، تستهدف الدراجات الهوائية، كما قال المقدم شواف محمد عبد الرحمن رئيس قسم المرور في إدارة المرور والتراخيص بالشارقة، مشيراً إلى أن الإدارة صادرت أكثر من 2500 دراجة هوائية خلال الشهر الماضي. وأوضح أن دوريات الضبط المروري في الإمارة تقوم بصورة مستمرة بحملات مكثفة تشمل كافة شوارع الإمارة وتستهدف جمع تلك الدراجات لما تمثله من خطر على حياه أصحابها ومستخدمي الطرق من السائقين والتي قد تتسبب في حوادث مميتة أو قد تنتج عنها إصابات بالغة. وذكر أن القانون المروري في الإمارات يمنع وجود الدراجات الهوائية في الشوارع ولا يسمح بها إلا أن هناك الكثيرين من الوافدين ،خاصة من الجنسيات الآسيوية يلجأون إليها في التنقل والعمل ويسلكون طرقا وميادين وعرة تهدد حياتهم ويكونون عرضة للأخطار. وقال إن الإدارة تقوم بإتلاف تلك الدراجات بصورة مستمرة إلا أن الغالبية يصّرون على الحصول على غيرها واللجوء إليها كمصدر رئيسي في التنقل بين شوارع المدينة. يذكر أن عدد الإصابات البالغة جراء الحوادث المرورية، بشكل عام، التي سجلتها الإدارة العامة للمرور في الشارقة، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي وصلت إلى 47 حادثاً و 145 إصابة متوسطة و118 بسيطة وأن عدد الوفيات عن الفترة نفسها كان 38 شخصاً.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©