العين (الاتحاد)
تعرض منتخبنا الوطني للخسارة أمام نظيره الياباني بهدفين دون رد، في المباراة التي أقيمت على ستاد هزاع بن زايد في العين، في الجولة السادسة للمجموعة الثانية بالتصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم روسيا 2018، ليصعب «الأبيض» الموقف على نفسه بعدما بقي بالمركز الرابع بالمجموعة برصيد 9 نقاط، فيما تقدم «الساموراي» للمركز الأول رفقة المنتخب السعودي برصيد 13 نقطة لكل منهما.
وسيتوجب على منتخبنا خوض مباراة صعبة خارج الديار في الجولة السابعة يوم الثلاثاء المقبل، أمام المنتخب الأسترالي الذي يحتل المركز الثالث برصيد 10 نقاط.
جاءت بداية المباراة متوازنة وغلب عليها طابع الحذر من الفريقين، في ظل عدم الرغبة بالاندفاع غير المدروس، وجاءت التصويبة الأولى من الياباني أساكو بتسديدة من داخل منطقة الجزاء تصدى لها الحارس خالد عيسى في الدقيقة الخامسة، ثم عاد وسدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، مرت بجوار مرمى منتخبنا في الدقيقة السابعة.
لجأ منتخبنا لسلاح التصويب من مسافة بعيدة في ظل التنظيمي الدفاعي الياباني، ليحاول خميس إسماعيل التسديد لكن الكرة مرت بجوار المرمى في الدقيقة 12.
استغل المنتخب الياباني عدم تركيز خط الدفاع، ليستقبل كوبو الكرة خلف المدافعين، لم يتوان في إيداعها داخل الشباك في الدقيقة 14.
تقدم منتخبنا بعد هذا الهدف برغبة تعديل النتيجة، لكنه اصطدم بتماسك المنتخب الياباني، الذي كان الأكثر استحواذا على الكرة في أول ربع ساعة. أهدر علي مبخوت أخطر فرص منتخبنا لافتتاح التسجيل، بعد هجمة قادها إسماعيل الحمادي، ليمرر الكرة إلى مبخوت الهارب من الرقابة ليواجه الحارس بوضعية انفراد، لكنه سدد الكرة في جسده في الدقيقة 20.
رد المنتخب الياباني بجملة من الهجمات المنظمة عبر تمريرات ثلاثية ورباعية عكست التفاهم الكبير بين لاعبيه، وسط تماسك من منتخبنا الذي وقف في وجه كافة المحاولات.
افتقد مبخوت للتركيز حينما قاد هجمة مرتدة، لكنه لم ينتبه لعموري المنطلق من الجهة اليمنى، وجاءت تمريرته متأخرة ليقطعها الدفاع الياباني في الدقيقة 25.
عاد كوبو لتهديد مرمانا مرة أخرى، وذلك بعد مجهود فردي ترجمه بتسديدة قوية لكنها مرت بعيدة في الدقيقة 28. تألق خالد عيسى بالتصدي للتمريرات العرضية العالية اليابانية، وأبطل مفعول واحدة بمهارة في الدقيقة 31.
راوغ إسماعيل الحمادي أكثر من لاعب ياباني، ومرر كرة ساقطة لعموري، لكن الحارس تدخل في توقيت مناسب لالتقاط الكرة، وبسبب احتكاكه مع الحارس نال عموري أول بطاقة صفراء في المباراة في الدقيقة 33.
جرب عبد العزيز صنقور التمريرات العرضية لإيصال الكرة إلى مبخوت، لكنه عانى من الرقابة المزدوجة في الدقيقة 38.
تحول منتخبنا ليصبح الأكثر استحواذا على الكرة في الدقائق الأخيرة، ليفرض على لاعبي اليابان التراجع إلى مناطقهم، وفي أول ركنية حصل عليها «الأبيض»، حول إسماعيل مطر الكرة ليسبب ارتباكا من مدافعي اليابان، من دون أن يستغل لاعبونا الأمر بالشكل المطلوب في الدقيقة 42.
انطلق هاراجوتشي من مسافة بعيدة، وجرب التسديد لكن الكرة مرت بجوار القائم الأيمن في الدقيقة 44.
حصل عمر عبد الرحمن (عموري) على ركلة حرة مباشرة بعد تعرضه للعرقلة بالقرب من منطقة الجزاء، ليتقدم نفسه لتنفيذها، لكنها علت المرمى في الوقت بدل الضائع وانتهى عليها الشوط الأول.
حمل الشوط الثاني اندفاعاً هجومياً من اليابان، لكن الحارس خالد عيسى كان بالمرصاد لمحاولات نجوم الساموراي المبكرة.
ظهر منتخبنا بصورة أفضل بالاعتماد على عموري وإسماعيل مطر، وانطلق صنقور ليمرر كرة عرضية لم ينجح الحمادي بالتعامل معها ويهدر فرصة تسجيل التعادل في الدقيقة 48.
واصل منتخبنا ضغطه على نظيره الياباني، ومن كرة عرضية حولها هيكل، أبعدها المدافعون إلى ركنية نفذها مطر داخل منطقة الجزاء، ليلتقط الحارس الكرة قبل وصولها إلى العنزي المندفع في الدقيقة 50.
وعاد كونو لإضافة الهدف الثاني لليابان، حينما استغل عدم تعامل هيكل مع كرة عرضية عالية، لتصل إليه دون رقابة داخل منطقة الجزاء ويودعها الشباك في الدقيقة 51.
وبقي المنتخب اليابان الأكثر استحواذا على الكرة رغم تقدمه بالنتيجة، وكاد يسجل الهدف الثالث لولا يقظة الحارس خالد عيسى.
اجتهد منتخبنا مع مرور الوقت، لكن تأثير النتيجة كان واضحا على الأداء العام، فيما كان ليوشيدا قائد دفاع اليابان دور هام في فرض رقابة علي مبخوت ومنعه من التسديد في لقطة خطيرة بعد مرور ربع ساعة على بداية الشوط الثاني.
حاول مهدي علي تنشيط الجانب الهجومي، عبر إشراك محمد عبد الرحمن صاحب النزعة الهجومية في وسط الميدان، بدلا من خميس إسماعيل لاعب الارتكاز الدفاعي في الدقيقة 64.
سدد إسماعيل مطر كرة من مسافة بعيدة، افتقدت للقوة لتمر ضعيفة بجانب مرمى اليابان في الدقيقة 66.
جاءت الدقائق التالية متوازنة ما بين محاولات لم يكتب لها الفاعلية لمنتخبنا، واعتماد اليابان على المرتدات.
حاول منتخبنا زيادة حضوره العددي داخل منطقة الجزاء عبر إشراك سالم صالح المهاجم مكان إسماعيل مطر صانع الألعاب في الدقيقة 75.
واصل منتخبنا ضغطه في الدقائق الأخيرة من أجل تقليص الفارق على أقل تقدير، دون أن ينجح في كسر حاجز التنظيم للكمبيوتر الياباني، الذي عزز خط وسطه بمشاركة صاحب الخبرة هوندا في الدقيقة 78. أراد حمدان الكمالي اختصار المسافات عبر التمريرات الطويلة للاعبي الأجنحة، لكن كراته افتقدت للدقة.
حصل المنتخب الياباني على أكثر من ركلة ركنية في الدقائق العشر الأخيرة، استغلها من أجل إضاعة الوقت، وهو ما أرهق لاعبينا مع مرور الدقائق. افتقد منتخبنا للقدرة على استلام الكرة داخل منطقة الجزاء، سواء باللعبات الثنائية أو الكرات العرضية التي كان مدافعو اليابان لها بالمرصاد.
اقترب منتخب اليابان من تسجيل الهدف الثالث بعد هجمة مرتدة قادها هوندا، لتصل الكرة إلى أوكازاكي لكنه سدد الكرة دون تركيز، وهو بوضعية الانفراد بجوار المرمى في الدقيقة 88.
ومنح الحكم 4 دقائق وقتا بدل ضائع، ليحاول محمد عبد الرحمن بالتسديد من خارج منطقة الجزاء لكن كرته مرت عالية وبعيدة عن المرمى، وتحلق معها آمال منتخبنا بتعديل النتيجة، وتنتهي المباراة بفوز اليابان بهدفين دون رد.
الوقت ضيق للتفكير في الاستقالة والقرار في يد الاتحاد
العين (الاتحاد)
أكد مهدي علي مدرب منتخبنا الوطني أن الأبيض تعرض لظروف صعبة للغاية قبل مواجهة اليابان، مؤكدا أن الساموراي استغل الفرص التي أتيحت له أمام مرمانا. وقال في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء: نبارك لليابان وأعتقد أنهم عرفوا كيف يحصلون على النقاط الثلاث، من خلال استغلال مثالي للفرص التي أتيحت لهم أمام مرمى خالد عيسى.
وأكد مهدي علي أنه لا وقت للتفكير في الاستقالة، ولكن الأمور تبقى في يد اتحاد كرة القدم، وشدد على أن الأبيض لم يفقد الأمل والفرصة لا تزال متاحة للتأهل، خصوصا وأن المنتخب يحتاج لعشر نقاط من اصل 12 نقطة متبقية.
وشدد على ضرورة تحقيق المنتخب لنتيجة إيجابية خلال مواجهة أستراليا المقبلة للحفاظ على حظوظ التأهل. وتابع: أعتقد أننا تعرضنا لظروف قاسية وصعبة قبل مواجهة اليابان، ويكفي غياب ستة من اللاعبين الأساسيين عن المواجهة، كما أن الاستعدادات لم تكن على الوجه الأمثل حيث لم يخض المنتخب أي مباراة ودية منذ أربعة شهور ونصف.
وأكد مهدي علي أنه رفض المغامرة بالدفع بأحمد خليل كونه لا يزال مصابا، وفضل عودته في مباراة أستراليا المقبلة، وتمنى أن يكون التوفيق حليف الأبيض في الفترة المقبلة، من أجل الحفاظ على آمل التأهل. وعاد للمباراة وقال: لقد سيطرنا بشكل جيد على الحصة الأولى، ولكن لم ننجح في التسجيل، وفي الشوط الثاني لم نستطع فعل أي شيء، وفي المقابل استغل اليابانيون الفرص التي أتيحت لهم وعرفوا كيف يحققون الفوز.
خليلودزيتش: الخبرة حسمت اللقاء
العين (الاتحاد)
وصف البوسني خليلودزيتش مدرب اليابان فوز فريقه على منتخبنا بالمهم للغاية، وقال في المؤتمر الصحفي: حققنا فوزاً غاية في الروعة من خلال أداء مميز للغاية وتنفيذ رائع للتعليمات من جانب اللاعبين داخل الملعب.
وشدد على أنه عمد إلى تغيير بعض مراكز اللاعبين نظراً لحاجة المباراة لذلك، مؤكداً أنه فضل الاعتماد على بعض العناصر التي تمتاز بالخبرة كون اللقاء بالغ الحساسية ويمثل مرحلة فاصلة.
وأكد أن الفوز خطوة مهمة نحو التأهل لكنه لم يحسم الأمور، مشيراً إلى أن منتخب اليابان مطالب بأن يواصل بنفس الطريقة من أجل استكمال المسيرة الناجحة.
ووجه التحية إلى لاعبيه على الأداء الرائع، كما أشاد بلاعبي الإمارات والأداء المميز لهم في الشوط الأول من اللقاء.
وعن مباراة تايلاند المقبلة قال: من دون شك حققنا فوزاً مهماً على الإمارات وأعتقد أنه من غير المنطقي عدم الفوز على تايلاند خصوصاً وأن أي نتيجة سوف تمحي نتيجة لقاء الأمس.?
المدرجات.. المشهد الأجمل
العين (الاتحاد)
جاء المشهد الجماهيري في مدرجات ملعب ستاد هزاع بن زايد آل نهيان بالعين رائعاً، وعلى الرغم من أن البعض اعتقد أن جماهير الأبيض لن تكون حاضرة، نظراً لخلو معظم المدرجات حتى قبل انطلاقة اللقاء بنصف ساعة، إلا أن عشاق المنتخب الوطني كانوا على موعد مع التألق، في أقل من عشرين دقيقة شهدت تحولاً ملحوظاً في المشهد الجماهيري.
وأصبحت مدرجات الملعب كاملة العدد من دون وجود مكان لقدم واحد، وهو الأمر الذي أدهش الجماهير اليابانية التي تعجبت من سرعة امتلاء الملعب.
وبعيداً عن إثارة العشرين دقيقة التي سبقت اللقاء، جاءت دقائق المباراة أكثر إثارة وحماساً، وعلى الرغم من الفارق العددي الكبير بين جماهير منتخبنا وعشاق الساموراي، إلا أن التشجيع جاء حماسياً من الطرفين، وهز أرجاء الملعب. وفي الوقت الذي تأخر فيه الأبيض بهدف قبل مرور ربع ساعة على انطلاقة المباراة، إلا أن ذلك لم يؤثر على معنويات الجماهير التي ظلت تساند اللاعبين بشكل كبير، وهتفت مراراً وتكراراً، و«شد حيلك يا الأبيض».
وخرجت الآهات وتوالت الهتافات مع الضغط الهجومي للاعبينا على المرمى الياباني، خصوصاً مع الفرص الضائعة من أقدام علي مبخوت ومطر والحمادي وصنقور، وتحديداً مع بداية الشوط الثاني من اللقاء، وحتى بعد التأخر بالهدف الثاني ظل الأمل مصاحباً لعشاق المنتخب، ليبقى المشهد الجماهيري في ملعب هزاع بن زايد هو أجمل مشاهد المباراة.
فريد علي:
رافشان أدار المباراة باقتدار
أبوظبي (الاتحاد)
قال فريد علي الخبير التحكيمي إن مباراة المنتخب الوطني أمام ضيفه الياباني، خلت من أي حالة تحكيمية مثيرة للجدل، بعدما قادها الحكم الأوزبكي المخضرم رافشان ارماتوف بكل اقتدار.
وأكد فريد علي أن كافة القرارات التي اتخذها حكم المباراة وطاقمه المعاون كانت صائبة، دون أن يشوبها أية شائبة سواء على صعيد الهدفين اللذين أحرزهما المنتخب الياباني، أو البطاقات التي أشهرها لرباعي المنتخب الوطني عمر عبدالرحمن وحمدان الكمالي وعبدالعزيز هيكل ومحمد عبدالرحمن وللاعب الياباني يويا كوبو، لافتا إلى أن ما ساعد الحكم رافشان على إدارة المباراة بهذه الصورة المثالية، تمثل في قدراته وخبراته المتراكمة في سلك التحكيم، إلى جانب لياقته البدنية العالية وتمركزه الجيد بالقرب من الكرة، إلى جانب العمل الجماعي الجيد مع الحكام المساعدين، الذين كانوا خير عون له في هذه المباراة.
وأشاد فريد علي بقرار إسناد إدارة هذه المباراة للحكم الأوزبكي رافشان البالغ من العمر 40 عاماً، والذي يعتبر أحد أفضل الحكام ليس على الصعيد الآسيوي فقط، بل وعلى الصعيد العالمي كذلك بعدما أدار مباريات في النسخ الثلاث الأخيرة من بطولة كأس العالم.
وأنهى فريد علي حديثه بدعوة المنتخب الوطني إلى تخطي خسارة اليابان، والنظر بأمل وتفاؤل إلى المباراة القادمة أمام المنتخب الأسترالي، التي باتت فيها الحاجة ملحة للعودة بالنقاط الثلاث لتعزيز فرص المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة.