القوات الأميركية قد تنسحب أياً كان شاغل البيت الأبيض

يقول المتنافسان للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي المعارض في الولايات المتحدة لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون وباراك أوباما إنهما يريدان سحب قوات بلادهما من العراق في أسرع وقت ممكن، ويقول مرشح الحزب الجمهوري الحاكم جون ماكين إنه سيبقيها هناك طالما اقتضت الضرورة إذا انتخب رئيساً، وقال استاذ سياسات الشرق الأوسط في جامعة اكستر البريطانية جيرد نومان عن المرشحين الثلاثة ''إنهم في الحقيقة ليسوا مختلفين إلى هذا الحد بغض النظر عما يقولون''، وأوضح ''الجميع يريد أن يرى انسحاباً ولا يرى التزاما أميركيا طويل الأمد يتجاوز النوع العادي لاتفاقيات المساعدات العسكرية القائمة بين الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول في أنحاء العالم''· ويرى خبراء عسكريون أن واشنطن تحتاج إلى خفض قواتها في العراق إلى نحو 12 لواء لتوفير تدريب وراحة كافيين للجنود، وقال الجنرال المتقاعد روبرت سكيلز ''بغض النظر عن الاستراتيجية أو من سيكون في الرئاسة سننسحب مدفوعين فقط بالظروف في الجيش ونقطة الخلاف الوحيدة هي مدى السرعة في سحب القوات''· وأكد مسؤولون عراقيون أنهم غير منزعجين من انتخاب رئيس ديمقراطي، وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ''أياً كان القادم إلى لبيت الأبيض، فسيكون هناك تعديل في الاستراتيجية وليس تغييرا جذريا أو افتراقا كاملا عما تم استثماره هنا، إن حجم القوات مسألة ''سيقررها القادة الميدانيون في عملية محكومة بالظروف وليس بوعد للناخبين''· وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن العراقيين مستعدون حتى لقبول الجدول الزمني الذي وضعه أوباما لسحب كل القوات بحلول عام 2010 باستثناء قوة صغيرة لحماية الدبلوماسيين الأميركيين ومحاربة الإرهاب، وأوضح ''إذا كان الانسحاب منظماً ومتفقاً عليه فلن يمثل أي مشكلة''· وإذا كان القتال الأخير بين القوات العراقية وميليشيا ''جيش المهدي'' قد كشف أوجه ضعف في القوات العراقية، فإنه أظهر أيضا تصور القادة الأميركيين والعراقيين لاضطلاع القوات الأميركية في المستقبل بدور ''مراقب'' أصغر وعدم مشاركتها مباشرة في العمليات العسكرية· ولكن ليس هناك من هو أكثر حذرا من القادة العسكريين أنفسهم في التكهن بحجم قوات أميركية يمكنها أن تنسحب بسرعة وأمان·