الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دراسة: المدخرات النقدية تشكل المصدر الرئيسي للدخل بعد التقاعد في الإمارات

دراسة: المدخرات النقدية تشكل المصدر الرئيسي للدخل بعد التقاعد في الإمارات
19 فبراير 2013 22:26
مصطفى عبدالعظيم (دبي) - تشكل المدخرات النقدية المصدر الرئيسي للدخل بعد التقاعد بين سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما تأتي خطط تأسيس الأعمال الخاصة في المرتبة الثانية بين طموح المقيمي المتقاعدين، بحسب نتائج دراسة مسحية صادرة عن بنك “اتش اس بي سي” أمس، والتي أشارت إلى أهمية الاستشارة المالية المحترفة في زيادة قيمة المدخرات. ويشير المسح إلى ثمّة نتائج مشجّعة بالنسبة للمشاركين الذين أخذوا مبادرة الحصول على الاستشارة المالية المحترفة، فالرجال الذين يستفيدون من النصح المهني يملكون مدّخرات للتقاعد تفوق بنسبة 50% مدّخرات الذين لم يلجأوا إلى الاستشارة المحترفة، بينما يتمتّع الرجال الذين يتبّعون خططاً رسمية أو غير رسمية بشكل عام ما يقارب ضعفي ادّخارات الأشخاص الذين لا يخططون على الإطلاق. وأظهرت الدراسة أن دولة الإمارات تشهد أعلى متوسط للعمر للبدء بالادخار التقاعد بين السكان، اذ يبدأ التفكير في الادخار التقاعد عند سن 37 عاما، مقارنة بمتوسط 25 عاما في بعض الدول الغربية، لافتة إلى أن المرور بضائقة مالية ربما تكون المحرك الرئيسي للتفكير في الادخار التقاعدي في وقت مبكر. ووفقا للدراسة التي يجريها بنك HSBC سنويا حول مستقبل التقاعد عالميا، والتي تم الإعلان عن نتائجها في مؤتمر صحفي بدبي أمس، فقد أشارت النتائج إلى أنّ المقيمين في دولة الإمارات غير مستعدين بشكل واسع للتقاعد حيث إنّ 89% من الأشخاص الذين شملهم المسح غير قادرين على وصف ادّخاراتهم الحالية بـ “أكثر من مناسبة” لمستقبلهم وأكثر من النصف يقرّون بانّهم يخافون مواجهة ضائقة مالية خلال فترة تقاعدهم. وأفادت بيانات المسح الذي حمل عنوان (مستقبل التقاعد.. واقع جديد) وشارك فيه 15 الف مستهلك في 15 سوقا وأكثر من 1000 شخص في دولة الإمارات، أنّ ما يناهز النصف (46%) من المقيمين لا يزالون يجدون عوائق تمنعهم من الإدّخار بسبب عدم قدرتهم على التأقلم مع مصاريف المعيشة اليومية في الدولة، حيث تتفاوت الأسباب الأخرى التي تمّ ذكرها بين النقص في خطط التقاعد لغير الإماراتيين وعدم فهم معنى الادخار والاستثمار وأهميّتهما بشكل جيدّ. ويعزى عدد كبير من الأشخاص النقص في الادخار إلى أنّ التقاعد “لا يزال بعيدا جداً للقلق حياله” وهو مفهوم يفسّر سبب احتلال المقيمين في دولة الإمارات المراتب الأعلى في تأجيل الادخار للتقاعد حيث يبدأ الأفراد بالادخار بمعدّل عمر يبلغ الثلاثين سنة. ويشكّل ذلك تناقضاً صارخاً مع المملكة المتّحدة والولايات المتّحدة الأميركية حيث يبدأ الأفراد بالادخار في منتصف العشرينيات من العمر، بينما الأمر المقلق هو أنّ المقيمون في دولة الإمارات يؤمنون بأنّه بإمكانهم تأجيل البدء بالادخار إلى عمر الـ37 ولا يزالون يتوقّعون حفاظهم على مستوى أسلوب الحياة الذي يستمتعون به حالياً. الاستشارة المالية ويتأثّر المقيمون في دولة الإمارات “أحداث الحياة”، وهو مصطلح يُستخدم لوصف المواقف في حياة كلّ فرد حيث يجب إنفاق مبلغ ملموس من المال أو حيث يُفقد مدخول معيّن. وعلى صعيد عالمي، إنّ “أحداث الحياة” التي كان لها التأثير الأكبر في حياة الأفراد هي عوامل يصعب التحكّم بها مثل الركود الاقتصادي وفقدان عملهم، وفي دولة الإمارات تتفاوت هذه الأحداث بين شراء منزل (43%) وتسديد نفقات تعليم الأطفال (34%) وهما عاملان يمكن إدارتهما والتحكّم بهما من خلال التخطيط الحكيم. وقال ريك كروسمان، رئيس قسم الخدمات المصرفية وإدارة الثروات، بنك HSBC الشرق الأوسط المحدود،: “من المنطقي إعطاء الأولوية للاحتياجات والمتطلّبات الملحّة عوضاً عن التفكير بالصحة المالية على الأمد الطويل، ولكنّ “فجوات الادخار” هذه التي تحصل نتيجة للنقص في التحضير المالي يمكن أن توازي فجوات خطيرة في ادخار الأفراد للتقاعد على الأمد الطويل ولاسيما إذا أخدنا بعين الاعتبار نموّ الفائدة والاستثمار.” مشاريع خاصة وأشارت الدراسة الى انه في حين يتعلّق الأمر بالطموحات حيال التقاعد، فإن معظم المشاركين يرغبون بإمضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة (58%)، وهي نتيجة متشابهة جداً بين معظم الدول، فيما أبدى المقيمون في دولة الإمارات رغبة أكبر لإنشاء مشاريع خاصة في السنوات اللاحقة، حيث إنّ تأسيس أعمالهم الخاصّة يشكّل ثاني أكبر طموح بين المقيمين في دولة الإمارات بنسبة51% مقارنة بنسبة 7% فقط في المملكة المتّحدة. وأفادت الدارسة بأن سكان الإمارات يعتمدون كثيراً على مدخراتهم النقدية عند التقاعد ولا يملكون استثمارات منوّعة كافية، حيث يعتبر 57% أنّ الادخارات النقدية هي المصدر الأساسي للدخل في تلك المرحلة من حياتهم، ويجعل التوجّه نحو المال النقدي أموال التقاعد عرضة للمخاطر إذ أقرّ ثلث المجيبين (28%) أنّهم يلجأون إلى الأموال التي يدّخرونها للتقاعد عندما يحتاجون كما أقرّ 36% أنّهم يأخذون المال من مدّخراتهم العامّة. نسبة أكبر من الأفراد يفضّلون بيع مقتنياتهم الثمينة (24%) عوضاً عن المساومة على مستوى حياتهم الشخصية والانتقال إلى منزل أصغر (18%). وقال جيفورد ناكاجيما، رئيس قسم تطوير الثروات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ببنك HSBC: “ على الأفراد أن يدركوا أنّ سنة واحدة أو اثنتين بدون أيّ ادّخار يمكن أن توثّر بشكل كبير في دخلهم خلال فترة التقاعد، فاتّباع خطّة مالية، والبدء بادّخار مبلغ ما، مهما كان صغيراً، وفي أقرب وقت ممكن يمكن أن يحقق فارقاً كبيراً في دخل التقاعد على الأمد الطويل. ومع ازدياد متوسّط العمر المتوقّع، على الأفراد أن يدركوا كم ستدوم أموالهم المدّخرة حتى لا يقعوا في ضائقة مالية جدية حيث لن تعود أموالهم كافية. وبالتالي، يشكّل تطوير خطّة مالية بمساعدة مستشار مالي محترف فرصة لمساعدتهم على تغطية مختلف الأحداث الممكن حصولها، والتعرّف إلى احتياجاتهم خلال التقاعد، وتفادي أيّ فجوات”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©