السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المد الأحمر يعاود الظهور على بعد 7 أميال بحرية من الساحل الشرقي

المد الأحمر يعاود الظهور على بعد 7 أميال بحرية من الساحل الشرقي
23 مايو 2009 02:08
عاود المد الأحمر الظهور مجددا على الساحل الشرقي للدولة، إلا انه ما زال في الأعماق وعلى بعد 7 أميال بحرية، وفقا للدكتور إبراهيم الجمالي المنسق الرئيسي للجنة المد الأحمر ومدير مركز الأحياء البحرية في أم القيوين. وأكدت وزارة البيئة والمياه، أنه لا يوجد أي نوع من السموم في الأسماك بسبب ظاهرة المد الأحمر، وفقا لما أثبتته التحاليل التي أجريت على أحشاء ولحوم اسماك حية ونافقة على سواحل الدولة المعرضة للمد الأحمر في المنطقة الشرقية. ويراقب الصيادون والفريق الفني المكلف بمتابعة ظاهرة المد الأحمر في الساحل الشرقي، تحركات المد الأحمر ومدى اقترابه من الساحل. وقال الجمالي في تصريح لـ « الاتحاد»، « تم أخذ عينات مؤخرا من الأسماك في عجمان والحمرية بالشارقة وأم القيوين وأيضا أخذنا عينات من مياه المد الأحمر وتم عمل الفحوصات السمية عليها». وأضاف، «اتضح لنا أمران مهمان، الأول انه لا يوجد أي نوع من السموم في الأسماك، والثاني هو أن النوع المسبب لظاهرة المد الأحمر في الخليج العربي وفي المناطق السابقة بالدولة هو نفسه الموجود في منطقة الساحل الشرقي». وحول الوقت المتوقع لانتهاء ظاهرة المد الأحمر العام الحالي، أكد الجمالي انه يصعب التكهن بانتهاء الظاهرة حاليا لأنها ظاهرة طبيعية يصعب التكهن باختفائها، إلا أننا نحاول التقليل من تأثيرها السلبي وهو ما نجحنا فيه بالتعاون مع جمعيات الصيادين والبلديات، وقللنا كمية نفوق الأسماك. وذكر الجمالي الذي يدير مركز الأحياء البحرية بأم القيوين، أن المركز يقوم بفحوصات دورية «مرتين أسبوعيا» على بعض الأسماك للتأكد أنها خالية من السموم. وأشار إلى انه تم القيام بتجربة لمدة 20 يوما، تم فيها وضع الأمد الأحمر في حوض اسماك كبير وضم عدة أنواع من الأسماك الاقتصادية المحلية، وتزامن ذلك مع تهوية الحوض فلم يوجد أي نفوق للأسماك الحوض. ورافق وجود المد الأحمر في البحر نفوق للأسماك، وهذا ما يثبت أن هذا النوع من المد الأحمر يقوم بامتصاص الأكسجين الموجود في الماء مما يؤدي إلى نفوق الأسماك. وبلغت الخسائر المعلنة بسبب المد الأحمر، والتي أعلن عنها في منتصف شهر مارس الماضي، نفوق 600 طن من الأسماك لإحدى الشركات المختصة بالاستزراع السمكي، فيما خسر الصيادون في المنطقة الشرقية ما يقرب من 300 طن من الأسماك، وفقا لتقديرات بلدية الفجيرة التي تسلمتها وزارة البيئة والمياه. وأشار الجمالي إلى أن لجنة المد الأحمر ومركز الأحياء البحرية في أم القيوين، ما زالا مستمرين في إجراء التحاليل المتعلقة بالمد الأحمر وأكد تعاون الوزارة مع كل الجهات المعنية بمتابعة الظاهرة سواء الاتحادية أو المحلية أو جمعيات الصيادين. وأفاد أن وزارة البيئة والمياه تقوم بتقديم النصائح والإرشادات لكل الجهات بشأن التعامل مع الظاهرة. وأكد الجمالي، أن الوزارة تقوم بالتعاون مع الجهات المحلية والعالمية المختصة والجهات ذات العلاقة، بمراقبة سواحل الدولة المتضررة بالظاهرة واخذ عينات فيزيائية وكيمائية وبيولوجية من البحر لتحليلها لمعرفة الأسباب التي أدت إلى انتشار الظاهرة. وقال مدير مركز أبحاث الأحياء البحرية، إنه « يتم مراقبة السواحل يوميا لإعطاء نتائج انتشار ووجود الظاهرة». ولفت مدير مركز أبحاث الأحياء البحرية إلى استمرار الوزارة في تطبيق الخطوات العملية للتخفيف من انتشار الظاهرة ومنها تجميع بيانات التحليلات وتوعية المجتمع عبر وسائل الإعلام المختلفة حول الظاهرة وكيفية التعامل معها. وشهدت دولة الإمارات حدوث ظاهرة المد الأحمر أكثر من مرة بيد أن الظاهرة الحالية بدأت في الساحل الشرقي للدولة في نهاية أغسطس الماضي واستمرت لفترة أطول وامتدت لمناطق أخرى في الدولة. ودعا مدير مركز أبحاث الأحياء البحرية، مرتادي البحر والصيادين إلى عدم جمع المحار والأسماك النافقة على الشاطئ. وكذلك عدم تراجع الصيد في الساحل الشرقي يتسبب بخسائر للصيادين ياسين سالم كلباء - أكد صيادو الأسماك في الساحل الشرقي تراجع عمليات الصيد، وبالأخص العومة التي تراجعت بشكل واضح هذا العام، نتيجة لاستمرار ظاهرة المد الأحمر الذي يضرب السواحل على فترات مستمرة، الأمر الذي أجبر الصيادين على تقليل نشاطهم، وكبدهم خسائر كبيرة. وقال النوخذة سلطان راشد محمد الزعابي الذي يشرف بنفسه على عمليات الصيد، الذي التقته «الاتحاد» وهو يوجه الصيادين في خور كلباء، إن «موسم صيد العومة والبرية الذي يبدأ مع شهر مارس وينتهي يونيو المقبل لم يكن بالصورة المعهودة، وتراجع للنصف هذا العام بسبب المد البحري والتلوث الذي أصبح يشكل واحدة من العقبات الرئيسة أمام الصيادين». وطالب الزعابي بضرورة تشديد الرقابة على السفن التي ترمي المخلفات حتى لا يتضرر الصيادون من البقع الزيتية التي ترميها هذه السفن في عرض البحر، وإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث حول ظاهرة المد الأحمر الذي مضى عليه عام كامل، واصفاً إياه بـ»الغريب على بيئتنا البحرية». وحول أهمية صيد العومة وأهم المواسم والمناطق التي تشتهر بها، قال إن «جميع مناطق الساحل الشرقي الممتدة من كلباء إلى دبا توجد فيها أنواع متعددة من الأسماك وبالأخص العومة والبرية والبدح والخباط والبياح، والفترة الحالية يزداد فيها الصيد على العومة والبرية، ويتم اصطيادها بواسطة «العاملة» أي الشباك ذات الفتحات الضيقة، ويتم جرها بواسطة الصيادين وسحبها بواسطة سيارات الدفع الرباعي، وتستغرق عملية الصيد من 3 إلى 5 ساعات». وأضاف الزعابي «أما اليوم فيتم شراء العومة وهي طازجة، حيث يبلغ سعر السيارة الملأى بالعومة ما بين 700 إلى 900 درهم، ويتم تعليبها من خلال شركات تعليب الأسماك وتصديرها إلى العديد من الدول، وبعض الصيادين يقوم بتجفيفها وطحنها لعمل السحناة وهي من الوجبات المحلية المشهورة». ولفت إلى أن الصيد حالياً يختلف كلياً عن الزمن السابق حين كان المواطنون بأنفسهم يمارسون ويشرفون على عملية الصيد بينما اليوم هناك قلة تابعت بنفسها هذه المهنة، وأصبح الاعتماد الرئيسي على العمالة الآسيوية. يشار إلى أن هناك أكثر من 1500 صياد في الساحل الشرقي يعتمدون بشكل أساسي على مهنة الصيد التي تعتبر من ضمن الموروث المهني القديم لأهل الإمارات، وذلك على الرغم من توجه معظم الصيادين إلى الوظائف الحكومية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©