الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مالديني يودع «سان سيرو» بعد مسيرة أسطورية

مالديني يودع «سان سيرو» بعد مسيرة أسطورية
23 مايو 2009 00:44
يسدل قائد ميلان الاسطوري باولو مالديني الستار على مسيرة اسطورية في لعبة أعطاها واعطته الكثير منذ أن جعلها «حرفته» قبل 31 عاماً عندما انضم إلى صغار الفريق «اللومباردي» عام 1978 في طريقه ليصبح احد عظماء كرة القدم الإيطالية والعالمية. واتخذ مالديني (40 عاماً) قراره باعتزال اللعب مع نهاية الموسم الحالي وهو يخوض مباراته الأخيرة في «سان سيرو» بعد غد عندما يتواجه ميلان مع روما في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة من الدوري المحلي. ولم يرتد مالديني أي قميص سوى الأحمر والأسود الخاص بميلان كما فعل والده تشيزاري، وقد خاض 900 مباراة رسمية مع الفريق اللومباردي منذ 1984 مسجلاً رقماً قياسياً مع الفريق يضيفه إلى رقمين قياسيين آخرين هما 126: اي عدد المباريات التي خاضها مع منتخب بلاده، و174: أي عدد المباريات التي خاضها في المسابقات الأوروبية. «لطالما تخيلت كيف سيكون اعتزالي، من المؤكد أن هذا اليوم سيكون حزيناً بالنسبة إلي»، هذا ما قاله مالديني منذ عدة أسابيع، مضيفاً «سأرحل بصفاء (الذهن) لاني ساترك رياضة اعطتني الكثير: جعلتني أضحك وابتسم ومنحتني الكثير من الرضى والاكتفاء على الصعيدين الاحترافي والإنساني، كرة القدم كانت خبرة منحتني الكثير من الأشياء الجميلة والقليل من الذكريات السيئة». وبدأ مالديني الذي سيبلغ الحادية والأربعين من عمره في يونيو المقبل، مشواره مع ميلان عام 1978 في الفرق العمرية قبل أن يشق طريقه إلى الفريق الأول عام 1984 ومن ثم يخوض مباراته الأولى في 20 يناير عام 1985 عندما دخل في الشوط الثاني أمام اودينيزي بعد إصابة سيرجيو باتيستيني. ونجح مالديني في الموسم التالي في فرض نفسه أساسيا ضمن تشكيلة «روسونيري» في طريقه ليصبح أحد أفضل المدافعين الذين عرفتهم الكرة المستديرة، بعدما توج بألقاب الدوري المحلي في 7 مناسبات آخرها عام 2004 والكأس المحلية مرة واحدة والسوبر المحلية 4 مرات. ويحتل مالديني المركز الثاني من حيث أكثر اللاعبين تتويجا بلقب الدوري المحلي (7 مرات) مشاركة مع روبرتو بيتيجا (يوفنتوس) وزميله المعتزل اليساندرو كوستاكورتا وتشيرو فيرارا (2 مع نابولي و5 مع يوفنتوس)، مساعد مدرب المنتخب حالياً، وجايتانو تشيريا (يوفنتوس) وجوجلييلمو جابيتو (2 مع يوفنتوس و5 مع تورينو). اما أكثر اللاعبين فوزاً بالدوري (8 مرات) فهم فيرجينيو روزيتا (2 مع برو فيرتشيلي و6 مع يوفنتوس) وجوفاني فيراري (5 مع يوفنتوس و2 مع انترميلان و1 مع بولونيا) وجوزيبي فورينو (يوفنتوس). ولم ينجح مالديني الذي يحمل الرقم القياسي من حيث عدد المباريات في الدوري (646)، في معادلة إنجاز اللاعبين الثلاثة لان ميلان لم يقف حائلاً بين جاره إنتر ميلان واللقب الرابع على التوالي للأخير. اما على الصعيد القاري، فتوج مالديني بخمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا (89 و90 و94 و2003 و2007) ووصل إلى النهائي أعوام (1993 و1995 2005)، و4 ألقاب في كأس العالم للأندية بمختلف تسمياتها (69 و89 و90 و2007)، والكأس السوبر الأوروبية (1993). وعادل مالديني في 2007 إنجاز مهاجمي ريال مدريد الإسباني الاسطورة الفريدو دي ستيفانو (1956 و1957 و1958 و1959 و1960) وزاراجا (1956 و1957 و1958 و1959 و1960) عندما توج مع ميلان بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا على حساب ليفربول الإنجليزي (2-1)، علماً بان الرقم القياسي موجود في حوزة نجم ريال مدريد أيضاً فرانسيسكو خنتو (6 مرات). كما عادل مالديني الرقم القياسي من حيث عدد المشاركات في النهائي والمسجل باسم خنتو وهو ثماني مباريات نهائية. ولم يتمكن مالديني من تحطيم أرقام دي ستيفانو وزاراغا وخنتو لان ميلان شارك هذا الموسم في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي (ودع المسابقة) بعدما فشل في الذي سبقه من احتلال أحد المراكز الأربعة المؤهلة إلى المسابقة الأوروبية الأم. وعلى الصعيد الدولي شارك مالديني في المونديال في 4 مناسبات حيث بلغ النهائي مرة واحدة عام 1994 في الولايات المتحدة، وحقق المركز الثالث عام 1990 في إيطاليا، وبلغ نهائي أمم أوروبا 2000. وكان مالديني أساسيا في 74 مباراة مع «الآزوري» من أصل 126 مشاركة بين عامي 1988 و2002 علما بان أول مباراة دولية له كانت في 31 مارس 1988 وكانت ودية أمام يوغوسلافيا (1-1) وهو كان في التاسعة عشرة من عمره حينها، والأخيرة في 18 يونيو 2002 في كأس العالم أمام كوريا الجنوبية (1-2)، انه «جنتلمان»، هذه هي الصفة التي تلخص الاخلاق الرياضية الرفيعة التي تمتع بها مالديني خلال مسيرته الطويلة في الملاعب، وكانت مباراة الدربي التي خاضها مؤخراً ميلان مع جاره إنتر ميلان خير دليل على تقدير الجمهور لهذا اللاعب المميز جداً، اذ وقفت جماهير انتر ميلان وصفقت حاراً لمالديني علماً منها بانه يخوض المواجهة الأخيرة بين الجارين اللدودين. وعلق مالديني على هذه المسألة قائلا «كانت مفاجأة رائعة (تحية جماهير انتر)، على الصعيد الإنساني اعتقد أنها أكثر اللحظات فخرا بالنسبة إلي». ولطالما ارتقى مالديني إلى مستوى القائد الذي يعطي زملاءه الدعم المعنوي المطلوب، وهذا ما أكده زميله البرازيلي كاكا قائلاً «الأمر الذي يلفت انتباهي دائماً، هو انه يركض الملعب بأكمله في كل مرة من أجل يهنئ زميله الذي سجل الهدف، انه أمر نموذجي وأجده رائعاً»، مما لا شك فيه أن يوم الاحد سيكون عاطفياً ومؤثراً للغاية، سيحتشد 80 ألف متفرج في «سان سيرو» من أجل أن يقولوا وداعاً «باولو»، لكنه حتى وفي هذه اللحظة التاريخية لا يريد أن يكون محط الاهتمام لانه لا يريد أن يؤثر على تركيز فريقه الذي ينافس لتأكيد مركزه الثاني المؤهل مباشرة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل. «ساتأثر طبعاً، لكن من واجبي أن أفكر بالمباراة التي ستكون صعبة ومهمة جداً، وبعدها ساحظى بعطلة طويلة حتى سبتمبر المقبل، اما بعد ذلك؟ لا أعلم، لكن انا متأكد من أني لن أكون مدرباً».
المصدر: روما
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©