«الحازوقة».. تختفي بعد بضع دقائق

(أبوظبي) - «الحازوقة -الزغطة - الفواق- البوفهاق - الزقزوقة» كلها مسميات للحازوقة أو كما تسمى باللهجة المحلية «بوفاق». حالة من توتر التنفس مع البلع تصيب كل إنسان تقريبا، بالرغم من أن الحازوقة استحوذت على اهتمام الفلاسفة منذ أيام أفلاطون، إلا أن الوظيفة الفيزيولوجية للحازوقة لم تحدد بعد ولا يعرف الهدف بالضبط منها حتى الآن، رغم الدراسات الطبية الجادة خلال العقود الثلاثة الأخيرة فإنه قد يصل معدل الحازوقة من 4 إلى 60 مرة في الدقيقة ويبقى المعدل ثابتاً تقريبًا عند الشخص المصاب ويختفي عادة بعد بضع دقائق. تعتبر الحازوقة عارضاً عابرا وليست مرضاً. لكن عندما تستمر الحازوقة أكثر من ثماني ساعات فإنها قد تكون دلالة على مرض خطير ومن الضروري استشارة الطبيب. قد تحدث في بعض الأحيان نوبات قصيرة في الغالب وهذه غير معروفة، أما النوبات الطويلة فقد تكون نتيجة لأسباب عديدة تشمل الاضطرابات العاطفية، واستخدام بعض العقاقير (الموصوفة أو غير الموصوفة من قبل طبيب) والإدمان على الكحول، وابتلاع مواد مهيّجة. تقلصات متكررة عن ذلك يقول إنطوان صعب أخصائي أمراض الجهاز الهضمي: «تحدث الحازوقة نتيجة تقلصات متكررة ومفاجئة وحادة وغير إرادية للحجاب الحاجز، يدل عليها صوت مميز ناتج عن الانغلاق المفاجئ للأوتار الصوتية. وتتأتّى الحازوقة من فشل التوافق بين حركة الغطاء، الذي يفصل ممرات الهواء خلال عملية الابتلاع، والحجاز الحاجز. كما أن العصب الحجابي الذي يصل الحجاب الحاجز بالدماغ له علاقة أيضاً. ترتبط الحازوقة بعدد من العلل يتابع الدكتور إنطوان :» قد يكون في المعدة أو المريء أو المعي الغليظ أو المثانة أو البنكرياس، أو الرئة، أو الكبد. ويتبين من خلال توجه الماكروبيوتيك أن السبب الأساسي للنوبات القصيرة من الحازوقة هو تناول الكثير من الغذاء مثل المأكولات التي تضاف إليها التوابل الحارة، والإفراط في تناول الحلويات والشحوم والشوكلاتة والمشروبات الغازية والكحوليات، وأيضا العلك الذي يساعد على دخول الهواء وانتفاخ المعدة واستنشاق بعض الغازات والأبخرة المؤذية، كل هذه العوامل تساهم في إحداث نوبات طويلة من الحازوقة». إيقاف الحازوقة حتى الآن لم يعرف أي طريقة مثبتة علميًا لإيقاف نوبة الحازوقة. عن ذلك يقول الدكتور:» لكن هنالك تقنيات تستخدم وتفلح عادةً تبعا للشخص أو الحالة ، وقبل استخدام أي تقنية يفضل انتظار بضع دقائق إذ أن معظم نوبات الحازوقة تنتهي خلال دقائق. ويشير الدكتور: «تعتمد معظم تقنيات إيقاف تلك النوبات على مبدأين «الأول» هو أن تشعر الأعصاب المتهيجة باحساس آخر أقوى مما يدفعها إلى إرسال رسالة إلى الدماغ لإيقاف الحازوقة لوجود شيء أكثر أهمية، «والثاني» يعتمد على التدخل المباشر في عملية التنفس فعندما يرفع الإنسان مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم مما يدفع الدماغ إلى إيقاف الحازوقة، لأنه سيصبح أكثر انشغالا في التخلص من ثاني أكسيد الكربون المتراكم في الجسد». وللتخلص من الحازوقة هناك عدة طرق منها كما يذكر الدكتور إنطوان : «غمر النهايات العصبية في الفم بواسطة الإحساس بالحلاوة عن طريق أكل ملعقة سكر ويفضل وضع ملعقة السكر أسفل اللسان، أيضا يمكن وضع أصابعك في أذنيك لأن الأعصاب المتهيجة موصولة بصورة ما مع النظام السمعي، واستثارة تلك المنطقة قد تؤدي الغرض ولكن يجب ألا تدخل أصابعك كثيرًا في أذنيك، هناك طريقة أخرى حيث يمكن جعل أحد الأشخاص يفاجئك، وهذا قد يؤدي إلى تغير أهمية الرسائل التي تصل إلى الدماغ مما يؤدي إلى إيقاف النوبة. وشرب الماء قد يهدأ الأعصاب، كما إن غرغرة الماء تقوم بنفس الوظيفة، كذلك يمكن إخراج اللسان من الفم والضغط عليه بخفة، أو يمكن أن تقوم بطريقة أخرى وهي أن تغلق أنفك وفمك لأطول فترة ممكنة لكي تزيد نسبة الكربون في جسمك، وحين تتنفس ضمن كيس ورقي هذه العملية ترفع أيضا نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجسم». يسترسل الدكتور: «إن أصبت بنوبة الحازوقة أثناء أكل الطعام، فحاول أن تأكل ببطء أكثر وأن تهضم الأكل بجودة أكثر، لأن الهواء المحجوز بين قطع الطعام غير مهضومة جيدًا يسبب اهتياج الأعصاب، كما إن شرب كميات من الماء أثناء الطعام يُفيد أيضاً. ويلفت الدكتور : «من الأفضل كذلك التوقف عن أكل الأطعمة الحارة والتي تسبب تهيجا للأعصاب، كما أن التوابل الحارة تسبب الاهتياج لذا يجب التوقف عن تناولها لأنها تؤثر على الجهاز الهضمي».