الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خديجة العامري: مهمتي الدبلوماسية في اليابان اختبار حقيقي لقدراتي االذاتية

خديجة العامري: مهمتي الدبلوماسية في اليابان اختبار حقيقي لقدراتي االذاتية
21 فبراير 2011 21:11
ليس لها علم مسبق برياضة (الرماية) في نادي الكاراكال، ولم يسبق لها ممارستها، رغم تحفيزات صديقتها الفرنسية، لكن قُدر لها أن تفوز ببطولة السيدات في هذه الرياضة التي أقيمت مؤخرا في أبوظبي دورة 2011، حيث حازت المرتبة الأولى مُتصدرة الترتيب على اللواتي يمارسنها سنين عديدة، إنها الإماراتية خديجة علي محمد العامري، إذ حصلت على المركز الأول في بطولة كاراكال الرماية لفئة 9 مم التي أجريت أطوارها الأسبوع الماضي في نادي ضباط القوات المسلحة وسط مشاركة 45 رامية من داخل الدولة وخارجها، إذ سجلت 187 نقطة من أصل 200 نقطة.وجاء هذا الفوز قبل سفرها إلى اليابان في مهمتها الدبلوماسية التي ستدوم في طوكيو سنتين كاملتين. ( أبوظبي) - كيف جاء الفوز بالبطولة؟ وتفاصيل أخرى عن حياتها الشخصية ومهمتها الدبلوماسية نكتشفها في هذه السطور: تقول خديجة العامري (25 سنة) إنها تعشق السباحة، والرماية، وستتعلم ركوب الخيل، وتضيف أن ذلك من الرياضات التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى ذلك تقول العامري: ربما ساقتني الصدفة لهذا الفوز، بحيث كان أخي الذي يبلغ من العمر 14 سنة متيما بهذه الرياضة، فأخذته إلى نادي الرماية، وهناك تعرفت على المسؤولين، وطلبوا مني المشاركة في بطولة السيدات التي كان موعدها بعد شهر تقريبا، وتحت الإصرار سجلت وخضت التدريبات المكثفة. وتشير العامري الى أنها كانت تتدرب ساعتين في اليوم وتطلق أكثر من 100 طلقة، ولأنها كانت تمارس العديد من الرياضات مثل الملاكمة والسباحة والغطس فإن لياقتها البدنية ساعدتها في خوض التجربة بنجاح، رغم خصوصية هذه الرياضة، إذ تقول: الرماية تتطلب لياقة بدنية عالية، كما تتطلب الصبر والتركيز على الهدف وهناك عدة جزئيات وحسابات مضبوطة جدا، ولم يكن ذلك سهلا أبدا، بحيث تدربت بجدية كبيرة، وخلال الأيام القليلة التي سبقت البطولة كنت أتمرن ساعات طوال وبشكل مكثف، ولم أكن أبدا متوقعة الفوز ولو بالدرجة الثالثة، نظرا لأن البطولة تضم سيدات متمرسات سنوات طويلة. وتذكر العامري أنها تأهلت للنهاية من بين 100 مشاركة من مختلف الجنسيات، وتشير إلى أنه ظلت 45 مشاركة لتفوز 3 إماراتيات بالمراكز الأول والثاني والثالث. عشق التحدي وتشير العامري أن صديقتها الفرنسية التي كانت تمارس الرماية والتي كانت تعمل معها، نصحتها دائما بهذه الرياضة وعرفتها عليها، وعلى مميزاتها، لكن خديجة كانت دائما مترددة، إلى حين الفوز، وتضيف العامري قائلة: أنا أعشق الرياضة بشكل عام ومارست العديد من الرياضات، وكوني درست بعض السنوات في باريس فإنني لاحظت أن الجميع يولي الرياضة اهتماماً بالغاً، ومن هناك مارست الملاكمة والكاراتيه، والسباحة أما الغطس فإنني تعلمته في الإمارات، ولا أنكر أنني أعشق السباحة ولكن العادات والتقاليد تمنعني من المشاركة في بعض المسابقات أو البطولات، هكذا اكتفيت بها هواية، كما أنني أشارك دائما في رحلات منظمة للغوص، هذه الهواية الممتعة التي تعلمتها من خلال دورة تدريبية في أبوظبي، وشغفي يقودني إلى المساهمة في بعض الرحلات إلى جزر داخل الدولة وخارجها، وذلك يحقق لنا متعة كبيرة بالاطلاع على مناظر أعماق البحر وعجائبه أيضا، وتضيف العامري أن والدتها هي من دفعتها ووقفت بجانبها دائما لتصنع النجاح في حياتها، وتضيف: أنا سعيدة بما حققته، ولم يبق أمامي إلا ممارسة ركوب الخيل لأكمل الثلاثية التي أوصى عليها الرسول عليه الصلاة والسلام وهي: (الرماية والسباحة وركوب الخيل). تفوق ومنحة تشير العامري الى أنها حازت منحة للدراسة في فرنسا رغم عدم معرفتها باللغة الفرنسية شكل لها ذلك تحديا كبيرا في حياتها، لكن أعطاها التنوع في اللغات، وزودها بمعارف أخرى عن ثقافة بلد عريق ساعدتها في حياتها الشخصية، إلى ذلك تقول: حصلت على الماجستير من جامعة السوربون بباريس، في القانون الدولي وعلاقات العمل، وجاء ذلك بعد أن حصلت على بكالوريوس من جامعة ملبرن بأستراليا، بالتعاون مع كلية التقنية بأبوظبي، تخصص تعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها، وبعد نجاحها بتفوق حازت منحة من شركة توتال لدراسة الماجستير في فرنسا، وتضيف: لم تكن لي أي دراية باللغة الفرنسية، وترددت كثيرا في قبول المنحة، لكن صممت في الأخير وسافرت لأنني بطبعي أهوى التحديات وركوب الصعب، وهناك كنت أدرس وأعمل في توتال، هذه الوظيفة منحتني معرفة بالناس، وباللغات، وأهلتني كثيراً لأخوض تجارب أكبر، وفي هذا البلد لا توجد مجاملات أبداً في العمل، الفارق الوحيد هو التميز والاجتهاد، حيث عملت بالمكتب التمثيلي لتوتال، لمدة 6 أشهر تقريبا، وهذا العمل مبني على العلاقات الكبيرة، حيث كنا نتعامل مع عدة أفرع في مختلف أنحاء العالم، هذا العمل أهلني للعمل في الخارجية الإماراتية بعد حصولي على الماجستير سنة 2009، كما عملت أيضا في أبوظبي للصناعات لمدة 6 أشهر، حيث تعرفت على أنواع الصناعات في أبوظبي، ومارست هذا العمل من خلال قسم العلاقات والاتصال، وتدربت على يد سعادة حسين النويس الذي تعلمت منه الكثير. من أميركا إلى اليابان بعد عودتها من فرنسا إلى الإمارات بدأت خديجة العامري عملها في وزارة الخارجية، لسنة ونصف قبل أن تأتيها فرصة الانتقال إلى اليابان، تتحدث العامري عن ذلك: بعد الدراسة بدأت العمل في وزارة الخارجية بالإمارات، في قسم الشؤون الأميركية والباسيفيكية، وكنت مسؤولة عن الملف الأميركي وأميركا الوسطى، تحت مسمى المنسق السياسي، وبعد هذه المدة سأنتقل للعمل بالسفارة الإماراتية بطوكيو في اليابان، سأخوض تجربة جديدة في منطقة مختلفة، وستدوم سنتين، ولهذا الغرض فإنني دخلت عدة دورات وتدريبات دبلوماسية، لمدة أربعة أشهر، وكل ما يخص الميدان الدبلوماسي، والإتيكيت، وكيفية التعامل مع الإعلام، والتصرف مع الأزمات، كما أن هذا العمل يقوم بالدرجة الأولى على اللغات، لهذا سأتعلم أيضا اللغة اليابانية، وكون اليابان تعتبر من الدول الصعبة من حيث الثقافة والمعيشة فإنها ستكون تجربة جديدة بالنسبة لي وستضيف لي أشياء جديدة، رغم تخوفي الكبير كونها خطوة مختلفة عن أعمالي السابقة على الرغم من أنها تشكل امتداداً لكل ما تعلمت. أما عن الرماية تقول العامري إنها ستمارسها في اليابان إلى جانب قيامها بمهامها الدبلوماسية، وتنوي الدخول في بطولات مقبلة في الإمارات، كما تشير إلى أنها ستعمل على مطابقة إجازتها السنوية مع بطولة الكاراكل التي ستنظم مستقبلا، وتضيف: ربما يحمل المستقبل أشياء جديدة لا أعرفها، وتنوي العامري الدراسة في اليابان والحصول على الدكتوراه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©