السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين «باريس» و«كوبنهاجن».. أوجه الإرهاب متشابهة

18 فبراير 2015 22:27
رسام كاريكاتور وأفراد الشرطة واليهود، إنها الأهداف المشتركة للهجومين في كوبنهاجن وباريس. والمطاردة في المدينتين متشابهة، فقد توقفت الحركة فعلياً في كوبنهاجن بينما مشطت الشرطة المدينة مبنى مبنى وحلّقت طائرات الهليكوبتر في السماء. وبعد مقتل المشتبه فيه بإطلاق الرصاص عليه في العاصمة الدنماركية، ظهر تشابه جديد لصورة مجرم اعتيادي قضى فترة في السجن وخرج ليصبح قاتلا بدوافع أيديولوجية. وبعد مرور شهر على ترويع إرهابيين محليين لفرنسا، أقض شاب عمره 22 عاماً، ولد ونشأ في الدنمارك، مضاجع هذه الأمة يوم السبت الماضي وترك كثيرين من أبناء هذه البلاد المسالمة يتساءلون ما إذا كانت أوروبا قد دخلت مرحلة خوف لا ينتهي. وقبل أن يضع تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، قبيل الفجر، نهاية لهجمات المشتبه به، كان المهاجم قد قتل شخصين، وأصاب خمسة أفراد من الشرطة بجروح، وهاجم مقهى يستضيف ندوة عن حرية التعبير، ومعبداً يهودياً. ولربما لولا ضعف التواجد الأمني في كلا الحالتين لما تحول أي هجوم إلى مذبحة. وصرح «ينس مادسن»، رئيس وكالة «بي. إ. تي» الدنماركية الأمنية، في مؤتمر صحفي يوم الأحد، أن التشابهات بين هجمات الشهر الماضي في باريس وهجمات كوبنهاجن لفتت انتباه المحققين إلى احتمال أن يكون المهاجم مقلِّداً «استلهم هجمات باريس». ورد الفعل متشابه أيضاً. فقد تعهد الزعماء الدنماركيون، أثناء حداد على ضوء الشموع على أرواح الضحايا، بأن الإرهاب لن ينال من رباطة جأشهم. ومثل المتهمين في هجمات باريس، ذكرت الشرطة أن المهاجم في كوبنهاجن له سجل جنائي طويل تضمن إدانة بالاعتداء على الآخرين، وامتلاك أسلحة، والتورط في أعمال عصابات. ورغم أن الشرطة لم تكشف اسم المشتبه به، لكن تقارير لوسائل إعلام دنماركية ذكرت أن اسمه عمر عبدالحميد الحسين، وأنه أفرج عنه في الآونة الأخيرة من السجن. وعلى خلاف المتهمين في هجمات باريس، والذين زعموا بدرجة أو أخرى انتماءهم لـ«القاعدة» و«داعش»، لم يتضح بعد على الفور ما إذا كان للمهاجم اتصالات مع منظمات متطرفة. ويرى «ماجنوس رانستورب»، الخبير في الإرهاب في كوبنهاجن، أن «هناك التقاء بين العصابات الإجرامية والتطرف، وهو أكثر وضوحاً في الدنمارك مقارنة بالدول الأخرى.. فلدينا زعماء عصابات ذهبوا للقتال في سوريا». وقد غادر 110 شبان دنماركيين على الأقل بلادهم للقتال في العراق وسوريا، وهي أعلى ثاني نسبة مقارنة بعدد السكان في أوروبا الغربية بعد بلجيكا. ويقاتل في سوريا والعراق أكثر من أربعة آلاف أوروبي غربي، وهو رقم يشغل كثيراً وكالات الاستخبارات عبر القارة. وأكد «مادسن» أن المتهم في هجمات كوبنهاجن تعرفه الاستخبارات الدنماركية جيداً. وكان الحسين قد طعن مراهقاً في ركبته على متن قطار في نوفمبر 2013، وبعد إدانته أفرج عنه في الآونة الأخيرة حسبما قالت وسائل إعلام. واستهدف المهاجم أولا ندوة لرسام الكاريكاتور السويدي «لارس فيلكس» عن حرية التعبير في عصر الإرهاب. وطالما اعتبر متطرفون إسلاميون «فيلكس» (68 عاماً) هدفاً للهجوم بسبب رسوم مسيئة لنبي الإسلام. ونجا فيلكس وعشرات آخرون كانوا في الندوة من الهجوم، لكن مخرج الأفلام الوثائقية فين نويرجارد (55 عاماً) قتل وأصيب ثلاثة أفراد من الشرطة بجروح. وبعد فرار المهاجم في سيارة فولكسفاجن، نفذ عملية أخرى بعد منتصف الليل مطلقاً النار على رأس حارس أمن متطوع خارج معبد يهودي كبير في كوبنهاجن، بينما كان 80 شخصاً يحتفلون بطقس ديني يهودي في مبنى ملاصق. ولقي حارس الأمن حتفه وأصيب فردان آخران من الشرطة، لكن المشتبه به فر دون أن يتمكن من دخول المبنى. وتعقبت الشرطة القاتل باستخدام كاميرات المراقبة. وقال مسؤولون إنه فتح النار على أفراد الشرطة عندما اقتربوا منه بالقرب من مبنى سكني في حي مختلط العرقيات شمال كوبنهاجن قبل الفجر. وليس للهجوم أسباب مباشرة، لكن الخطر قائم هنا منذ فترة طويلة. فالجدل القائم منذ عقد من الزمن بشأن الرسوم المسيئة نشأ هنا بعد أن نشرت صحيفة «يولاندس بوستن» الدنماركية 12 صورة مسيئة لنبي الإسلام عام 2005. جريف ويت وكارلا آدم - كوبنهاجن، لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©