الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا يأخذ من أضعف الترجمات؟

26 فبراير 2014 21:19
نشر الملحق الثقافي لجريدة «الاتحاد» الموقرة مقالتين للباحث رسول محمد رسول، الأولى بعنوان «باتريشيا واو.. ما وراء السَّرد» بتاريخ 30 يناير 2014، والأخرى «ليندا هَتشْيون.. ما بعد الحكي»، بتاريخ 26 ديسمبر الماضي، والمقالتان في جوهرهما «قص ولصق حرفيّ» من كتابي «ما وراء القص»، دون أدنى إشارة لي أو لجهدي البحثي والمعرفي، الأمر الذي يعد «سطواًعلمياً» وسرقة معرفية مقصودة. المقالة الأولى التي تصل كلماتها إلى 1100 كلمة، اقتبس فيها رسول من كتابي المشار إليه، حوالي 500 كلمة، أي 45% من مقالته، إذ لم يغير الباحث كلمة واحدة ولم يضف للمادة شيئًا، فلا حلل ولا انتقد ولا استنتج ولا اتفق ولا عارض ولا طبق على المادة «المنقولة» شيئًا، استنسخها من ثلاثة مقالات من كتابي، وهي: «ما وراء القص تقانة واقعية الوعي الذاتي» لـ«هي سوما»، و«ما وراء القص» لـ«فيكتوريا اورلوفسكي» و«ما وراء القص التاريخى: السخرية والتناص مع التاريخ» لـ«ليندا هتشيون»، دون أدنى جهد سوى ترتيب خاص به ووضع اسمه ونشرها بـ«الاتحاد الثقافي». أما المقالة الثانية، فجاء «النقل غير العلمي» بأحسن الأوصاف، خمس مرات، وبفقرات كاملة من الكتاب ذاته، فضلاً عن مقالة لي منشورة على موقع «الروائي» ومواقع أخرى منذ سنوات. الأمر الذي أثار حفيظة الباحث مدحت صفوت، فكتب في جريدة «اليوم السابع» المصرية، عن الأمر فاضحًا الجريمة العلمية، ومشيرا إلى نص الفقرات التي تم السطو عليها وأرقام الصفحات في كتابي. حق الجهد وبكل ثقة واعتزاز جاءني الرد من «الاتحاد الثقافي» بأن الجريدة على استعداد لنشر توضيحي تماماً كما نشرت مادة السيد رسول. وهنا أستغل كرم الجريدة ومصداقيتها وأنشر توضيحي؛ مؤكدة أن الترجمة والكتابة والبحث والتأليف جهود يجب أن تنسب لأصحابها إذا أردنا أن ننهض بأوطاننا وثقافتنا، وأن نبني مستقبل أبنائنا. أيضًا، أؤكد أنني لا أريد أن أشهر بأحد أو أن أسيء إليه شخصيا على الرغم من إساءة رسول البالغة لي حين سرق جهدي ونسبه لنفسه، وحين حاول التجييش ضدي على صفحات التواصل الاجتماعي بشكل عنصري على أساس الجنسية؛ تماما كما كانوا يفعلون في الجاهلية الأولى! وبمعرفتي بالباحث من خلال بعض المراسلات فهو لا يعرف الكثير عن الموضوع الذي يكتب عنه، كما أنه لا يتحدث الإنجليزية رغم أنه متحصل على شهادة دكتوراه في الفلسفة الغربية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر!! وكان قد طلب بإلحاح أن أرسل له كتابي بصيغة إليكترونية لتعذر حصوله عليه كما قال، ولأنه كان يستوضحني كثيرا في قضايا تتعلق بما وراء القص التاريخي، فإن إسقاط اسمي وعدم الإشارة إلى كتابي المرجع الأصل والوحيد تقريبا لرسول «أمر مقصود» وجريمة سرقة علمية، إن لم يعتذر عنها صاحبها تظل عارا يلاحقه ويلاحق كتاباته، وما يعزز قصدية السرقة هو عدم قيام الباحث بأي جهد بحثي آخر بالمقالة، والسؤال هنا: لماذا يسطو رسول على كتاباتي؟ هل يريد أن يبدو للقارئ وكأنه يفتحُ كشفا نقديا؟! كتبتُ، بداية، أستوضح من رسول ففاجأني حين ألقى بالمسؤولية، إن شئنا الدقة «التهمة» على جريدة «الاتحاد» قائلاً «إن الجريدة هي من أسقطت المراجع وأسقطت اسمي واسم الكتاب» متعللاً بأن الجرائد تفعل ذلك عادة، على حد قوله، الأمر الذي لم يشر إليه في رده المنشور بالجريدة فيما بعد، مكتفيا بالإشارة إلى ما سماه بـ«إشكالية التنصيص»، فأبلغته باعتراضي وعدم تصديقي لحجته وإلقاء التهمة على الجريدة، إذ لا يمكن أن تقوم جريدة ثقافية محترمة ومهنية كـ«الاتحاد» بانتهاك حقوق الملكية وإسقاط اسم المرجع ومؤلفه أو مترجمه، سواء بالمتن أو بالهامش، لذلك راسلت الصحيفة. بعدها راح «رسول»، على صفحته الشخصية، ينكر أنه اقتبس من كتاباتي شيئاً!! لماذا أنا؟ أما بالنسبة لرد رسول المنشور في جريدة «الاتحاد»، ويدعي فيه أنه استند إلى ترجمة لباتريشيا واو صدرت في مجلة «الآداب»، فواقع الأمر أن ما سطا عليه من كتاباتي ليس لباتريشيا واو فقط، فقد سطا على ترجمتي لواو وغيرها بالحرف ـ سبق وأن أشرنا إليها ـ ليدعي بعد ذلك أن ثمة ترجمات أفضل من ترجمتي، لكنه يتعطف وينقل ترجمتي غير الدقيقة! الباحث الذي لا يجيد لغة أجنبية يقيّم الترجمات، ثم يختار أقلها! وهنا يعترف رسول بأنه يستبيح جهود الآخرين الذين ذكرهم في مقاله ويختار نصي أنا «غير المتخصصة» التي أعمل بالطبابة «ماجستير صيدلة» لينصصه دون غيره وبلغتي أيضا دون إشارة إلى أي جهد سابق. ثم يتعرض لوظيفتي وعدم تخصصي هذا البائس معترفًا أنه اختار نصي دون غيره، وأنه كان يسألني أنا دون غيري، وهو المتخصص.. يا للفضيحة؟ وسؤالي للفيلسوف الفاضل: على من يعود التنصيص؟ على أي مرجع من هؤلاء؟ المقال المنشور بمجلة «الآداب»، والذي يعود إليه رسول عن باتريشيا واو هو مرجع مفيد أيضًا، لكن رسول سرق من كتابي بالحرف، ففي مقالة واحدة 500 كلمة، الأمر الذي ينكره دون أن يقدم الدليل على نفيه! في حين أشار مدحت صفوت إلى النصوص ومواضعها بأرقام الصفحات في كتابي، وإذا كان رسول يشيد بأي مرجع آخر ويكن له كل هذا الإعجاب فلماذا لم يسرق وينصص منه؟ احترام الخصوصيات أما ذكره وتعريضه البائس بخلافي مع زميله معن الطائي، فلن أذكر أبدا ومن باب احترام الخصوصيات ما قاله هو عن الطائي، وهو موجود لدي، لكني أنتهز الفرصة لأؤكد ـ ودون رغبة مني في إقحام الطائي ـ أن القسم الثاني من كتاب «الفضاءات القادمة» من صفحة 195 إلى 500، هو جهدي الذاتي وكتابات تخصني وحدي، والطائي كتب المقدمة الطويلة ليس إلا، ولذلك أعدتُ طباعة الكتاب دون مقدمته لأحتفظ بجهدي بعد فشل الشراكة معه وبعد انتهاء مدة العقد مع الناشر. فهل لرسول الذي يتصرف موتورا علاقة بهذا الأمر؟ هل هو وكيل الطائي مثلاً؟ يسطو ويكذب ثم يتدخل فيما لا يعنيه ويقحم آخرين في مشكلته ليشتت الانتباه عن فعلته الشنعاء. أين أخلاقيات «المتخصصين» أيها الفيلسوف؟ ويتهمني بالإساءة إلى كل العراقيين؛ فهل يعتقد أنه يمثلهم أو أنه متحدث باسمهم بعد أفعاله تلك؟ أكرر هنا أن المادة المسروقة بالحرف وبالمسطرة وبعلامات الترقيم من كتابي، وأن التنصيص ما لم يشر إلى المصدر الأصلي، مجرد ستار للتغطية على السرقة العلنية حين افتضاحها. وأؤكد أيضا حق كل باحث في نسب مادته إليه عند كل اقتباس يعود إليه، الأمر الذي سيفضح رسول حين تكون اقتباساته أكثر من نصف مقاله ومن مصدر واحد! لذلك نصص، وليقول إنه الباحث المطلع على الكتابات الغربية ومن مصادرها وهو بالكاد يجيد كتابة اسمه بالإنجليزية. العِلمُ كما أنه رحِم بين أهله، هو ملك للجميع؛ باحثين كانوا أو قراء أو غير ذلك، شريطة حفظ الحقوق بالإشارة الواضحة الكاملة في متن النص وهوامشه إلى المرجع، سواء كان مرجعا رئيسا أو هامشيًا، بالنسبة للباحث وبحثه، ومن جهتي بحوثي وكتبي متاحة بالمكتبات أو لمن يطلبها مني، طالما التزم بالأصول العلمية في حفظ الحقوق العلمية والمعرفية. وأنتهز هذه الفرصة بتوجيه جزيل شكري وامتناني للسيد عبدالعزيز جاسم، رئيس القسم الثقافي في جريدة «الاتحاد»، الذي رد على رسالتي بمهنية أثلجت صدري وأعادت لي الثقة والاعتزاز بمهنية الجريدة، قائلاً «ونعيد التأكيد على التزامنا حقوق الملكية الفكرية بالمطلق، وبناء على ذلك نشير إلى أن صفحات الاتحاد الثقافي مفتوحة أمامك وحقك مكفول بالرد على المقال الأخير الذي نشرناه للسيد رسول».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©