الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف البحرين.. بيت حضاري يحفظ تاريخ بلد

متحف البحرين.. بيت حضاري يحفظ تاريخ بلد
23 مايو 2009 00:14
يجمع متحف البحرين كل أصالة وتاريخ البحرين القديم والمعاصر ويحفظه في قلب التاريخ وضمائر الناس، ولا يترك تفصيلاً يغيب أمام الأجيال التي لم تعاصر تفاصيل كثيرة، وليصبح تحفة حضارية وتاريخية للشعوب ومحبي التراث. يعتبر المتحف كتاباً للمكان والزمان الغابر لا يمحوه التطور ولا النهضة ولا النسيان، ويتميز هذا المتحف عن بقية المتاحف باحتوائه على كل ما يخص الحياة البحرينية منذ القديم حين عرف الإنسان هذه الجزيرة وحتى هذا اليوم، مما يجعله متحفاً مميزاً ومختلفاً ومنوعاً وجامعاً لكل ما هو متوقع وغير متوقع من التراث القديم لحضارات قامت على الجزيرة بدءاً من حضارة دلمون والقبور والأسلحة في ذلك الوقت والنقوش والفخار والملابس ومعدات الصيد والأواني والمجسمات الكبيرة والرسومات. احتفظ فيها هذا المكان حفاظاً على الهوية والتاريخ والحضارة ذات الجذور العميقة تاريخياً وجغرافياً وثقافياً، ويساعد المتحف الوطني على تنمية روح الاعتزاز بالحضارة والهوية، وتعزيز المحافظة عليها كي لا تندثر مع مرور الوقت، على الرغم من التطور الذي تشهده مملكة البحرين على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي. الهوية الشعبية لم تغب الهوية الشعبية للمجتمع وبقي محافظا على وشائجه الاجتماعية المحلية والخليجية والعربية، ففي المتحف نجد هناك شرحا كاملا بالصوت والصورة للملابس والأزياء وطريقة خياطتها، كملابس الرجال والنساء والأطفال (البشت والثوب والنفنوف والملفع والعباءة) وتسمية كل زي حتى لا يختفي اسمه ويبقى في سجل الذكريات، وهناك تركيز على العادات والتقاليد والاحتفالات حيث إن ليالي العيد والعرس محفوظة بالصور وهناك مجسمات وأدوات كانت تستخدم في ذلك الزمان موجودة ومحافظ عليها بحرص وتفان كي لا تشوبها شائبة، فضلاً عن معروضات أدوات الزينة وتصنيع العطور وأدوات طهي الطعام، إضافة إلى الفنون الشعبية من رقصات وآلات موسيقية وفلكلور منوع، وألعاب الأطفال الشعبية الخاصة بكل من الفتيان والفتيات. مقتنيات متنوعة يضم المتحف في ردهاته مخطوطات مهمة، ومجموعة من مقتنيات لا تقل أهمية عن أي مقتنى قديم أو حديث كالمخطوطات الإسلامية القديمة والمصاحف حيث تحفظ داخل ألواح زجاجية خشية عليها من عوامل الزمن والمناخ، حيث تؤرخ بعض المخطوطات للتاريخ العربي والإسلامي وتكشف مكانة الأمة في تلك العصور، وتشمل هذه المخطوطات العديد من العلوم التي كانت مزدهرة آنذاك بالإضافة إلى الفن والأدب، وبعض هذه المخطوطات محفوظ ومزخرف ومغلف أيضاً. لعل الشخص الذي يتجول في ردهات المتحف الواسعة يلاحظ التقسيمات التي وضعت لكل عصر قسما مستقلا بذاته حتى أن الزمن الحديث له قسم فيه صور للمباني ومنها سور البحرين على الواجهة البحرية، وبعض الأرشفة لمسيرة البحرين خلال السنوات الماضية من ناحية كونها مركزاً تجارياً -قديماً- وبقاءها حتى استقلت وتشكلت.. كما أن بعض الصور تؤرخ لنشأة بعض الدوائر كبلدية المنامة، والأسواق القديمة والمباني، وشكل البيت البحريني القديم حيث يتوسط إحدى القاعات بيتاً بحرينياً بني بالطريقة القديمة الفلكلورية قبل ظهور النفط وتغير شكل البنيان، كما تحوي القاعة بعض الآلات الموسيقية وأدوات الصيد، وبعض مقتنيات المحال التجارية القديمة، والمساجد أيضا، وبعض الحرف والمهن وما إلى ذلك. معالم البلد ويحوي المتحف إشارات وتفاصيل كانت تمارس في الحياة العامة، وذلك بالكتابة عنها مثل: تحفيظ القرآن، وتجسيد الحياة اليومية بالسوق لحركة البيع والشراء والعمل للصناع والحرفيين، وكذلك طرق التعليم وتوضيح نشأته. ولكل الوقائع هناك قسم خاص مكتوب في ركن منه كل ما يخصه بالتفصيل، كما أن حياة البحر والغوص والصيد لها نصيب كبير من التسجيل والتوضيح، فضلاً عن قسم خاص بمعالم البلد في الماضي والحاضر مبينة بشكل جلي، وكذلك المعالم التي اندثرت وتهدمت وتلاشت. كما توضح بعض المقتنيات بما فيها من لوحات ورسوم ومخطوطات قديمة ثمينة، بعض صور ورسوم لمناطق في البحرين قديماً.. بحيث أصبح هذا المتحف بالفعل كتاباً مفتوحاً عن البحرين، مشرّعة أبوابه لاستقبال كل الزوار والسياح.. حيث تتوفر قاعات تقام فيها المؤتمرات والندوات، وأخرى لإقامة المعارض وتعرض فيها المعروضات والرسومات، وهو ما يجعل هذا المعلم محفلاً أدبياً وعلمياً ومجمعاً ثقافياً واجتماعياً يستقبل كل ما يفيد الإنسان في وقتنا الحاضر.
المصدر: المنامة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©