الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحشد الشعبي».. وتأجيج البعد الطائفي بالعراق

18 فبراير 2015 22:26
تأخذ الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، على نحو متزايد، بزمام المبادرة في حرب العراق ضد تنظيم «داعش»، وتهدد بتقويض الاستراتيجيات الأميركية التي تهدف إلى دعم الحكومة المركزية، وإعادة بناء الجيش العراقي وتعزيز المصالحة مع الطائفة السنية الغاضبة. ومع ما يقرب من 120 ألف من الرجال المسلحين، تتفوق هذه الميليشيات على الجيش العراقي المستنزف والمثبط، والذي تضاءلت قوته القتالية إلى نحو 48000 جندي منذ أن توجهت القوات الحكومية إلى مدينة الموصل الشمالية في الصيف الماضي، كما ذكر مسئولون أميركيون وعراقيون. وساهم الهجوم الأخير ضد متشددي «داعش» في محافظة ديالى، بقيادة منظمة «بدر»، التي تأسست وتدرب قادتها ومقاتلوها في إيران، في تعزيز موقف الميليشيات كقوة عسكرية مهيمنة عبر رقعة من الأرض تمتد من جنوب العراق إلى كركوك في الشمال. وبينما تقوم بدور أكبر، تلجأ الميليشيات في بعض الأحيان إلى تكتيكات تعرض لمزيد من الخطر التفاهم مع السنة كما تساهم في شحذ الأبعاد الطائفية للقتال. كما أنها تقوي من سيطرة إيران الكبيرة بالفعل على العراق بطرق قد يصعب علاجها. وهذه الميليشيات، التي تدعمها إيران، وفي بعض الأحيان تسلحها وتمولها، تدين بولائها لطهران. وفي علامة على مدى انزلاق العراق في الفلك الإيراني، ترفع لوحات الإعلانات التي تصور بطولة الميليشيات، وتحمل صوراً لمرشد إيران الراحل «آيه الله الخميني» وخليفته «آية الله علي خامئيني»، في وسط بغداد، حيث كان يقف تمثال صدام حسين قبل أن تحطمه قوات مشاة البحرية الأميركية في عام 2003. ويرى محللون أن تزايد نفوذ الميليشيات الشيعية يدعو إلى التشكيك في استدامة استراتيجية تقضي بشن غارات جوية بوساطة المقاتلات الأميركية من أجل توطيد قوة الجيش العراقي على الأرض، بينما المستفيد هو جماعات تدعمها إيران وقد تكون معادية للولايات المتحدة. وقال «مايكل نايتس»، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: إنه إذا استمر القتال على مساره الحالي، فهناك إمكانية حقيقية لأن تهزم الولايات المتحدة «داعش»، وأن يستسلم العراق نهائياً لإيران خلال هذه العملية. ورغم أن رئيس وزراء العراق «حيدر العبادي» قد رحب بالمساعدات الأميركية ويدعو إلى المزيد منها، فإن قوة الميليشيات تهدد بتقويض سلطته وتحويل العراق إلى نسخة من لبنان وحكومته الضعيفة، التي هي رهينة لأهواء جماعة «حزب الله» القوية. ويؤكد «نايتس»: «لا ولم تكن الميليشيات الشيعية تريد الأميركيين هناك. فهل سنرى محاولة هذه الميليشيات المدعومة من إيران لدفعنا تماماً خارج البلاد؟». وبينما يناقش القادة الأميركيون إرسال مزيد من القوات البرية للمساعدة في شن الهجوم المزمع لاسترداد الموصل، فإن بعض الميليشيات بدأت بالفعل تشكك في الحاجة للمساعدة الأميركية. ومن جانبه، ذكر «كريم النوري»، المتحدث باسم القائد العسكري لمنظمة «بدر»: «لسنا في حاجة إليهم، سواء على الأرض أو في الجو. يمكننا هزيمة داعش بأنفسنا». ويشير مسئولون عراقيون إلى أن الميليشيات الشيعية قد شغلت حيزاً كبيراً، وقدمت القوة والعمالة في وقت حرج وتساعد على كبح تقدم «داعش» نحو بغداد. وهم يعربون عن الشكوى من تأخر وصول المساعدات الأميركية، إذ جاءت بعد أكثر من شهرين على تقدم المتشددين نحو العاصمة. أما جهود إعادة بناء الجيش العراقي المنهار فقد بدأت فقط في ديسمبر، ولم تخَرِّج أي متدربين حتى الآن. وتحدث «موفق الربيعي»، عضو البرلمان عن «ائتلاف دولة القانون»، قائلاً : «إننا في فترة انتقالية وفي حالة طوارئ. وهناك تهديد وجودي يتطلب استخدام طرق استثنائية». وتشير الميليشيات، التي تفضل أن توصف بـ«قوات الحشد الشعبية» إلى أن انتشارها مصرح به من قبل الحكومة وبموجب فتوى من قبل «السيستاني». بيد أن سلسلة القيادة تمر عبر قادتهم، وتأتي في أحوال كثيرة مباشرة من إيران. أما الشخص المعين لتنسيق أنشطتهم فهو نائب مستشار الأمن القومي العراقي «أبومهدي المهندس». ويظهر «قاسم سليماني»، القائد الأعلى للقوة الإيرانية، بصورة معتادة في الخطوط الأمامية في العراق. ويتولى «هادي العامري»، زعيم «بدر» القوي، القيادة المباشرة لساحة المعركة، وهو يزعم الآن أنه المسئول عن وضع خطط الحرب نيابة عن قوات الأمن فضلاً عن الميليشيات. ليز سلاي * * رئيسة مكتب «واشنطن بوست» في بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©