الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفوقنا على المنافسين بـ «الكيمياء»

تفوقنا على المنافسين بـ «الكيمياء»
30 ابريل 2016 22:47
أنور إبراهيم (القاهرة) قبل عام ونصف تعرض للطرد من تدريب منتخب اليونان، واليوم بات على أبواب تحقيق إنجاز رائع لم يكن يصدقه أحد.. إنه الرجل الذي يقود «ثعالب» ليستر سيتي مفاجأة الموسم نحو المجد.. فالإيطالي كلاوديو رانييري لم يقل كلمته الأخيرة بعد على حد قول مجلة «فرانس فوتبول» التي أجرت معه حواراً على 3 صفحات، بدأته بالتأكيد على أن هذا المدرب البالغ من العمر 64 عاماً يحظى بكل الحب والاحترام في مدينة ليستر الصغيرة الهادئة. ورداً على سؤال بشأن كلمة يصف بها فريقه، قال رانييري: «شيء لا يصدق، فلم يكن أحد يتوقع ما حققناه.. ففي الموسم الماضي وتحديداً في شهري مارس وأبريل كان ليستر ترتيبه الأخير في الدوري الإنجليزي «البريميرليج»، وهذا الموسم بات قريباً من إحراز اللقب». وأضاف: «ما تحقق يسعدني فأنا شريك فيه، ولا أذيع سراً إذا قلت إنني لا أجلس على دكة الجهاز الفني، وإنما أظل واقفاً أوجه اللاعبين لدرجة أنني أطالب الحكم الرابع في كل مباراة أن يراقبني جيداً حتى لا أدخل الملعب لأشارك اللاعبين في اللعب!!». وعندما سألته المجلة: هل تعلم أنه بعد 50 سنة سيتذكر الناس حكاية فريقك ولاعبيك، وأن «مغامرتك» الناجحة مع ليستر ألهبت مشاعر الكثيرين في كل أنحاء العالم، قال رانييري: «نعم أعلم ذلك وأضعه في الاعتبار.. فنحن نتسلم يومياً رسائل تشجيع من أستراليا وكندا وأميركا، بل إن قناة «سي إن إن» أذاعت تحقيقاً حول ليستر سيتي. وعلق قائلاً: فريقنا كتب صفحات رائعة، وأكرر: كل ما تحقق هذا الموسم يعتبر شيئاً لا يصدقه عقل!! وعن رأيه في خطط وطرق اللعب المختلفة وكونه يلعب بطريقة 4/‏ 4/‏ 2، قال رانييري: «أنا لا أعتقد في طريقة اللعب وإنما أؤمن باللاعبين وقدرتهم على تنفيذ ما أقوله». وتابع: طريقة اللعب لا تجعلك تفوز وإنما اللاعبون هم أصحاب الفضل الأول. وفلسفتي الكروية تتلخص في أن أوفر للاعبين الجو الذي يجعلهم يخرجون أفضل ما لديهم ويطبقون حرفياً ما أطلبه منهم وأسعى دائماً إلى تحقيق التوازن في الفريق، فبدون توازن في اللعب لا يمكنك أن تستمر. ومضى رانييري يقول: هناك «كيمياء» بيننا جميعاً.. إدارة ولاعبين ومدرباً وجماهير ومدينة.. ويؤكد رانييري أنه طوال مشواره التدريبي الذي يمتد لأكثر من ثلاثين عاماً، لم يتغير وعلق على ذلك بقوله: «أنا نفس الشخص الذي فشل مع منتخب اليونان في 4 مباريات خلال عام 2014 (3 هزائم وتعادل)، وأنا نفس الشخص الذي فاز من قبل مع فريق موناكو، وأنا نفس الشخص الذي ربما يفوز بالدوري الإنجليزي هذا الموسم. واعترف «ملك» ليستر أنه يطالب اللاعبين في كل مباراة بأن يلعبوا وكأنها المباراة باعتبارها نهائي كأس أو المباراة الأخيرة للبطولة، ولأن ليستر سيتي ليس فريقاً تم بناؤه للفوز ببطولة، وإنما كان منتهى أمل رئيسه أن يبقى في دوري الأضواء والشهرة «البريميرليج»، فقد قال رانييري: «علينا أن نقاتل ونكافح حتى آخر ثانية وآخر مباراة في الموسم.. وبعد هدفنا المبدئي الخاص بالبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، أصبح هدفنا المعلن هو القتال من أجل إحراز اللقب». وعما إذا كان ما فعله ليستر سيتي هو أجمل قصة في الكرة الإنجليزية، قال رانييري: لا أعرف فليس أنا الذي يقول ذلك، ولكنني لا يمكن أن أنسى «أسطورة» فريق نوتنجهام فورست الرائعة عندما فاز بالدوري الإنجليزي منذ 38 سنة، وتحديداً عام 1978، وهو نفس العام الذي صعد فيه إلى الأضواء، ثم فاز بعدها ببطولة دوري الأبطال الأوروبي مرتين متتاليتين عامي 1979 و1980.. أما بالنسبة لنا وما فعلناه هذا الموسم، وأياً كان ما سيحدث في النهاية، فهو بكل المقاييس «حكاية لها العجب». ورداً على سؤال بشأن بلوغه القمة وهو في الرابعة والستين من عمره، مع ليستر سيتي، قال رانييري: «لقد حققت من قبل المركز الثاني مع تشيلسي في موسم 03/‏ 2004، ومع روما موسم 09/‏ 2010، ومع موناكو موسم 13/‏ 2014.. والمركز الثالث مع يوفينتوس 07/‏ 2008.. وأنا سعيد بما حققته، وأضاف قائلاً: بداخلي شخصان، الأول يقول: «يجب أن تفوز.. والثاني يقول: «انظر إلى ما أنجزته. فعلى مدى 30 عاماً تدريباً حققت بطولات كثيرة في الدرجة الثانية والثالثة وبطولات كؤوس، ولم يكن ينقصني سوى بطولة دوري درجة أولى.. فهل يحدث ذلك مع ليستر سيتي؟ لا أدري، ولكنني على أية حال طموح، وأريد بشدة هذا اللقب. وتطرقت «فرانس فوتبول» إلى سؤاله عن واقعة إقالته من تدريب منتخب اليونان منذ عام ونصف العام بعد الخسارة في أثينا من منتخب جزر الفارو صفر/‏ 1، قال: «ما حدث يعني شيئاً واحداً هو أن كرة القدم مرادف لـ«الجنون»، فأنا نفس المدرب لم يتغير، ولكن الآخرين يحكمون عليك على أساس النتائج الأخيرة وينسون كل تاريخك كمدرب.. وعموماً كل اللاعبين والمدربين يعانون من هذا المصير أحياناً، وهذا لا يغضبني ولم يكن مفاجأة بالنسبة لي لأنني أفهم الحياة جيداً. ولم تشأ المجلة أن تترك كلمة «جنون» تمر مرور الكرام، فبادرته بسؤال: هل أنت مجنون؟ فقال: «لا.. أنا شخص طبيعي سواء فزت أو خسرت». وحول منتخب إيطاليا قال رانييري: «لا أفكر فيه فعقدي مع ليستر سيتي مدته ثلاث سنوات وأنوي احترامه». في ختام الحوار سألت المجلة رانييري عما قاله البرتغالي جوزيه مورينيو عنه في عام 2008 وسخريته منه بقوله: رانييري رجل في السبعين من عمره.. ماذا حقق؟ وماذا ربح ؟ بطولة كأس سوبر وبطولة كأس.. ربما يكون كبر كثيراً على أن يتغير!!.. وبلهجة قاطعة وحاسمة قال رانييري: «لا لا..لا..لا لن أتحدث عن مورينيو «في إشارة واضحة إلى أنه لم ينسَ للبرتغالي هذه الإهانة!».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©