الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مرض «السل» يفاقم معاناة المهاجرين في أوروبا

24 مارس 2017 01:02
باريس (أ ف ب) بعد عقود طويلة من الأفول، عاد مرض السل ليظهر مجدداً في أوروبا مع نوع مقاوم لعدد من المضادات، وليكون المهاجرون أول ضحاياه، حسبما أكد تقرير نشر بمناسبة اليوم العالمي للسل الذي يوافق اليوم الجمعة. وأوضحت الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية، أنه «حتى وإن كانت الحالات ما زالت معدودة في أوروبا، إلا أن المخاطر الناجمة عن أزمة المهاجرين تجعل من مرض السل المقاوم للعلاجات أولوية صحية». ورأت الجمعية أن تحسين التشخيص والوقاية والعلاج لدى المهاجرين يشكل «واجباً إنسانياً». وعادة ما تكتظ مخيمات اللجوء بالمهاجرين في بيئة لا تحظى غالباً بالقدر الكافي من النظافة. وهذه البيئة هي نفسها التي جعلت المرض يتحول إلى وباء في أوروبا في القرن التاسع عشر، حين قضى أوروبي واحد من بين كل سبعة بسبب مرض السل، وفقاً لمعدي تقرير الجمعية من المتخصصين في الصحة العامة. ومعظم الإصابات الجديدة المسجلة في أوروبا، هي في صفوف المهاجرين الذين ينبغي، بحسب الجمعية، اعتبارهم فئة مهددة من هذا المرض، وليس فئة مسؤولة عن انتشاره. ففي النمسا وهولندا والنرويج تبين أن كل المصابين بالسل في العام 2014 هم من اللاجئين والمهاجرين، أما في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا فهم يشكلون 90 في المئة من المصابين حديثاً بالمرض. وقد سجلت 1400 إصابة جديدة بهذا المرض بين اللاجئين خلال العام الجاري في 12 بلداً أوروبياً. وأشار «ميشال كازاتشكين»، الموفد الخاص للأمم المتحدة لمرض «الإيدز» في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، والمكلف أيضاً متابعة مرض السل، إلى أن بعض المهاجرين يصلون إلى أوروبا وهم يحملون المرض، لكن «معظمهم يلتقطونه في البلد المضيف». وكثير من الحالات لم تكتشف، لأن الدول الأوروبية لا تعتمد سياسة منظمة في التشخيص، وبعض المهاجرين لا يعرفون أين يتلقون العلاج أو يرفضون تلقي العلاج خوفاً من طردهم من البلد المضيف. وأشارت «سالي هارغريفز»، المتخصصة في الأمراض الوبائية في جامعة «إمبريال كوليدج» في لندن، أن ما يفاقم من الأمر أيضاً اتجاه البلدان الأوروبية في الآونة الأخيرة إلى تقليص الخدمات الطبية المجانية. والسل مرض معد تنقله بكتيريا تسمى «المتفطرة السلبية» أو «عصية كوخ» نسبة إلى الطبيب الألماني «روبرت كوخ»، وهي تنقض على الرئتين عادة، وقد تهاجم الكلى والغدد والعظام. ولا تظهر أعراض هذا المرض على الفور، وينتقل عبر اللعاب، حين يكح الإنسان أو يعطس أو يتحدث. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن مرض السل هو واحد من الأسباب العشرة الأولى المسببة للوفيات في العالم. وفي العام 2015، قضى مليون و800 شخص بسببه، بينما بلغ عدد المصابين به عشرة ملايين و400 ألف. وكان نصف مليون من المرضى مصابين بأنواع مقاومة من المرض لا تجدي معها الأنواع المختلفة من العلاجات. وسجل 20 في المئة من هذه الحالات في أوروبا وفي شرقها خصوصاً وفي روسيا. وحذر خبراء من أن استمرار مقاومة السل للعلاجات سيجعل من مهمة القضاء على هذا المرض مهمة مستحيلة. وكانت الأمم المتحدة حددت هدفاً يقضي بإنهاء هذا المرض تماماً بحلول العام 2030.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©