الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لودفج فتجنشتاين ومهمة الفلسفة

19 ابريل 2008 00:44
يبدو من اسمه غريبا بل صعب اللفظ باللسان العربي، وكذا الحال باللسان الإنجليزي، ولم يكن صعبا في الاسم فقط بل عسر الفهم في النص الفلسفي، مؤلفاته محدودة العدد واختصر على بعض من مهمات الفلسفة المعقدة ليكتب عنها، فكان واحد منها كتاب بعنوان (رسالة منطقية فلسفية)، وحتى هذه الرسالة التي حصل من خلالها على درجة الدكتوراة، لم تلق طريقها إلى النشر لو لم يكتب برتراندررسل مقدمتها، لماذا كل هذه الصعوبات؟ وهذا التعقيد؟· اسمه نمساوي لودفج فتجنشتاين 1889 - 1951 ميوله الأدبية والفنية متأثرة بتوليستوي، وطبق أفكار توليستوي عندما تنازل عن ثروة والده الضخمة، لا تخلو حياته من جوانب الشذوذ الفكري إذ أن أغلب ما كتبه يفتقد الترابط ويفسر على انه لم يكن قاصدا التأليف· هواه بريطاني، إذ حصل على الدكتوراه من كمبريدج، الجامعة التي شغل فيها منصب كرسي الفلسفة لمدة عشرة سنوات، كان من أشد المعجبين برسل وجورج مور الذين تعلم على أيديهم، وأثر بعضهم بالأخر، فكان أستاذه جورج مور يحضر محاضراته لمدة ثلاث سنوات وكتب عنها كتابا، وصرح مور بان فتجنشتاين أبرع منه في الفلسفة، أما رسل فإنه يعد تعرفه إلى فتجنشتاين كان بمثابة مخاطرة من اكبر المخاطرات العقلية استثارة في كل حياته· كتابه رسالة منطقية تسمى فلسفة الفلسفة، وهي تقوم على بيان صلة اللغة بالعالم الخارجي، تلك المشكلة الفلسفية التي ناقشها أغلب الفلاسفة وفسرها كل فيلسوف حسب نسقه الفلسفي، لكن تفسير فتجنشتاين اتخذ أساسا تقوم عليه أفكار الوضعية المنطقية، إذ أنه وجد تقابل بين بناء الجملة وبناء الواقعة، ويقصد بالواقعة أي الموضوع في العالم الخارجي، لذا فللفلسفة مهام تتحدد في: 1- تفسير القضايا على اعتبار إنها تمثل وقائع في العالم الخارجي· 2- توضيح الآراء المختلطة الغامضة· 3- طرح أسئلة ذات أجوبة محددة وإلا لا قيمة للسؤال إذا لم يكن له جواب محدد· 4- الاستعانة بالعلماء في تفسير القضايا التي تقال على الواقع· وأخيرا مهمة الفلسفة تحليل المقال المنطقي الذي نصطنعه لكي نفسر به العالم الخارجي، وهنا يركز فتجنشتاين على المقال الذي نضعه نحن البشر ونفسر من خلاله العالم الخارجي، فهو من وضعنا نحن، أي نحن الذين نصطنعه وإذا حللناه فلسفيا يعني ذلك القضاء عليه، عندها تصبح مهمة الفلسفة القضاء على الفلسفة أو التخلي عن كل فلسفة·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©