الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«اعتداءات الدهس».. تحدٍ صعب أمام الأجهزة الأمنية

«اعتداءات الدهس».. تحدٍ صعب أمام الأجهزة الأمنية
24 مارس 2017 00:59
باريس (رويترز) تزايد اتجاه المتطرفين لتنفيذ عمليات دهس المشاة بالعربات مثل العملية التي نفذها شخص قرب البرلمان البريطاني أمس الأول، لأنها رخيصة التكاليف سهلة التنفيذ ومن الصعب منعها، وهو ما يمثل تهديداً أمنياً لا يزال يتعين على الأجهزة الأمنية والمخابراتية البحث عن طريقة فعّالة لمنعه والتعامل معه عند حدوثه. ويقول خبراء «إن أسلوب دهس الناس لا يستلزم الحصول على متفجرات أو أسلحة، ويمكن أن ينفذه مهاجم بمفرده دون استخدام شبكة من المتطرفين، وكل ذلك يقلل خطر تنبيه الأجهزة الأمنية». وأوضح «سباستيان بيتراسانتا»، النائب الاشتراكي الفرنسي الخبير في شؤون الإرهاب، «إن ذلك النوع من الاعتداءات لا يحتاج لاستعدادات خاصة، وهو ما يزيد من خطورته»، مضيفاً: «هي في كثير من الأحيان أعمال فردية». ولقي أربعة أشخاص أحدهم المهاجم مصرعهم وجرح حوالي 40 شخصاً في لندن أمس الأول، بعد أن دهست سيارة المشاة وطعن المهاجم شرطياً بالقرب من البرلمان البريطاني، فيما وصفته الشرطة بأنه هجوم إرهابي. واستخدم مهاجمان شاحنتين العام الماضي في دهس المارة في برلين ومدينة نيس الفرنسية، على خلاف ما شهدته باريس ومدريد بل ولندن نفسها العام 2005 من هجمات أكثر تنظيماً، استخدمت فيها فرق من المفجرين والمسلحين. وقد أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن هجوم نيس الذي وقع في يوليو الماضي، وتسببت فيه شاحنة في مقتل 86 شخصاً يحتفلون بيوم «الباستيل»، وعن هجوم برلين الذي وقع في ديسمبر وقتل فيه 12 شخصاً عندما اقتحمت حافلة سوقاً في عيد الميلاد. وأعلن تنظيم «داعش» أمس مسؤوليته عن هجوم لندن. وقال «بول بيلار»، المحلل السابق في المخابرات المركزية الأميركية، «إنه رغم تركز القلق لفترة طويلة على الوسائل المتطورة أو المتقدمة لشن هجوم إرهابي، فإن أسهل الوسائل المتاحة لقتل عدد كبير من الأبرياء كانت على الدوام بسيطة ولا تستلزم تطوراً أو تدريباً». وعن هجوم أمس الأول، قال «جان شارل بريسار» رئيس مركز تحليل الإرهاب، وهو من مراكز الأبحاث الأوروبية، «بسيارة يوقعون عدداً من القتلى أكبر كثيراً من استخدام السكين أو المنجل». وتابع «تتزايد اليوم صعوبات التنبؤ بالهجمات بأسلحة بدائية بالمسدسات والسكاكين والعربات». وقالت: «آن جوديسيلي»، رئيسة شركة «تروريسك للاستشارات الأمنية» في باريس: «إن اليقظة الزائدة في المدن الكبرى ساهمت في تغيير نهج المتطرفين». وأضافت: «في كل مرة تُطبِّق فيها إجراء جديداً بعد هجوم، أو إحباط هجوم، يتكيف المهاجمون للالتفاف عليه وإيجاد الثغرات». ونوّه «تايسون باركر»، مدير البرامج لدى معهد «آسبن»، في ألمانيا، إلى أن هجوم لندن يؤكد صعوبة حماية الأهداف «الرخوة» وتحقيق التوازن بين الأمن والحرية في المجتمعات الأوروبية المفتوحة. وأضاف: «لا يمكن القضاء تماماً على احتمال وقوع هجوم»، وأن من السابق لأوانه التنبؤ بعواقب أحداث أمس الأول، ولا سيما أن هجوماً شنه متعاطفان مع «داعش» في «سان برناردينو» في ولاية كاليفورنيا العام 2015 كان سبباً في إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهداً خلال حملته الانتخابية بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وأدى الهجوم الذي وقع في برلين إلى تغييرات كبيرة في السياسات الألمانية، فيما يتعلق بأعمال المراقبة بكاميرات الفيديو والقدرة على احتجاز طالبي اللجوء ممن تثور الشبهات حولهم. واعتبر منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، الموجود في باريس ضمن وفد لإجراء محادثات مع المسؤولين الفرنسيين حول مكافحة الإرهاب، «إن هزيمة جماعات مثل تنظيم داعش وتنظيم القاعدة يمكن أن تؤدي إلى تفتت خطر الإرهاب بما يمثل من مشاكل جديدة للحكومات». وأوضح : «عندما يُهزمون في سوريا والعراق سنواجه جميعاً صعوبات، ولا أحد يعرف أين سيذهب مقاتلو التنظيم». وأضاف: «أعتقد أننا سندخل المرحلة التالية من الإرهاب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والذئاب المنفردة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©