الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الغاز تتجه للتنقيب عن النفط في أميركا

شركات الغاز تتجه للتنقيب عن النفط في أميركا
19 ابريل 2008 00:39
يبدو أنه حتى الشركات المتخصصة في إنتاج الغاز الطبيعي لم يعد بإمكانها مقاومة إغراء أسعار النفط التي تجاوزت عتبة المائة دولار· وعلى الرغم من أن كلاً من أسعار النفط والغاز الطبيعي على سواء أخذت تشهد ارتفاعاً حاداً فإن النفط ما زال يستدر أسعاراً بضعف مستوى الغاز مقابل كل وحدة للطاقة ويوفر هوامش أرباح أكبر بكثير· وهو الأمر الذي جعل حتى أكبر الشركات المتخصصة في إنتاج الغاز الطبيعي تقفز إلى داخل قطاع النفط في الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً لتمارس عمليات الحفر في أكبر المكامن وأسهلها حصولاً على النفط الخام المحلي والتي كان قد تم هجرانها واغلاقها قبل فترة طويلة من الزمان· ويذكر أن شركات الطاقة الأميركية ظلت تركز معظم جهودها في السنوات الأخيرة على انتاج الغاز الطبيعي، حيث عمدت بعض الشركات مثل مؤسسة شيزابيك اينرجي وشركة ئي او جي للموارد إلى تكريس كامل جهودهما في انتاج الغاز الطبيعي وبشكل حصري· وأعلنت شركة ئي او جي مؤخراً أنها شرعت في التنقيب عن النفط في ولايتي كولورادو وتكساس بما في ذلك الاحتياطيات الهيدروكربونية الهائلة في منطقة بارنيت شيل التي كانت تعتقد في السابق بأنها تختص بالغاز أكثر من النفط· ولكن وبعد أن قفزت أسعار النفط بوتيرة أسرع بكثير من الغاز الطبيعي أخذ مارك بابا المدير التنفيذي لشركة ئي او جي يقول: ''أعتقد أن الأمر أصبح يستوجب البحث عن النفط وليس عن شيء آخر''· ومضى يشير إلى أنه بات يتوقع أن يشكل النفط 23 في المائة من اجمالي انتاج الشركة بحلول العام 2010 مقارنة بنسبة لا تزيد على 15 في المائة حالياً· علماً بأن تسليمات شهر مايو من النفط في بورصة نيويورك للسلع قفزت في الأسبوع الماضي بمعدل 2,7 في المائة إلى مستوى 114,9 دولار للبرميل، بينما اكتسب غاز نايمكس الطبيعي لتسليمات مايو زيادة بنسبة 5 في المائة إلى 9,79 دولار· على أن من المؤكد أن كلا السلعتين شهدتا ارتفاعاً حاداً في الأسعار منذ بداية العام بعد أن بات الاحباط يلازم المستثمرين من أداء أسواق الأسهم وتنامي المخاوف بشأن الاقتصاد الأميركي ما جعلهم يندفعون في استثمار الأموال في السلع· إلا أن ارتفاع أسعار النفط ظل يمضي قدماً في مسار تصاعدي مستمر أكثر مما شهدته أسعار الغاز في السنوات الأخيرة نسبة لأن الغاز الطبيعي الذي يصعب نقله وتخزينه ظل أكثر حساسية للتقلبات الموسمية· والآن فإن معظم آبار النفط التي يتم حفرها في الولايات المتحدة الأميركية تحتاج إلى سعر بحوالى 50 دولاراً للبرميل على الأقل حتى تصبح ذات جدوى اقتصادية، كما أن القليلين فقط في أوساط الصناعة يتوقعون أن تنخفض الأسعار إلى أقل من هذا المستوى في المستقبل المنظور· وفي الوقت نفسه، فإنه لا يوجد اتفاق وسط الخبراء فيما يبدو بشأن المستوى الذي ستصل إليه أسعار الغاز الطبيعي على المدى الطويل· وهو الأمر الذي ساهم في تحويل اهتمام بعض الشركات المتخصصة في انتاج الغاز الطبيعي وتوجهها نحو النفط· فشركة شيزابيك على سبيل المثال باتت في طريقها لأن تصبح الشركة المنتجة الأكبر للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة في هذا العام· ولكنها في الشهر الماضي أعلنت عن أنها بدأت عمليات الحفر عن النفط في خمسة مواقع في مختلف أنحاء الولايات الأميركية· وذكر أوبري ماك كليندون المدير التنفيذي للشركة أمام جمع من المستثمرين وأصحاب الأسهم في الشركة أن الشركة أصبحت تأمل استخراج أكثر من مليار برميل من النفط في هذه المواقع· واستطرد قائلاً: ''لقد ظللنا دائماً نركز جهودنا على التنقيب عن الغاز ونحن فخورون بما حققناه من سجل في هذا المجال إلا أن هذا الأمر لم يعد يحقق أكبر هامش للأرباح بعد أن أصبح النفط يباع بما يقارب ضعف أسعار الغاز الطبيعي''· ومع ذلك، فإن النفط ليس من المرجح أن يحتل مكانة القلب التي ظل يشغلها الغاز في الانتاج الأميركي في وقت قريب· فهنالك حوالى 1800 حفارة في أميركا ظلت في الأسبوع الماضي تستهدف استخراج الغاز وفقاً لاحصائيات شركة بيكر هاجيز انترناشونال المتخصصة في خدمات النفط· ولكن عدد الحفارات النفطية العاملة في الولايات المتحدة الأميركية ازداد بمعدل 28 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بينما شهد عدد الحفارات المستهدفة للغاز ارتفاعاً بمعدل 1,4 في المائة فقط· إذ يقول سكوت شميدت نائب رئيس العمليات في شركة هاجيز كريستينسن المتخصصة في تصنيع لقمات الحفر والتابعة لمجوعة بيكر هاجيز ''أعتقد أن الأمر أصبح يمضي بالتوازي مع ما استجد من ارتفاع في أسعار النفط''· وبصورة عامة، فإن انتاج النفط الخام في الولايات المتحدة الأميركية ظل ثابتاً في مستواه في العام الماضي· إلا أنها المرة الأولى التي لا يشهد الانتاج فيها الانخفاض منذ العام ·1991 فقد اندفعت الشركات الاميركية من كل نوع مثل مؤسسة ماراثون اويل وشركة ئي او جي والشركات الأخرى في عمليات الحفر في منطقة باكين شيل في ولايات مونتانا وداكوتا الشمالية والجنوبية· وهنالك شركات أخرى مثل مؤسسة ديفون اينرجي التي زادت من عمليات التنقيب عن النفط في خليج المكسيك، بينما أعربت الشركات المنتجة عن المزيد من اهتمامها بالاستكشافات عن النفط في حقول النفط القديمة التي كان يعتقد بأنها اقتربت من مستوى النضوب· وفي العام الماضي على سبيل المثال، افتتحت شركة سانت ماري لاند آند ايكسبلوريشن التي تتخذ من دينفر مقراً لها أول مكتب اقليمي للشركة في مدينة ميدلاند بولاية تكساس في قلب حوض بيرميان الغني بالنفط· وكما يقول جيه لاري نيكولز المدير التنفيذي لشركة ديفون ''هنالك العديد من آبار النفط القديمة في الأراضي الأميركية التي بدأ الناس العودة إليها من أجل البيع بالأسعار الجديدة''· نقلا عن وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©