الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحرير المكلا من «القاعدة» ضربــــــــة قاصمة للانقلابيين

تحرير المكلا من «القاعدة» ضربــــــــة قاصمة للانقلابيين
30 ابريل 2016 21:48
حسن أنور (أبوظبي) فيما يواصل الانقلابيون مراوغاتهم وألاعيبهم خلال مفاوضات السلام اليمنية التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة برعاية الأمم المتحدة، نجحت قوات الشرعية، وبدعم من التحالف العربي، في توجيه ضربة قاصمة لأحد أخطر أذرع المخلوع صالح والحوثيين، وذلك بفرض سيطرة وحدات من القوات الشرعية، المدربة من قبل التحالف العربي، الكاملة على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، وطرد عناصر تنظيم القاعدة الذي سيطر على المدينة على مدى عام و22 يوماً. وانتشرت وحدات الجيش في أنحاء متفرقة من المكلا، وتمركزت في مطار الريان وميناء الضبة النفطي، وميناء المكلا الرئيس، ومعسكرات ومواقع متفرقة من المدينة، وشرعت بإجراءات أمنية مشددة لتأمينها من بقايا العناصر الإرهابية التي فرت باتجاه مناطق تابعة لمحافظة شبوة المحاذية لمحافظة حضرموت من الجهة الغربية. وكانت هذه الأنباء كفيلة إشاعة أجواء من الفرحة والأمل في صفوف أهالي مدينة المكلا والمناطق الساحلية، في ظل انتشار قوات الجيش الشرعي التي تمكنت من تحرير المدينة من التنظيمات الإرهابية، حيث شهدت شوارع المدينة حركة طبيعية للمركبات والأهالي في الأسواق العامة. كما عاود ميناء المكلا نشاطه الملاحي والتجاري، بعد يوم واحد من طرد عناصر تنظيم «القاعدة» من المدينة. وعثر مواطنون من أبناء مدينة المكلا على جثث مدنيين كانوا مقيدين في مواقع كان تنظيم القاعدة يستخدمها سجوناً ومعتقلات. ومما لا شك فيه أن عملية استعادة مدينة المكلا من سيطرة تنظيم القاعدة تمثل أحد أهم المكاسب المحققة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في جانب مكافحة الإرهاب في المنطقة، عقب انتصارات مماثلة في المدن المحررة من سيطرة الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح، وهي خطوة فعالة تهدف إلى تأمين المنطقة بشكل كامل من الإرهاب. وعملية تحرير المكلا من التنظيمات الإرهابية هي عملية نوعية بكل المقاييس، سواء من حيث الإعداد الذي تم لها بدقة محكمة، أو من حيث النتائج المباغتة التي فوجئت بها تلك الجماعات الإرهابية بسرعة خاطفة، تمكنت من اقتناص المئات منهم بضربات ساحقة، وإحراز هذا النجاح المفاجئ. لقد كان ينظر إلى وجود هذه العناصر في المناطق المحررة على أنها أدوات يستغلها المخلوع صالح وحلفائه من الحوثيين لنشر الإرهاب، وإثارة حالة من عدم الاستقرار فيها. وقد انزعجت ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح بهذا النجاح الذي تحقق في المكلا، لأنه سيقطع عليهم خط إمداد كانوا يستخدمونه لتهريب الأسلحة والمواد النفطية من موانئ حضرموت إلى مناطق تمركزهم في المحافظات التي يسيطرون عليها، وبذلك تكون هذه الضربة موجهة ضد إرهاب المليشيات الحوثية وصالح وضد الجماعات الإرهابية الأخرى التي لا شك في أنها وليدة نظام المخلوع صالح، وهو من يديرها ويمولها مع رموز نظامه القديم. وعلى الرغم من مزاعم الانقلابين بأنهم ضد تنظيم القاعدة، وأنهم يحاربونه إلا أن العملية الأخيرة ونجاح تحرير المكلا وجد تنديداً من جانب الحوثيين، فضلاً عن تنديد أعوان صالح بالعملية. لقد أجبرت المكاسب التي تحققها قوات الشرعية على الأرض اليمنية الانقلابيين على الجلوس على مائدة المفاوضات، إلا أنهم ما زالوا يراوغون من أجل كسب الوقت، غير أن تحرير المكلا وبلا شك سيزيد الضغوط عليهم. وقد عقد مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد اجتماعات منفردة مع طرفي محادثات السلام اليمنية في الكويت، غداة إعلان وفد المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح موافقته على جدول أعمال المشاورات الذي أعلنته المنظمة الدولية، ويستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. ويلزم القرار 2216 الميليشيات الحوثية بالانسحاب من المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة، فضلاً عن اتخاذ الإجراءات الأمنية الانتقالية كافة، واستعادة مؤسسات الدولة، واستئناف الحوار السياسي الجامع، وتشكيل لجنة خاصة معنية بالسجناء والمعتقلين. غير أنه في الجلسة مع ولد الشيخ تراجع الوفد عن موافقته على جدول أعمال المشاورات، وأصر على البدء بمناقشة الحل السياسي، وتشكيل حكومة ائتلافية قبل تسليم الأسلحة أو الانسحاب من المدن، وهو ما اعتبر انقلاباً جديداً، من قبل طرفي التمرد، على اتفاق مسبق أقر جدول أعمال المشاورات، لتدخل مفاوضات السلام حول اليمن أسبوعها الثاني من دون إعلان تحقيق أي اختراق. وعلى الرغم من استمرار المفاوضات في الكويت إلا أن الانقلابيين يواصلون ارتكاب خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ عشية 12 أبريل الجاري، لتهيئة الأجواء لمحادثات السلام برعاية الأمم المتحدة. وشملت عملية الخروقات أكثر من خمس محافظات يمنية، حيث استهدفت الميليشيات مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبل هيلان ومنطقة المشجح بمحيط بلدة صرواح غرب المحافظة الواقعة شرق البلاد، فيما يواصل الحوثيون دفع تعزيزات إلى صرواح. كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الشرعية والمتمردين في مأرب. وخرق الحوثيون أيضاً قرار وقف إطلاق النار في محافظة الجوف، حيث أفادت المعلومات من هناك بسقوط جرحى من عناصر الجيش والمقاومة بقصف مدفعي شنته الميليشيات على منطقة الزلاق ببلدة خب والشعف شرق المحافظة في شمال شرق البلاد. كما خرقت المليشيات الانقلابية الهدنة، وقصفت مجدداً مواقع وتجمعات للجيش والمقاومة في بلدة نهم شمال شرق صنعاء. وفي محافظة البيضاء، وقتل قيادي في المقاومة الشعبية، بهجوم للمليشيات على موقع للمقاومة في بلدة ذي ناعم وسط المحافظة. وتواصل مليشيات الحوثي وصالح خرق اتفاق الهدنة في محافظة تعز (جنوب غرب) التي تعد واحدة من أسوأ مناطق الصراع في اليمن. وفي الإطار نفسه، واصلت عصابات الحوثيين عمليات اختطاف المواطنين في عدد من المدن اليمنية، خاصة في محافظة إب وسط البلاد، حيث ركزت عمليات الاختطاف على أبناء حزم العدين وعزلة الشعاور والأهمول. أزمـــــة قبــــــــــور باتت العاصمة اليمنية صنعاء تشهد أزمة «قبور» حادة، بسبب تدفق قتلى مليشيات الحوثي والمخلوع صالح من مختلف الجبهات إلى صنعاء. وارتفعت أسعار القبور في العاصمة خلال الأشهر الأخيرة بنحو أربعة أضعاف، وأرجعت مصادر يمنية هذا الارتفاع إلى ازدحام المقابر بسبب دفن كثير من قتلى مسلحي الحوثي وقوات صالح فيها، وحجز مساحات لقتلى محتملين. وأصبح كثير من الموتى الطبيعيين يشيّعون إلى مقابر في مناطق بعيدة نسبياً عن صنعاء، بسبب عجز عائلاتهم عن توفير قبور لهم داخل العاصمة. وقام مسؤولون حوثيون في أواخر شهر فبراير الماضي، بافتتاح مقابر جديدة بالعاصمة صنعاء، بعد امتلاء مقبرة كبيرة بحي الجراف بقتلى ميليشيات الحوثي من مختلف جبهات القتال. كما وجه الحوثي المجلس المحلي بالعاصمة بتحويل ملعب ترابي في حي الجراف (معقل الحوثيين) إلى مقبرة جديدة. ومطلع فبراير أيضاً افتتح الحوثيون مقبرة كبرى بمحافظة عمران (إلى الشمال من صنعاء)، وأيضاً مقابر جديدة في مديرية بني حشيش شرق صنعاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©