الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الرمان والمر» يظهر تسميم الاحتلال لحياة الفلسطينيين

«الرمان والمر» يظهر تسميم الاحتلال لحياة الفلسطينيين
22 مايو 2009 03:40
استقبلت الصحافة السويدية بإيجابية الفيلم الفلسطيني «الرمان والمر» الذي يعرض في صالاتها. وقالت عنه صحيفة «داغينس نيهتر» الأوسع انتشارا «انه الفيلم الروائي الطويل الأول لنجوى نجار. يحكي عن الحياة اليومية للفلسطينيين في ظل الاحتلال في الضفة الغربية، لكنه لا يركز، مثل غيره من الأفلام الفلسطينية، على أطفال الحجارة و(...) والحرب، بل يسعى الى تجسيد الطبقة المتوسطة الفلسطينية وحياة شخصين منها، هما: زيد وقمر. ويسجل الناقد يوهان كرونمان للفيلم قدرته على اظهار مدى تغلغل الاحتلال في جزئيات الحياة اليومية، والعمل على تمزيقها وتسميمها، ولهذا السبب جاء الفيلم مركبا، كمل يقول «سرد حكاية الناس هناك بمهارة وكان أداء ممثليه وكل أجزاء انتاجه جيدة». أما اسم الفيلم فكان موضوع تساؤله «عنوان الفيلم كان موضع تساؤلي، على مستوى مضمونه أو الجانب التجاري المرجى منه، لأنه لم يعكس شيئا من روح الفيلم ولم يحمل أي رسالة محورية». عنوان الفيلم يحمل في طياته تناقضا متعمدا دون شك، فالمخرجة نجوى النجار أرادت ان تقدم فيلما مختلفا يجمع بين حلاوة فاكهة الرمان وحضوره الطاغي والمترف في الموروث الشرقي وبين مرارة العيش في ظل الاحتلال الاسرائيلي. فحكاية قمر (الممثلة ياسمين المصري) وزوجها زيد (الممثل أشرف فرح) كان لها ان تمضي حلوة لولا جشع المحتل الذي يريد تسميم حياة الناس والسيطرة على أراضيهم تحت مختلف الذرائع كما حدث مع زيد حين اتهموه بأنه اعتدى على جندي منهم فزجوه في معتقلاتهم، ثم اتضح فيما بعد انهم يريدون من وراء هذه التهمة تنازله عن أرضه مقابل حريته. هذا المناخ العام الذي انطلقت منه نجار للدخول في تفاصيل حكايتها التي أرادت التركيز فيها، وهذه المرة بشكل أكبر، على علاقات انسانية تنسج في كل المجتمعات. أرادت لحكايتها ان تأخذ بعدا عاطفيا اشكاليا، أبطالها أناس عاديون كانوا يريدون المضي في حياتهم كما يمضي بقية البشر، ولهذا يبدأ فيلم «الرمان والمر» بمشاهد الإعداد لحفل زواج «قمر» و«زيد»، وما هي إلا ساعات حتى انقلب الفرح الى حزن وقهر، بعد أن جاءت دورية عسكرية وأخذت العريس معها. لقد تركت قمر عملها كراقصة للفنون الشعبية في مدينة رام الله، بعد هذا الحادث، متأملة العودة اليه بعد خروج زوجها خاصة أنه لم يرتكب جريمة كما يعرف كل العالم. لكن الأمر أخذ بعدا أكثر دراماتيكية مما كانت تتصور. فالجيش الاسرائيلي ربط خروج زيد بتنازله عن أرضه وحين رفض مددوا فترة حجزه، فما كان منها سوى العودة للعمل ثانية. وفي ذروة انكسارها العاطفي يظهر شاب فلسطيني، اسمه قيس، عاد لتوه من لبنان للعمل كمدرب في نفس الفرقة التي تعمل فيها. فشكل وجوده الجديد مثلثا، أضلاعه، ثلاثة كائنات تتنازع دواخلها مشاعر مضطربة. وعليهم وعلى دواخلهم، بنت نجار حبكة فيلمها. وبمهارة ستحاول عرض حالة اللااستقرار التي يعيشها الفلسطيني على أكثر من مستوى: وجودي وعاطفي. ثم، وبعد مس جريء لكثير من مظاهر الحياة الفلسطينية، تعيد نجار اللحمة بين قمر وزوجها، معيدة عبرها، الاعتبار لزيد وحق احتفاظه بأرضه والأكثر صلابة موقفه أمام همجية عدوه. فيلم «الرمان والمر» مميز دون شك، تجنبت مخرجته إسقاطه في كليشيهات مكررة عرفناها في أفلام سابقة تناولت الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من منظور مباشر وسطحي في أحيان كثيرة. ولهذا يبقى جهد نجار، فيه تجريب حذر ومحاولة لعرض جوانب سوية من الحياة الفلسطينية دون خوف من اتهامها بالإساءة لشعبها وقضيتها. ولعل وصف صحيفة «افتون بلاديت» للشريط فيه دقة تشخيص لهدفه النهائي: «كل أفلام العالم لا يمكنها حل مشكلة الشرق الأوسط، ولكن بإمكانها الاشارة الى العلاقة المختلة بين أطرافها المتصارعة وهذا ما سعى له «الرمان والمر».
المصدر: استوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©