الصافـــــات.. قصص للأمم السابقة

محمد أحمد (القاهرة) سورة الصافات، مكية، عدد آياتها 182، ترتيبها السابعة والثلاثون، نزلت بعد «الأنعام»، بدأت بالقسم بجموع الملائكة، «والصافات صفا»، قيل الملائكة مصطفون في السماء يسبحون الله تعالى، والصف هو المستوي من كل شيء معروف. سُميت ‏السورة ‏‏«‏الصافات‏‏» ‏تذكيراً ‏للعباد ‏بالملأ ‏الأعلى ‏من ‏الملائكة ‏الأطهار ‏الذين ‏لا ‏ينفكون ‏عن ‏طاعة ‏الله ‏وعبادته ‏‏(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ)، «سورة الأنبياء: الآية 20» ‏وبيان ‏وظائفهم ‏التي كُلِّفوا ‏بها. «الصافات»، هو الاسم الذي اشتهرت به، وسميت في المصاحف كلها وكتب التفسير والحديث، وثبتت تسميتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته رضوان الله عليهم، قال ابن عباس: قال رسول الله «من قرأ يس، والصافات يوم الجمعة، ثم سأل الله أعطاه سؤله»، وقال ابن عمر: كان رسول الله يأمر بالتخفيف ويؤمنا بالصافات. وتناسب سورة «الصافات» التي قبلها في ترتيب المصحف في أنها مثلها في الكلام على أحوال المؤمنين والكافرين في الدنيا والآخرة، والمبدأ والمعاد، وإثبات البعث، ووجوب توحيد الله ونبذ الشركاء. أقسم الله في صدر السورة بمخلوقات عظيمة وصفها بأنها صافات وزاجرات وتاليات للذكر، على أنه تعالى واحد، وأنه رب المشارق والمغارب، وبين جمال السماء وزينتها، وأنها محفوظة من الشياطين، وأنهم يرجمون بالشهب إن حاولوا التسمع إلى الملأ الأعلى. ثم قارنت بين النعيم الذي ينعم به المؤمنون، وبين العذاب الذي يشقى به الكافرون في نار جهنم، يطعمون من شجر الزقوم، ويشربون من الحميم، ثم ذكرت بعض القصص للأمم السابقة، وكذبت المشركين في دعواهم أن الملائكة بنات الله، وأن بينه وبين الجنة نسباً. ثم بينت أنه تعالى سبقت كلمته لعباده المرسلين، إنهم لهم المنصورون وإن جنده هم الغالبون، وأوصت الرسول صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن المشركين. ووقع لفظ «الصافات» في سورة النور في قوله تعالى: (... وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ...)، «الآية»، وفي سورة الملك في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ...).