السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف يصبح منزلك حديقة تعانق الجدران وتغازل الطبيعة؟

كيف يصبح منزلك حديقة تعانق الجدران وتغازل الطبيعة؟
29 مارس 2010 22:03
تعتبر الحدائق من أكثر العوامل التي تجلب الراحة والصفاء للنفس والبال. فتجد معظم من يملكون قطعة أرض ويودون استغلالها لبناء وتعمير فيلا أو منزل خاص بهم، فإنهم سيخصصون لا محالة مساحة من هذه الأرض لتصميم حديقة خاصة بالمنزل، فيستشيرون في ذلك المقاول وكذا استشاري الحدائق، كي يحدد مساحتها وحجمها وشكلها، وما الذي سيزرعه بها من نباتات وأشجار؟ وكيف سيصمم ديكورها؟ لكن السؤال هنا: ما الذي سيفعله ذاك الذي لا يملك لا قطعة أرض ولا حديقة تحيط بمنزله؟ هل سيستغني عن الخضرة وتلك الأزهار والنباتات التي من شأن عبقها ورحيقها أن يبعثا في نفسه السرور والراحة، وفي باله الطمأنينة والبهجة؟ تتنوع أماكن سكن الإنسان حسب مقدوره المادي، وكذا عدد أفراد أسرته، فتجد من يقطن فيلا واسعة، تحيط بها حديقة غناء بأشجارها الشامخة ونباتاتها المتسلقة التي تغلف جدران تلك الأسوار العالية، وتزرع بها أزهار ونباتات مختلفة الألوان والأشكال، أو من يسكن منزلاً صغيراً بحديقته ومدخله الخاص، أو شقة مغلقة في برج أو بناية، لا تطل إلا على بنيان شبيه بالجماد، إلا أن الشخص المحب للطبيعة والخضرة، ليس مستحيلاً بالنسبة له أن يخلق، أو بالأحرى أن يجعل من شقته المغلقة حديقة داخلية تحيطها الجدران. قبل التصميم يشترط لتصميم الحديقة المنزلية الداخلية المغلقة توافر عدة شروط، حسب ما تقوله لنا مصممة الحدائق المنزلية، ميس عبدالله: “قبل أن يباشر صاحب الشقة تصميم حديقة داخلية مغلقة، يجب عليه أن يراعي عدة شروط أهمها: اقتناء النباتات الداخلية والتي تتعدد أنواعها وأشكالها وأحجامها، ولكن قبل شراء هذه النباتات يجب عليه أن يراعي عدة نقاط أهمها: المعرفة الكاملة بالمكان الذي ستوضع فيه هذه النباتات، ودراسته ?من حيث اتساعه، وكذا مدى تعرضه لأشعة الشمس، كما يجب أن تكون له دراية كافية بأنواع النباتات الداخلية التي بإمكانه استخدامها داخل الشقة وفق مميزاتها ومواصفاتها”. ليس من السهل أن يصمم صاحب الشقة هذه الحديقة الداخلية، وعليه أن يختار ما الذي يريده: هل المطلوب أن يقتني نباتاً يعطي أوراقاً؟ أم نباتاً مزهراً؟ هل نباتا قائماً، أم مفترشاً أم متسلقاً؟ الإجابة عن نوع النبات المطلوب، تؤدي إلى ضرورة معرفته بكيفية العناية به وتوفير الوقت اللازم لذلك، فإن كان المكان يتميز بالإضاءة الضعيفة فإن عليه أن يختار نباتاً لا يحتاج في نموه إلى الكثير من الضوء، مثل نباتات، يوسي - سفندر -هدرا - غسيوسترا - أجلونيما. أما في حال إذا كان المكان به إضاءة جيدة، فيمكن وضع نباتات الشفليريا - فيكس بنجامينا - دراسينا - انتوريم - قشطة أو إذا رغب في شراء نبات مزهر، فيمكن استعمال الهيدرانجيا - البيجونيا - انتوريم مزهر - سباثيقلم. الجماد يتجمل تعتبر نباتات الزينة من أكثر النباتات استخداماً في الأماكن المغلقة، خاصة إذا تعلق الأمر بالمكاتب والفنادق، وكذا الشقق، حيث يقتنيها الأفراد من أجل تزيين هذه الأماكن المغلقة، والتي من شأنها أن تبعث في الإنسان الحيوية والراحة، فأشكالها الجميلة وألوانها النضرة، وعبق رائحتها الزكية، تبعث على الصفاء، والبهجة والسرور، إلا أن هذه النباتات تحتاج عناية خاصة بها، ولعل من العوامل الأساسية لنجاح زراعة أي نبات زينة وظهوره بالشكل الذي نرغب فيه، أنه يجب توفير كافة متطلبات الحياة من تسميد وري وضوء وحرارة، ولكل نوع عناية خاصة تخصه عن غيره. ومن بين هذه الأساسيات نذكر: ? توفير العناصر السمادية والأملاح الضرورية لتغذية هذه النباتات، أهمها ثلاثية N.P.K، وهي على التوالي، عنصر “الآزوت” الذي يسبب نقصه اصفرار الأوراق وتقزم النباتات، حيث تتم إضافته في صور نترات نشادر أو سلفات نشادر، يليه “الفوسفور”، وهو أساسي في نمو الجذور وتحسين التزهير ويوضع عادة في صورة سوبر فوسفات الكالسيوم أو حمض فوسفوريك، ثم “البوتاسيوم”، وهو حيوي في أداء الوظائف بصورة طبيعية داخل النبات وامتصاص النيتروجين وتكوين المادة الخضراء ويوضع عادة في صورة أكسيد البوتاسيوم. ? ري هذه النباتات، حسب حاجة كل نوع للماء، فالنباتات المزروعة بالأرض في أماكن مكشوفة تحتاج إلى كمية ماء أكبر في الصيف عن الشتاء لدواعي التبخر بسبب ارتفاع درجة الحرارة، أما الأماكن المعرضة للرياح، فهي تعمل على جفاف الأرض بشكل أسرع، في حين أن النباتات المظللة للأرض تجف التربة بشكل أبطأ. ? تحتاج معظم النباتات الورقية التي تربى بـ”الأصص” داخل الأماكن المغلقة لرطوبة جوية تقدر نسبتها عادة ما بين 80 - 90%، لكن هذه النسبة غير متوافرة بشكل طبيعي، لذلك يتم وضع النباتات داخل أوعية أكبر مملوءة بـ”البيتموس” المشبع بالماء مع رش الأوراق برذاذ الماء بين الحين والآخر بشرط تغطية رذاذ الماء لجميع جوانب الأوراق عند كل رشة. ? توفير درجة حرارة مناسبة تتراوح ما بين 16 - 18ْم، وهناك بعض نباتات تحتاج لحرارة أقل مثل: الهدرا - اليروميا - السيكلام. والبعض يتطلب حرارة أعلى قليلاً مثل المارانتا - الكالشيا - الجيونورا. ويمكن تلطيف الحرارة وخفضها عند الحاجة بالرش المتكرر برذاذ الماء. سمفونية الجمال تعتبر نباتات التنسيق الداخلي أو ما يعرف بنباتات الزينة من أكثر العناصر التي تضفي على ديكور المنزل جمالاً ورونقــاً خاصاً ومميزاً، فتتمازج هذه الكائنات الحية مع تلك العناصر الجامدة لتعزف سيمفونية تظهر على شكل صورة نهائية لديكور داخلي فخم وأنيق، وهنا توضح ميس عبدالله: “على المصمم (الشاطر) أن يعرف كيف يمزج بين الجماد والأحياء، فيضع نباتات تتمــيز بألوانها النضرة كالأخضر أو العنابي ويزين بها مدخل الشقة، ويشترط أن تكون تلك النباتات ذات أحجام كبيرة، فيمنح من يدخل البيت شعوراً باتساع المكان وكبره، أما الزوايا فيفضل أن تزينها نباتات زينة متسلقة، قد تغطي تلك الأقواس الخزفية إن وجدت، والا يفضل أن توضع نباتات زينة تتميز بســيقانها القائمة والطويلة، أما صالات الضيوف والاستقبال، فيفضل أن توضع بها أصوص الورد والزهور الداخلية والمحبة للظل، فتزيد الصالة جمالاً، والمكان فخامة، فيما توضع تلك النباتات صغيرة الحجم، والتي تستخدم في مرات عديدة لأغراض صحية في المطابخ، كوضع أصوص الريحان أو الحبق، اللافندر، النعناع، وغيرها من النباتات التي تستخدم لإضفاء نكهة أو مذاق على الطبخ”. وحدة متكاملة تجدر الإشارة هنا، إلى أن صاحب البيت أو ربته يلعب دوراً كبيراً في تنسيق الديكور الداخلي، حيث يتم تزيين هذه النباتات وفق ألوان الستائر مثلاً، الأثاث، لون وحجم طاولة غرفة الطعام وحجم كراسيها، لون الجدران، الأكسسوارات المستخدمة، فتظهر كل العناصر من أحياء وجماد ضمن وحدة متكاملة تعكس رقياً في الذوق والاختيار. كل هذا يحتاج إلى مراعاة وجود الأطفال في المنزل والانتباه للمواد الكيماوية المتعلقة بأدوية وأسمدة نباتات الزينة، حفاظاً على الصغار من هذه المواد السامة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©