الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رويث ثافون يرفض تحويل رواياته إلى أفلام

18 ابريل 2008 01:30
أطلقت امس في اسبانيا رواية الكاتب والروائي الإسباني الكبير رويث ثافون بعنوان ''لعبة الملاك''، بعد سبع سنوات من صدور روايته ''ظل الريح'' التي تصدرت قائمة أعلى الروايات مبيعا لأربع سنوات متتالية، وبيعت منها ملايين النسخ وترجمت لأكثر من أربعين لغة بينها العربية· ورويث ثافون من مواليد برشلونة 1964 ويعيش في نيويورك منذ عام 1994 ويمارس كتابة السيناريو بجانب كتابة الرواية· وحالياً يتحدث مجتمع الأدب والرواية في أسبانيا عن ميلاد ظاهرة ''الولع بثافون'' أو شغف القراء بهذا النوع من الكتابة الرصينة، في زمن الوجبات السريعة، ويعتبر ثافون أول كاتب إسباني تتجاوز مبيعات رواياته في إسبانيا والدول الناطقة بالإسبانية، حاجز المليون نسخة وذلك بسبب تميز أسلوبه والأجواء المتميزة بالغرائب وإحاطته بفترة مهمة من تاريخ إسبانيا، وهي فترة ما بعد الحرب الأهلية الإسبانية، ولاسيما بمدينة برشلونة التي تضررت بشكل كبير بسبب الحرب 1936-·1939 وبالرغم من أن أحداث هذه الرواية تدور أيضا في برشلونة ولكن هذه المرة قبل عقدين من اندلاع الحرب الأهلية أي عشرينات القرن الماضي وتوضح تفاصيل الظروف والإرهاصات التي أدت إلى اندلاع شرارة الحرب التي راح ضحيتها أكثر من نصف مليون شخص· ويؤكد ثافون ''ربما تنجح روايتي الجديدة في حث القارئ على اقتناء روايتي السابقة·· ولكن هذا لا يعني أن رواية ''لعبة الملاك'' الجديدة امتداد للرواية السابقة ''ظل الريح''·· ربما ساعدت أيضا قراءة الرواية القديمة على فهم أكبر وأفضل للرواية الجديدة''· ويحاول الكاتب الإسباني، بعدما اكتسب ثقة كبيرة، رسخت أقدامه وجعلته يتمكن من التحكم في أدواته، التغيير في الشكل التقليدي للقالب الروائي، حيث يمزج بين عدة أجناس، متخذاً من نموذج ''الإثارة والتشويق'' النسيج الأساسي الذي تتناغم فيه الأنماط السردية الأخرى· كما يطرح ثافون في إطار درامي ومن خلال الحوار كسر حدة الزمن السردي للأحداث، لكسر الملل، والابتعاد عن النمطية· وجدد ثافون رفضه مرة أخرى تحويل أعماله إلى أفلام سينمائية سواء ''ظل الريح'' أو روايته الجديدة ''لعبة الملاك''، موضحا ''أعيش معظم أوقات السنة في لوس أنجلوس وأمارس كتابة السيناريو وأعرف عالم هوليوود جيدا وكيف تدار الأمور هناك، ولهذا تحديدا أرفض تحويل رواياتي لأفلام''· ومن وجهة نظره يعتبر ثافون السيناريو السينمائي مثل قرص مضغوط أو كبسولة، بينما الرواية ''لكي نعرفها بتعبير مشابه مثل وجبة متكاملة، مليئة بالأسرار والحيل، الاثنان لا علاقة لهما ببعض إطلاقا، السيناريو بالنسبة لي مثل ضوء خاطف، ممارسة طارئة، الرواية أكبر من ذلك بكثير''· جدير بالذكر أن ثافون لديه مشروع خاص يتمثل في كتابة أربع روايات تتناول عالم مدينة برشلونة تلك المدينة القطالونية العريقة على البحر المتوسط· وقد ظهرت روايته الأولى ظل الريح عام ،2001 ويفصل بينها وبين الجزء الثاني من هذه ''الرباعية الروائية'' سبع سنوات· ولم يستغرق التحضير للرواية من هذه المدة سوى النزر اليسير بينما ضاع معظم الوقت في الترويج للجزء الأول الذي طبعته دار نشر بلانيتا الإسبانية، في أكثر من خمسين دولة في أرجاء المعمورة وهو ما يعنى أن عشاق ثافون سيكون عليهم انتظار زمن ليس بالقصير للحصول على الجزء الثالث من مشروع ثافون الأدبي· يشار إلى أن الرواية الأولى من هذا المشروع السردي تدور في فجر عام 1945 حينما يصطحب أب ولده لمكان غامض في قلب المدينة القديمة حيث مقبرة الكتب المنسية، ليكتشف دانييل (الابن وبطل الرواية) كتابا ملعونا سيغير مجرى حياته ويدخله في متاهة من الحوادث والأسرار الخفية التي تغلف الروح المعتمة لمدينته برشلونة، منتصف القرن العشرين بعد أعوام من الحرب الأهلية الإسبانية· يذكرنا ثافون بعالم روائي ممتزج بأكثر من نوع وأكثر من نموذج، فالجملة الأولى التي تقول: ''مازلت أتذكر ذلك الفجر الذي أخذني فيه أبي للمرة الأولى لرؤية مقبرة الكتب المنسية''، تذكرنا مباشرة بتلك الجملة العتيدة للروائي الكولومبي جارثيا ماركيز في روايته ''مئة عام من العزلة'' عندما يذكر تقريبا نفس الجملة ما عدا أن الأب بوينديا يحمل الابن لرؤية الثلج· وتعمد الكاتب الإسباني استلهام روح مواطنه صاحب نوبل كاميلو خوسيه ثيلا في روايته ''خلية النحل'' وذلك من حيث ضخامة وغزارة شخصياته وعالمها السحري المتداخل بأكثر من مناخ ورؤية·
المصدر: إسبانيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©