الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجارة «البشوت» تزدهر في قطر وتحقق أرباحا طائلة

تجارة «البشوت» تزدهر في قطر وتحقق أرباحا طائلة
29 مارس 2010 21:56
تزدهر تجارة وصناعة البشوت (العباءة العربية) في قطر، نظراً لوجود الأسواق الشعبية القديمة التي تتيح إمكانية بقائها، وعدم اندثار هذا الرداء الشرقي الخالص. وقد تطورت هذه التجارة لوجود إقبال عليها من الوجهاء والمواطنين في فترات المناسبات ومواسم الزواج والأعياد، إضافة للمؤتمرات المتعددة التي تشهدها الدوحة، ذلك أنَّ المواطن القطري يحرص على لبس البشت في المناسبات الرسمية، والعامة، كما أنَّ السياح الأجانب باتوا يقبلون على شرائها غير مبالين بارتفاع أسعار بعض أنواعها المميزة، من ذوات النقش الدقيق. والجدير بالذكر أنَّ أسعار البشوت تصل إلى عشرات الآلاف، وفق ما أوضحه لنا تجارها وباعتها، مشيرين إلى وجود بعض الأنواع الفاخرة التي لا تعرف الكساد بالرغم من ارتفاع أسعارها.. الاهتمام بالشرق بداية يقول محمد العاشري (تاجر بشوت): لا يمكن لتجارة البشوت سواء في قطر، أو في الجزيرة العربية، أن تندثر، نظراً لكونها من الزي التراثي، والحديث أيضاً، فالعباءة العربية، لا تزال تحتفظ برونقها، وبشكلها الجميل، وأطرافها المذهبة، وقماشها الخفيف ذي النوعية النخبوية. ولا ننكر أن هناك انحساراً في الإقبال عليها، خلافاً لما كان عليه الوضع السابق، يوم كان الناس جميعاً يرتدون البشوت. أما الآن، فقد اقتصر ارتدائها على كبار السن وحدهم، وأصبحنا نعتمد اعتماداً كلياً على مواسم الأعراس والمناسبات، التي يزيد فيها الإقبال، لأنَّ العريس في يوم زفافه يرتدي البشت، وهو مرغوب جداً هذه الأيام، بسبب وجود طفرة، ولكون المجتمع القطري مجتمعاً شاباً، فمن الطبيعي أن تكثر الأعراس، وخاصة في فترة ما قبل فصل الصيف، وفي أوقات الإجازات، كما أن المؤتمرات والندوات التي تقام في الدوحة تزيد من مبيعاتنا، لأنَّ البشت يعتبر زياً رسمياً، وجزءا لا يتجزأ من رداء المسؤول وأصحاب الوجاهة، علاوة على هذا كله، فإن السياح يقبلون على شراء كل ما هو تراثي، مما ليس متوافراً لديهم، ويميلون إلى اقتناء الأشياء القديمة، تعبيراً عن اهتمامهم بالموروث المشرقي والعربي خاصة . ثمينة ومرغوبة من جهته يقول جوهر سالم: مبيعات محلات البشوت تصل إلى آلاف الريالات شهرياً، وهي تجارة رائجة عرفها العرب منذ زمن طويل، فكل محل مشهور لديه زبائنه الخاصين، كما أنَّ لكل مصنع طريقة في الصنع، ومزايا معروفة عنه، وبذلك ، تأتينا طلبيات من عدة دول، ونوزع على عدد من المحلات في الداخل والخارج، وهذا ما يجعل مبيعات البشوت تزدهر، خاصة في مواسم الأعراس والصيف حيث تكثر الطلبات على ما نصنعه، وفي كل الأحوال، لا يكسد عندنا شيء، لأن النوعيات الجيدة مطلوبة، وسعرها فيها، وهي مصنوعة بعناية ودقة فائقة، وقد يصل سعرها إلى عشرات الآلاف، مما يجعلها ثمينة ومرغوبة، وقابلة للاقتناء لسنوات طويلة. بدوره يؤكد البائع حسن الزهران أن أكثر المقبلين على البشت العربي هم من الجهات الرسمية التي تشتري بكميات كبيرة، خاصة من اللونين الأسود والبيج، لأن المسؤولين يرتدونها في المناسبات، ويضيف أن هناك أناساً وجهات تشتريها كهدايا للضيوف والوفود والأجانب، وتزدهر مبيعاتها خاصة في مواسم الأعياد الذي تفضل فيه الألوان الفاتحة مثل البني والبيج والسكري، حيث تلبس في النهار، ولذا تكون الألوان الفاتحة مرغوبة بشكل أكبر من الغامقة منها. أرقى النقوش عن أنواع البشوت يقول الزهران: يأتي في الصدارة البشت النجفي الأصلي الذي يتميز قماشه بالخفة وبالشفافية الكبيرة، ويستورد من مدينة النجف بالعراق ويأتي بمختلف الألوان من الأسود والبني والبيج والسكري، وأكثر الألوان طلبا هو الأسود وسعره يبدأ من ألف إلى 10 آلاف ريال على حسب النوع، وخفة القماش، فكلما كان القماش خفيفا زاد سعره، ويأتي بعده في المرتبة النجفي الياباني وهو مقلد عن النجفي الأصلي، وقريب من مميزاته مثل الخفة وشفافية القماش، والفرق بينهما أن قماش النجفي الأصلي ينسج يدويا، بينما القماش النجفي الياباني ينسج من خلال آلات النسج، ويمكن التمييز بينهما من خلال نوعية الخيوط حيث تمتاز خيوط النجفي الأصلي بأنها رفيعة ودقيقة جدا، وسعر الياباني يبدأ من ألف إلى ثلاث آلاف ريال. ويضيف: يأتي في المرتبة الثانية البشت المعروف باللندني، ويمتاز بقماشه الشفاف، ولكنه أقل خفة من النجفي، وهو أكثر الأنواع مبيعا لأنه عملي أكثر من النجفي، حيث انه لا يتلف ولا يتكسر عند اللبس، فيكون شكله الخارجي مرتبا وسعره مناسباً. حيث يتراوح بين 400 ريال و 2500 ريال، والذي يرفع السعر هو طريقة وسماكة ونوعية (دقة الزري) المستخدمة فيه، ويتوافر بألوان كثيرة ومتعددة ويستخدم في جميع المناسبات منها المناسبات الرسمية والأعياد والأعراس وغيرها من المناسبات الاجتماعية المهمة. ومن الأنواع الأخرى المارينا الذي يتميز قماشه بأنه أثقل من الأنواع الأخرى، ولذا يلبس في الشتاء والربيع للتدفئة ولا يلبس في الصيف بسبب حرارة الصيف، وتتوافر منه ألوان جميلة وراقية مثل اللون البني والزعفراني والسكري والأشقر، وهي ألوان خاصة بهذا النوع من الأقمشة ويستورد القماش من اليابان أو بريطانيا، ويتراوح سعره بين 1500 و3500 ريال. أنواع واستخدامات عن الأنواع الأخرى يقول الزهران: من الأنواع الأخرى من البشوت السوبر ديلوكس وقماشه أثقل من المارينا، وأقرب الى قماش الوبر، ويستخدم في الشتاء والربيع للتدفئة، وتوجد منه ألوان مختلفة ومتعددة ويستورد من اليابان وبريطانيا وسعره يبدأ من 1500 إلى 4000 ريال، ومن الأنواع الشتوية الأخرى الوبر الطبيعي ويصنع قماشه من وبر الإبل. ويستورد من سوريا والسعودية، ويتميز بسماكته وثقله، ولذا يلبس في الشتاء للتدفئة، وتتوافر منه الألوان الفاتحة فقط مثل البني والبيج على لون وبر الإبل، ويتراوح سعره من 2000 إلى 5000 ريال. ويأتي بعده الوبر الصناعي ويختلف عن الطبيعي بأنه يكون أخف منه، وقدرته على التدفئة أقل من الطبيعي، وايضا يستخدم في الشتاء وسعره مناسب حيث يتراوح بين 200 و800 ريال، ويختلف السعر حسب تداخل الوبر الطبيعي فيه. ويضيف: أرخص الأنواع من البشوت هو الكمبيوتر والتركيب الذي ينسج ويطرز (الزري) الخاص بالبشت من خلال آلات خاصة، بينما في الأنواع السابقة ينسج فيها (الزري) يدويا فيكون دقيقا ويظهر بشكل جميل. وعن (الزري) يقول: النوع الجيد والراقي منه ينسج يدوياً، وهو أغلى بكثير من (الزري) الصناعي، ومن أنواع النقوش المستخدمة في (الزري) النقشة الملكية، وهذا النوع يعتبر أرقى النقوش، وأكثرها طلبا في السوق، وتصنع خيوط (الزري) في ألمانيا وفرنسا واليابان، والنقشة اليدوية تنسج في السعودية وقطر وسوريا والعراق، وأجود النقوش هي السعودية، أما النقشة الصناعية فهي تنسج عبر آلات خاصة لنقش (الزري) وتستورد النقشات من سوريا. مواسم الأعراس إلى ذلك يقول ياسر محمد العمراني (بائع في محل للبشوت): يتميز السوق في الوقت الحالي بالانتعاش نظرا لموسم الأعراس، حيث يكون الإقبال على البشوت كبيرا، وكذلك قد مر علينا موسم الشتاء الذي لاقى رواجا للبشوت الثقيلة التي يفضل لبسها في الشتاء للتدفئة، وأكثر الأنواع التي تكون مفضلة، وعليها إقبال كبير، هو البشت اللندني الخفيف والمتوسط ثم النجفي الياباني والنجفي الأصلي العراقي، وأكثر الألوان المفضلة هو الأسود والسكري. يضيف: الأسعار تبدأ من 5000 ريال للنجفي الأصلي العراقي، و1600 ريال للبشت اللندني وأيضا النجفي الياباني نفس سعر اللندني والكمبيوتر بـ 700 ريال، والمارينا يتراوح سعره بين 150 و250 ريالا، وهذا البشت هو أرخص الأنواع في السوق وتختلف الأسعار حسب جودة القماش، ومدى خفته وكذلك نوعية الزري إن كان يدويا أو صناعيا، ومدى عرضه ودقة وجودة خيوطه المستخدمة فيه.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©