تيسير العميري (عمان)
تبادل المجلس الأعلى للشباب والاتحاد الأردني لكرة القدم الاتهامات، بشأن الحالة السيئة التي وصلت إليها ملاعب كرة القدم، والتي باتت تهدد فعلياً بتوقف دوري المحترفين لمدة شهر، ونقل جميع المباريات من العاصمة عمان إلى ملاعب بقية المدن، بما فيها مباريات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي والمنتخبات الوطنية.
قضية الملاعب الأردنية طغت على الساحة الكروية الأردنية عقب الحالة السيئة التي ظهرت عليها أرضية استاد الحسن في مدينة الأردن «تقع شمال المملكة وتبعد 110 كم عن العاصمة»، خلال المباراة التي جمعت بين فريقي الرمثا والأهلي في الدوري يوم الجمعة الماضي، وفيها تحول الملعب إلى ما يشبه «المستنقعات المائية»، التي تصلح لممارسة كرة الماء، وليس كرة القدم، نتيجة سوء تصريف مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت آنذاك.
ويبدو أن المشكلة في طريقها إلى الاستفحال، ذلك أن دائرة الأرصاد الجوية توقعت تأثر المملكة بمنخفضات جوية نهاية الأسبوع الحالي، ما سيؤدي إلى تساقط كثيف للثلوج، في الوقت الذي أصر اتحاد كرة القدم على إقامة مباريات الأسبوع الخامس عشر من دوري المحترفين في موعده.
تبادل الاتهامات
المجلس الأعلى للشباب «الجهة الحكومية المسؤولة عن الملاعب الأردنية»، حمّل اتحاد كرة القدم ودائرة المسابقات والحكم الدولي محمد عرفة مسؤولية الأضرار التي أصابت أرضية الملعب، التي لم تكن صالحة لممارسة كرة القدم بفعل الأحوال الجوية، مؤكداً أنه كان يجدر بالحكم عدم السماح بإقامة المباراة والحفاظ على الملعب، في حين رد الاتحاد الأردني لكرة القدم على انتقادات المجلس الأعلى للشباب، بأن المسؤولية تقع على عاتق المجلس ومن نفذ عطاء الملعب، الذي خضع للصيانة بشكل متكرر، وأغلق لنحو عامين بهدف إعادة تأهيله من مختلف المجالات، وأن نظام تصريف المياه لم يكن فعالًا، بالإضافة إلى ضرورة معالجة الانقطاعات المتكررة على التيار الكهربائي، وآخرها ما حدث في المباراة المذكورة، وأدى إلى توقفها نحو 20 دقيقة.
مدير مدينة الحسن الرياضية د. رشاد الزعبي أكد في تصريحات رسمية أنه لن يسمح بإقامة أي مباراة على الملعب في حال تساقطت الأمطار بغزارة أو هطلت الثلوج، لأن ذلك يعني إتلاف أرضية الملعب.
وقال: «لن ننتظر قرار الحكم لتحديد مصير مباراة الوحدات والحسين«اليوم الخميس».. سنتخذ القرار المناسب في ضوء الظروف الجوية حفاظاً على سلامة اللاعبين، ومصلحة الاتحاد وسلامة أرضية الاستاد، حيث إن هذه الأرضية ستخضع لتقييم في الجولة التفتيشية خلال 14 يوماً من قبل الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي لكرة القدم».
لا ملاعب في عمان!
لكن الأزمة الحقيقية التي ستعيشها الكرة الأردنية فيما يتعلق بالملاعب ستحدث خلال شهر مارس المقبل، ذلك أن ملاعب العاصمة عمان لن يكون في مقدورها استقبال أية مباراة محلية أو دولية، نتيجة إغلاق استاد الملك عبدالله الثاني «شرق العاصمة»، والذي تُقام عليه معظم المباريات حالياً منذ أن تم إغلاق استاد عمان الدولي قبل عام تقريبا، بسبب خضوعه لأعمال الصيانة والتجديد على منشآته، فيما لا يستطيع ملعب البتراء «صغير الحجم» تحمل ما يكفي من مباريات، إلى جانب عدم القدرة على إقامة المباريات ليلاً بسبب ضعف الإضاءة فأصبحت تُقام وقت الظهيرة!
وإزاء هذه التطورات تخلى المجلس الأعلى للشباب عن فكرة إغلاق ستاد الأمير محمد في مدينة الزرقاء «ثاني أكبر المدن الأردنية» الشهر المقبل، وقرر فتح الملعب لحين الانتهاء من الموسم الحالي، لأنه سيتم نقل مباريات فرق العاصمة عليه، على أن يخضع الملعب لاحقاً لعملية تأهيل واستبدال أرضيته بالعشب الصناعي «الترتان»، ليكون جاهزاً إلى جانب ستادي عمان والملك عبدالله الثاني لاستقبال مباريات كأس العالم للشابات في العام المقبل، كما تم غض النظر عن استقبال أية مباراة للفرق السورية والعراقية في البطولة الآسيوية.
مجلس النواب يناقش جاهزية الملاعب
وكانت لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب، استمعت إلى شرح تفصيلي عن استعدادات المجلس الأعلى للشباب، لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم للشابات تحت سن 17، والتي ينظمها الأردن خلال العام 2016.
وقال رئيس المجلس د. سامي المجالي إن الأردن وقع اتفاقية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم لتحقيق متطلبات الاستضافة بشكل لائق، فأنجز عدداً كبيراً من العطاءات الخاصة بالملاعب والتجهيزات الداخلية والخارجية لها، بحيث تكون كامل أعمال البنية التحتية المطلوبة من المجلس جاهزية نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أن أمانة عمان الكبرى يقع على عاتقها أيضاً، إنشاء 6 ملاعب تدريبية إضافة إلى ستاد الملك عبدالله في القويسمة، استعداداً لاستقبال زيارات وفود التفتيش الدولية على المرافق قبل موعد الاستحقاق.
عدد اليوم
