تقدم لبنان رسمياً بشكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي عبر بعثته الدائمة لدى الأمم المتحدة ضد إسرائيل، واحتفظ بحقه في دعوة المجلس للانعقاد اذا اقتضت الحاجة ذلك. وأكدت مصادر الخارجية اللبنانية لـ«الاتحاد» أن وزير الخارجية فوزي صلوخ وقّع الشكوى وطلب من البعثة تسليم نسخة منها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتوزيعها على أعضاء مجلس الأمن، وهي تتعلق بشبكات التجسس المزروعة في لبنان لحساب «الموساد» الإسرائيلي، والتي يتواصل الكشف عنها بوضوح، إضافة الى موضوع الفارين الى إسرائيل من الجواسيس الأعضاء في «الموساد»، والمناورات العسكرية التي تستعد إسرائيل للقيام بجزء منها على الحدود مع لبنان وما تشكله من تهديد للأمن اللبناني.
وأصدرت رئاسة مجلس الوزراء اللبناني بياناً أوضحت فيه أن قيادة قوات الطوارئ أبلغت لبنان: «أن المناورة التي تجريها إسرائيل نهاية الشهر الجاري هي كناية عن تمارين دفاعية لا تنطوي على أهداف عدوانية».
وكان لبنان قد أثار مع قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان مسألة المناورة التي أعلنت إسرائيل عن تنفيذها والمخاطر التي تطرحها. حيث أبدى لبنان قلقه من أهداف وأبعاد هذه المناورة وتأثيرها على الاستقرار في لبنان والمنطقة واحتمال أن تكون هذه المناورة حجة إسرائيلية للاعتداء على لبنان وسيادته وقد حمل لبنان إسرائيل مسؤولية أي تدهور أمني أو خرق للسيادة اللبنانية بحجة المناورة. وطلب لبنان من قوات «يونيفل» التأكد من أن المناورة المذكورة لن تخرق السيادة اللبنانية لا براً ولا بحراً ولا جواً، مكرراً رفضه لأي عمل عدواني إسرائيلي تجاه أراضيه وضرورة الاحترام الكامل للقرار 1701.
وفي ذات الوقت، طلب لبنان من قيادة قوات الطوارئ الدولية العمل على استعادة المواطنين اللبنانيين الذين فروا الى إسرائيل خلال اليومين الماضيين عبر الحدود الدولية الجنوبية. وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان قد استدعى على عجل قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والمدير العام لجهاز أمن الدولة العميد الياس كعيكاتي، واطلع منهم على آخر التطورات المتصلة بشبكات «الموساد» والإجراءات المتخذة لمنع فرار العملاء عبر المطار والمرافئ والمعابر البرية، وما يتخذه الجيش والأجهزة الأمنية من احتياطات احترازية لمواجهة أي عدوان اسرائيلي على لبنان خلال المناورات.
وعشية إجراء اسرائيل مناورة عسكرية واسعة، طلب من قهوجي تحديداً تعزيز الجهوزية العسكرية بالتنسيق مع قوات «يونيفل» المعززة في منطقة جنوب لبنان وإبقاء القوات المسلحة على جهوزية عالية لمواجهة أي طارئ في الجنوب من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي.
وفيما تتواصل التحقيقات مع عشرات المعتقلين من أعضاء شبكات «الموساد» الذين تم توقيفهم والادعاء عليهم وأحيلوا الى المحكمة العسكرية في بيروت للتحقيق، علمت «الاتحاد» من مصادر موثوقة أن أوامر صدرت من قبل الجهات المعنية، تحذر فيها منع تسرب أية معلومات حول سير التحقيقات للصحافة تحت طائلة المسؤولية، خصوصاً أن الملاحقات مستمرة والاعترافات تتوالى، ويحتمل التوصل الى شبكات جديدة على أن تظهر النتائج في قرار الاتهام الرسمي فقط.
عدد اليوم
