الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كن حرفياً تعش سعيداً

18 ابريل 2008 01:08
أحياناً تحدث بعض الأعطال في الأجهزة المنزلية، أو في توصيلات الكهرباء، أو ''سباكة'' المنزل، وبالطبع ترتبك الأمور، ويتملك الضيق الجميع، لعدم القدرة على حل المشكلة، فلا خبرة لأحد منهم في هذا المجال، وقد يتصلون بأحد المختصين من الحرفيين لإصلاح العطل الواقع، فلا يمكنه الحضور لأنه مرتبط بعمل آخر، كما أنه يكون من المستحيل في بعض الأوقات العثور على من يصلح هذا الخلل، وهو لا يتحمل التأجيل· والأمر قد يمتد إلى أشياء أخرى كالسيارة مثلاً، تتعطل بسبب شيء بسيط فلا يستطيع الواحد منا إصلاحه، فتتحول المشكلة البسيطة بسبب الجهل بها، إلى شيء مزعج، وعبء ثقيل· وفي المقابل هناك بعض الأشخاص الذين يمكنهم أن يصلحوا بأنفسهم أياً من هذه الأعطال، دون احتياج إلى متخصص· والمرء يغبط من يستطيعون ذلك، لأن ما يقومون به هو الصواب عينه· إن هذه الأعطال البسيطة قد تربك الإنسان بالفعل ، كما أن بعض الحرفيين عندما يحسون أن الشخص الذي يستدعيهم لا يعرف ماهي حقيقة المشكلة، وما حجمها، وكيفية حلها - وهم بالخبرة يفطنون إلى ذلك -، قد يغالون في الأجر الذي يطلبونه، مدعين أن المشكلة كبيرة تحتاج إلى كذا وكذا، وقد يكون العطل بسيطاً، ولا يحتاج إلى شيء مما يذكرونه، لا في إصلاحه، ولا فيما يحددونه من أجر· وقد يضطر الواحد منا، جهلاً بحقيقة العطل، واستعجالاً للحل، إلى قبول ما يفرضونه عليه، حتى ولو كان يحس بأنه مغالى فيه· وقد لا يكون كافياً أن يرى الإنسان هؤلاء الحرفيين، وهم يعملون ليتعلم منهم حل مثل هذه المشكلات، ولكن يمكن تنظيم دورات متخصصة يلتحق بها من يرغب في تعلم كيفية إصلاح الأعطال الكهربائية، أو أعطال السيارات البسيطة، أو ''سباكة'' المنزل، ليتمكن من إصلاحها نهائياً، أو حتى مؤقتاً إلى حين وصول المتخصص أو الذهاب إليه، ولكنه في هذه الحالة سيكون واعياً بما يستحقه من أجر، لمعرفته بحقيقة الخلل أو العطل، وقد يكون ذلك ممتعاً لمن يحبون ممارسة هذه الأعمال اليدوية، ولكنهم لا يعرفون السبيل إلى ذلك· وليس في هذا مضيعة للوقت كما قد يظن البعض، بل إنه يوفر الوقت الذي نضيعه في البحث والانتظار، كما أن فيه توفيراً للمال الذي قد لا يكون من أصلح العطل مستحقاً له، وقد يشغلنا قيامنا بمثل هذه الأعمال عن التفكير في مشكلة ما تؤرقنا، مما يمكن أن يسهم في راحتنا النفسية· محمد كمال حمزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©