(الخرطوم) - اندلعت معارك عنيفة بين القوات الحكومية والعديد من مجموعات التمرد في دارفور في غرب السودان. وقال مصدر في قوة الامم المتحدة لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) ان المعارك اندلعت الثلاثاء “بين القوات الحكومية وفصائل متمردة بين منطقتي تابيت وشينقل طوباي ( على بعد حوالى 70 كلم جنوب غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور). وأضاف المصدر أن مروحيات وطائرات من طراز انطونوف حلقت في سماء المنطقة، في حين سمع دوي انفجارات طيلة النهار.
وقالت يوناميد في بيان إن “المواجهات العنيفة التي تجري بشكل متقطع في هذه المنطقة منذ منتصف ديسمبر وتتخللها هجمات ضد المدنيين، أوقعت قتلى وجرحى وخلفت دمارا وادت إلى نزوح آلاف الأشخاص وانسحاب عمال الإغاثة الإنسانية”، من دون أن تحدد عدد ضحايا المعارك.
وكان دبلوماسيون من أكثر من عشر دول دعوا الجمعة إلى التوصل الى اتفاق سلام في دارفور بصورة “عاجلة”، وذلك في ظل مراوحة المفاوضات الجارية في الدوحة مكانها. وبحسب بيان وزع أمس الأول فإن هؤلاء الدبلوماسيين الذين اجتمعوا الجمعة في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ويمثلون خصوصا الولايات المتحدة وروسيا والصين ، ذكروا بأن مفاوضات السلام في دارفور “لا يمكن أن تستمر إلى الابد”. وأعلن هؤلاء الدبلوماسيون في هذا البيان المشترك “أن الأشهر المقبلة ستشكل فترة حرجة للسودان ودارفور خصوصا وان إيجاد اتفاق سلام عام هو أمر عاجل للغاية”.
ودان حاكم ولاية جنوب دارفور عبد الحميد كاشا خلال هذا الاجتماع بطء مفاوضات السلام التي تجري في الدوحة. وقال للصحفيين “لا يهمني ما يحدث في هذه المفاوضات في الدوحة لأنها تراوح مكانها منذ وقت طويل ولا تؤدي إلى شيء”. وأضاف “أن ما يهمني هم السكان واللاجئون .. كيف نساعدهم بالغذاء والألبسة والأدوية. إني أهتم أيضا بأمن ولايتنا”.
واعلن الموفد الخاص لروسيا إلى السودان ميخائيل مارجيلوف أثناء اجتماع نيالا أن مفاوضات السلام “عملية سياسية طويلة”، مشددا على إمكانية تجاوز الخلافات بين المتمردين والحكومة. وقال “إن الأمور الكبرى لا يمكن إنجازها بين عشية وضحاها، لا اعتقد أن ذلك يشكل نقطة نهاية، إنها مجرد فاصلة”.
على صعيد آخر، جددت الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان أن صياغة الدستور الدائم لدولة السودان الجنوبي ستتم بمشاركة الأحزاب والمنظمات المدنية كافة في الجنوب، مؤكدة حرصها على تنفيذ مقررات الحوار الجنوبي الجنوبي الذي توافقت عليه الأحزاب الجنوبية كافة في جوبا مؤخراً. وكشف نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار عن تشكيل لجنة الدستور بمشاركة جنوبية واسعة، مؤكداً أنها قد باشرت عملها فعلياً منذ يومين، وأشار إلى أن اللجنة تضم 12عضواً من الأحزاب الجنوبية و10 من الحركة الشعبية و6 من منظمات المجتمع المدني و3من رجال الدين.
ومن جانب آخر، أعلن شريكا الحكم في السودان “المؤتمر الوطني والحركة الشعبية” انطلاق عملية ترسيم الحدود في 27 مارس المقبل وحتى 26من الشهر نفسه. وقال مستشار الرئيس السوداني لشؤون الأمن الفريق صلاح عبدالله إن عملية الترسيم ستستبقها استكشافات للمناطق الحدودية. وأشار إلى أن اللجنة الفنية لترسيم الحدود عرضت برنامجها المتعلق ببداية الترسيم على الأرض على اللجنة السياسية المشتركة بين الحزبين الحاكمين وحظيت بالموافقة. وأكد عبدالله مواصلة اللجنة التباحث فيما تبقى من قضايا خلافية بين شمال السودان وجنوبه في غضون الفترة القليلة المقبلة.
عدد اليوم
