الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

6 أسباب وراء فوز الأهلي بالدوري

6 أسباب وراء فوز الأهلي بالدوري
30 ابريل 2016 00:13
فاجأ بني ياس المتحفز الأهلي المنتشي بلقب الدوري من البداية بخطة هجومية منظمة من العمق والأطراف، وأربك حسابات البطل في أول 40 دقيقة، عندما سجل عامر عبدالرحمن هدفاً، وحافظ «السماوي» على دوافعه الهجومية، لكن المهارة الفردية لإسماعيل الحمادي مع ريبيرو أعادت الأهلي إلى اللقاء، لينتهي الشوط الأول الذي جاء متوسط المستوى بالتعادل 1 -1. ومع بداية الشوط الثاني استرد الأهلي عافيته، ولعبت مهارة ريبيرو دوراً مهماً في تنشيط البطل، حيث سجل ريبيرو الهدف الثاني، ليرتفع مستوى اللقاء، ويتسم الأداء بالسرعة، رغم استرخاء معظم لاعبي الأهلي، وهو ما منح الفرصة لبني ياس لتسجيل هدف التعادل، لكن «السماوي» لم يستغل النقص العددي، بعد طرد خميس إسماعيل لينتهي اللقاء بتعادل الفريقين، ويتوج الأهلي رسمياً باللقب عن جدارة واستحقاق، حيث رفع رصيده إلى 63 نقطة، فيما وصل «السماوي» إلى النقطة 33. وبعيداً عن المباراة وتفاصليها، هناك مجموعة من الأسباب كانت وراء حسم الأهلي للقب في الجولة قبل الأخيرة وهى في الحقيقة أسباب لا يختلف عليها اثنان من بداية الموسم، وفي مقدمتها أنه الفريق الوحيد الذي يملك 20 لاعباً في مستوى متقارب جداً من بعضهم بعضاً، وأن الفضل في ذلك يعود إلى إدارة النادي التي وفرت البديل الكفء في كل المراكز، وهو الأمر الذي لم يصيب الجهاز الفني بالارتباك، عند إيقاف لاعب، أو تعرض آخر للإصابة، ولم يعاني الفريق بشكل واضح من الغيابات على مدار الموسم بسبب الانتدابات القوية، وفلسفتها في الأهلي مختلفة عن بقية الفرق، لأنه لا ينتدب لسد الاحتياجات فقط، لكنه يبحث عن توفير البديل المناسب على مستوى الأساسي نفسه، ليس على صعيد المواطنين فحسب، ولكن الأجانب أيضاً، وأكبر دليل على ذلك هو التعاقد مع لاعب بحجم خميس إسماعيل، في ظل وجود ماجد حسن، وحبيب الفردان، في المركز نفسه. وأعتقد أن هذه العقلية هي المطلوبة للفريق البطل، لأنه لا يجب أن يفكر مثل الآخرين، أو ينتظر حتى تكون لديه احتياجات، بل يجب أن يكون لديه الوفرة المناسبة من اللاعبين، لأنهم الأداة الأولى في تحقيق البطولات، والوقود الذي يعمل لتحويل إفكار الجهاز الفني وإدارة النادي إلى واقع ملموس، وفي هذا الجانب لم يشعرنا الأهلي بأنه يعاني النقص أبداً، بل بالعكس كنا نشعر أن الفريق ربما يعاني من بعض المشكلات، نظراً لوجود وفرة من اللاعبين المتميزين في المركز نفسه، حيث إن اللاعب المتميز من الطبيعي أن تكون له متطلباته وطموحاته. والسبب الثاني لفوز الأهلي بالدوري، يكمن في المدرب كوزمين، الذي يملك شخصية قوية في إدارة النجوم، والقدرة على استخراج كامل طاقتهم على الرغم من نجوميتهم، كما أنه يعرف كيف يحدد متطلبات البطولة، بمعنى أنه شريك أساس للإدارة في اختيار نوعية اللاعبين الذين تم التعاقد معهم، وشريك رئيس في إنجاح صفقات الفريق الأول، وهو شخص متوازن، يجيد بناء الفريق البطل، والأرقام تؤكد ذلك، لأنه فعل ذلك مع العين، وكرره مع الأهلي، ومن قبل ذلك فعله في الدوري السعودي، والدوري القطري، وأعتقد أن نسبة تأثير كوزمين على الفريق في الفوز بالدوري هذا الموسم، لا تقل بأي حال من الأحوال عن 25 ?، وهي نسبة كبيرة إذا كان الحديث عن جهاز فني، وإدارة نادٍ، ولاعبين، وجمهور، ومنظومة متكاملة. وفي هذا السياق، يمكنني القول إن كوزمين نجح مع الإدارة في تكوين فريق قادر على المنافسة على الألقاب لمدة لا تقل عن 5 سنوات، لأنه يضم أصحاب الخبرة والشباب والمواهب، وأيضاً الأساسي والبديل كما ذكرنا، وفي الوقت نفسه إن أهداف وطموحات النادي متجددة من مجلس الإدارة، ولا تقف عند مستوى محدد، بمعنى أنه لا يفكر في بطولة واحدة في الموسم، بل في كل البطولات، ويملك الإمكانات للحرب على جبهات عدة في وقت واحد، وهو الفريق الوحيد الذي يملك هذه القدرة من بين كل فرق الدوري. وبعيداً عن اللاعبين والمدرب والإدارة، فإن بطولة آسيا وتأهل الأهلي فيها إلى النهائي سبب في فوز «الأحمر» بالدوري، كيف؟ لأنها جعلت الأهلي يستعد أفضل من بقية الأندية لمواصلة المنافسة على التأهل إلى الأدوار النهائية، حيث إنه أنهى الموسم الماضي، وهو متأهل إلى دور الثمانية، وكان يعرف من البداية، وقبل أن ينتهي الموسم أنه سيبدأ دور الثمانية في آسيا مع بداية الموسم الكروي المحلي، وبالتالي كان استعداده مختلفاً عن بقية الأندية، لأنه يريد الوصول إلى «فورمة» محددة، قبل بداية الموسم، قريبة أو متفوقة عن «فورمة» بقية الفرق الآسيوية، خصوصاً في شرق القارة التي تكون في نهايات موسمها، ونحن في الإمارات ومنطقة الخليج في البدايات. الخطوة الأخيرة كما أننا نعتبر أن البطولة خير تدريب للأهلي على مواجهة التحديات الصعبة، والخروج منها، وفي ظني أن الأهلي كان جديراً بالفوز باللقب الآسيوي، لولا أنه فرط في مباراة الذهاب التي أقيمت في دبي، حيث إنه خاض اللقاء تحت ضغط الخوف المبالغ فيه من المنافس، ولم يحالفه التوفيق في أكثر من فرصة محققة كفيلة تغيير سيناريوهات النتيجتين بالكامل، ومن هنا فإن الأهلي خسر النهائي وخسر لقب آسيا هنا في الخطوة الأخيرة قبل أن يذهب إلى جوانزهو، لكنه استفاد من ذلك الخيرة، وكيفية التعامل مع الضغوط، وضرورة أن يكون لديك أكثر من لاعبين على مستوى واحد في كل مركز، لأن الفريق الذي يلعب على جبهات عدة، وهو «الملك» الذي يجب ألا يعيش مثل الشعب. وضع مختلف وننتقل من الحديث عن الأهلي من الداخل للوصول إلى نقطة مهمة للغاية، لها تأثيرها الكبير على فوزه بالدوري، وهي المنافسون، حيث إن الدوري في الموسم الحالي مختلف عن المواسم السابقة، بمعنى أن نوعية المنافسين اختلفت، بغياب الجزيرة عن المشهد، لأن «فخر أبوظبي» كان الفريق الثاني بجوار العين القادر على تحقيق اختراقات في فرق الصدارة، وتكبيدهم الخسائر، لكن الجزيرة وضعه مختلف في الموسم الحالي لظروف الإحلال التجديد التي تعرض لها، وبالتالي لم ينجح أي فريق آخر أن يقوم بدور الجزيرة في الموسم الحالي، ولا أن يضغط على الأهلي والعين بالشكل المعتاد من بداية دوري الخليج العربي، كما أن «الزعيم» نفسه، وهو المنافس الوحيد على مدار الموسم عانى بعض المشكلات، منها عدم وجود البديل المناسب في بعض المراكز، ومنها الدفاع، ولم ينجح في التعامل مع المشكلة بالنسبة المطلوبة، ولم يستطع مجاراة الأهلي حتى اللحظة الأخيرة، بل إنه خسر معركة الدوري الحقيقية عندما تعثر أمام المتصدر «الأهلي» قبل أسبوعين في المباراة المصيرية، ولم يكن مستقراً في نتائجه، بمعنى أنه بدأ الموسم مهزوزاً، ثم استعاد التوازن، وانطلق، وتصدر البطولة، لكنه عاد إلى المعاناة في الجولات الأخيرة. هبوط مفاجئ وعما إذا كانت آسيا، والمشاركة في دوري الأبطال سبباً في معاناة العين خلال المرحلة الأخيرة، فأنا لا أتفق مع هذا الرأي، لأن الفريق الذي يريد أن يلعب في آسيا، وأن ينافس في البطولات المحلية مثل العين، لابد أن تكون لديه الأدوات بوفرة، وأولها اللاعبون، وإذا كان هناك عذر وحيد للإدارة والجهاز الفني في هذا السياق، فهو يتعلق بالهبوط المفاجئ لمستوى بعض الأسماء المهمة من اللاعبين، وبالعودة إلى الأهلي وأسباب فوزه بالدوري، فإننا يجب ألا ننسى التأكيد على عنصرين مهمين، كان لهما تأثير إيجالي على الفريق، هما الاستقرار الفني، وعدم انجراف الإدارة تحت أي ضغوط للتضحية بالمدرب أو أي لاعب، وهو الذي جعل الفريق يحافظ على مكتسباته، ويضاعفها، ويتيح أمامه الفرصة في الوقت نفسه للبحث عن الحلول للمشكلات التي يواجهها، لأن المدرب إذا بقي في موقعه يكون أنسب شخص لعلاج المشكلة التي عانى منها الفريق في عهده، نظراً لخبرته باللاعبين، وخبرته أيضاً بالمنظومة العامة التي تحيط بالفريق، ودوافعه الشخصية المتزايدة في إثبات نفسه، وحوافزه على تحويل التحديات إلى عناصر قوة. قيمة الجمهور والعنصر الثاني والأخير المهم أيضاً هو الجمهور الذي وقف خلف الفريق في كل الظروف، وسانده في مواجهة الظروف الصعبة، خصوصاً بعد ضياع الأمل في الخطوة الأخيرة بآسيا، كما سانده ولم يتخل عنه عند أصعب التحديات حينما خسر مباراة الشباب بقرار إداري خارج الملعب، بعد أن حسمها في «المستطيل الأخضر»، ولم تكن المباراة عادية، بل نصف نهائي كأس الخليج العربي، لأنه تأهل إلى المباراة النهائية للقاء الوحدة، ومن هنا من الضروري اعتبار جمهور الأهلي شريكاً بنسبة مقبولة في الدوري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©