الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحافة 2

صحافة 2
22 مايو 2009 02:02
عندما كنت طالباً في كلية الهندسة، كان علي أن أختار: التوقف تماماً عن ممارسة الصحافة أو الحبو في دهاليز وممرات كلية الهندسة. انحزت للخيار الأول، وكان علي أن أدفع ثمن هذا الانحياز غالياً، إذ قضيت في الجامعة عشر سنوات عجاف، جعلتني أشعر بأن حياتي كلها تم اختصارها في هذه الحقبة الزمنية الرهيبة. عندما خرجت للحياة العملية وجدت أن الهندسة وسنواتها العشر ليست سوى مزحة ثقيلة من رفيق مبغض!. لدرجة أنني رميت الشهادة في المنزل - غير مأسوف عليها - وارتميت في أحضان زوجتي الثانية - الصحافة. الصحافة التي أحبطتني ورفعت معنوياتي وأدهشتني وأصابتني بالعادية وخضعت لي وترفعت عني وقاومتني وارتمت بين يدي وأمرضتني وأطلقت قدراتي وفضحتني بين أهلي ورفعت رأس أبي ... علمتني أن: أضع البيض كله في سلة واحدة. - أقرر متى ما لاح لي القرار. - الباحثين عن خطأ المجتهد، ما هم إلا صحافة ظل، تحترق ما أن تتعرض للشمس أول مرة. - التميّز ليس في السير في ركب الآخرين، بل السير عكسه إن احتاج الأمر. - الخوف من الوقوع في خطأ صحافي، هو في الحقيقة خطأ صحافي. - الصحافة خلق الخبر في رحم المصدر، إنما بملامح تميّز كل صحيفة ناجحة عن صحيفة ناجحة أخرى. - ملاحقة الزوايا المعتمة في الأخبار المتاحة للجميع هي سبيل التفرد. - الفاشلين مهنياً هم أكثر الصحافيين تنظيراً. - مفاجأة القارئ كل صباح، هي رأس مال الجريدة. - الصحافي يولد، ولا يستحدث من العدم. - الشارع هو المكتب ، والأربع والعشرين ساعة هي فترة الدوام. علمتني الصحافة أن: الصحافي الناجح كالصحة، غير مُدرَك وجوده، فادح التأثير غيابه. وعلمتني أيضاً أن لا نجومية فيها، فالنجم الصحافي ابن نفسه وليس ابن الصحيفة، وبالتالي فهو جعجعة غير ذات طحين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©