الإمارات تدعو شعب البحرين للتجاوب مع دعوة الحوار

أبوظبي، المنامة (وام، وكالات) - دعت دولة الإمارات العربية المتحدة شعب البحرين الشقيق إلى التجاوب مع دعوة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد مملكة البحرين للشعب البحريني إلى حوار يطرح فيه أبناء البحرين كل ما لديهم من رؤى واقتراحات. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إن هذه الدعوة تجسد حرص صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة على الانفتاح على أبناء شعبه والتفاعل معهم بصورة إيجابية ومباشرة في كل ما يحقق للبحرين دوام التقدم والازدهار ويحفظ لها أمنها واستقرارها. من جانبها، دعت السعودية المعارضين البحرينيين إلى الموافقة على الدعوة التي وجهتها السلطات إلى الحوار معلنة معارضتها لأي تدخل خارجي في شؤون البحرين، كما نقلت وكالة الأنباء السعودية. ونقلت الوكالة عن مصدر سعودي مسؤول قوله مساء أمس الأول أن “المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام تطور الأوضاع في المملكة البحرينية الشقيقة، وفي الوقت ذاته تأمل أن يعود الهدوء والاستقرار في ربوعها في ظل قيادتها الحكيمة، وأنها تناشد الأشقاء من الشعب البحريني تحكيم العقل في طرح رؤاهم، وقبول ما طرحته حكومة البحرين”. وأضاف المصدر أن “تؤكد حكومة المملكة العربية السعودية رفضها المطلق لأي تدخل أجنبي في شؤون دولة البحرين الداخلية من أي جهة كانت. فشعب البحرين الشقيق وحكومته أحرص من الآخرين على وطنهم واستقراره وأمنه. وإن المملكة العربية السعودية تقف بكل إمكاناتها خلف دولة وشعب البحرين الشقيق”. وكانت حكومة البحرين قالت أمس الأول إنها بدأت حواراً مع الجماعات السياسية المطالبة بالإصلاح. وقالت هيئة شؤون الإعلام في رسالة على موقع “تويتر” إن عملية حوار في البحرين قد بدأت بين ولي العهد والجماعات السياسية. ولم تعط مزيداً من التفاصيل. وقال ولي العهد إنه سيجري - بكل تأكيد - السماح للمحتجين بالبقاء في الدوار. وأشار ولي عهد البحرين إلى أن هذه الاضطرابات جاءت نتيجة عدم تلبية مطالب الشيعة، وقال لقناة العربية “نحن نريد أن نصلح هذا الوضع، نريد أن لا يتكرر هذا الوضع مرة ثانية”. وصرح ولي العهد لـ(سي. ان. ان) “المحتجون في دوار اللؤلؤة يمثلون نسبة كبيرة جداً من مجتمعنا ومعتقداتنا السياسية”. وأضاف “ثمة قوى أخرى تتحرك هنا. هذه ليست مصر وليست تونس. ولا نريد أن نفعل كما حدث في أيرلندا الشمالية، وهو التحول إلى حرب ميليشيات أو طائفية”. من جهته، قال المسؤول في جمعية العمل الوطني الديمقراطي “وعد” إبراهيم شريف إن تكليف ولي العهد إدارة الحوار هو “خيار جيد”، لكنه قال إنه “ليس من الممكن القول الآن ما إذا كانت هذه مبادرة جدية أم مجرد مناورة سياسية”. إلى ذلك، أعلن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أنه قرر تعليق الإضراب العام الذي دعا إليه اعتباراً من أمس بعد أن تمت الاستجابة للمطالب التي أعلنها الاتحاد في دعوته للإضراب، وهي انسحاب الجيش من الشوارع والسماح بالتظاهر. وقال بيان مقتضب أصدره الاتحاد “في ضوء الأوضاع المستجدة ونظراً لانسحاب الجيش واحترام حق التظاهر السلمي، فقد قرر الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين تعليق الإضراب العام واستئناف العمل اعتباراً من اليوم الاثنين”. وقال مسؤول بالاتحاد لوكالة فرانس برس إن “العديد من القطاعات التزمت بالإضراب أمس بشكل متفاوت” مضيفاً “الغالبية من العاملين المنضوين تحت نقابات الاتحاد لم يذهبوا إلى أعمالهم بل توجهوا إلى دوار اللؤلؤة”. وخيم آلاف المتظاهرين في دوار اللؤلؤة مع عودة الهدوء، ودعا بعضهم لتغيير سياسي فوري، بينما يأمل آخرون بإجراء محادثات لتسوية الأزمة. وبعد أن أمضى آلاف من المحتجين الليل في دوار اللؤلؤة، انضم إليهم آلاف آخرون أمس في ظل غياب الإجراءات الأمنية. ويبدو أن الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى المدينة، إذ تحركت السيارات بسلاسة على الطرق ويتجول المواطنون في المتاجر. وتوجه نحو 1500 طبيب وممرض ومسعف من مركز السلمانية الطبي في المنامة، أكبر مستشفيات البحرين، إلى دوار اللؤلؤة في مسيرة تضامنية مع المعتصمين في وسط العاصمة. واستقبل آلاف المعتصمين في دوار اللؤلؤة مسيرة الأطباء بالهتاف والترحيب. واعتصم محامون أمس بدعوة من جمعية المحامين أمام مبنى وزارة العدل، فيما اعتصم العديد من المعلمين أمام المدارس، ثم خرجوا في مسيرة توجهت إلى دوار اللؤلؤة، حيث انضموا إلى المعتصمين في الدوار. ووصلت الدوار بعد الظهر أيضاً مسيرة لعمال نقابة شركة البحرين للألمنيوم “البا” الذين استقبلوا بدورهم بالهتافات الحماسية من قبل آلاف المعتصمين في الدوار