الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«التميز».. أيقونة التنافس في صـناعة الكتاب محلياًً!

«التميز».. أيقونة التنافس في صـناعة الكتاب محلياًً!
29 ابريل 2016 23:10
نوف الموسى (دبي) لنكن واقعيين، ولو نسبياً، هناك تحديات حقيقية، في تنفيذ الأفكار الفريدة والنوعية، في بيئة صناعة النشر المحلية، خاصةً أن بنية تكوين دور النشر الإماراتية، تأسست ضمن منظومة دولة متقدمة في منهجية وضع استراتيجيتها، القائمة على التنامي الحضاري، والذي يتطلب السعي الدؤوب لإيجاد منتجات معرفية، ذات جودة رصينة، لكن استمرار دور النشر المحلية في التطلع، نحو أفق المساهمة في توسيع دائرة التعاطي مع الكتاب، ينبئ بفضاءات ابتكارية جديدة، تستحق الاهتمام والمتابعة لا سيما في عام القراءة. وما يثير التساؤل حول الابتكارات المتعددة لدور النشر ودورها في عام القراءة، ليس شكل الإنتاجات الأدبية، وإنما التنافسية التي أبدتها الدور المحلية، والاشتغالات المتعددة، واستقطاب الكتاب الإماراتيين الجدد بالدرجة الأولى، والاستثمار الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي، فالأخير يشكل بعداً استراتيجياً ملموساً في صناعة الكتاب المحلي، إضافة إلى بناء جسور الثقة بين المؤسسات الرسمية والقطاعات الخاصة ودور النشر. وفي المقابل، برزت ظواهر مختلفة من بينها ثقافة الموزع ورؤية المكتبات التجارية لدور النشر المحلية، والمرتبطة بكم العناوين، وليس جودتها أو قوة مضامينها، ما يفتح ملف (الموزعين) من جديد، ومدى خبرتهم وعلاقتهم بالناشر الإماراتي. «الاتحاد» قاربت هذه القضية مع بعض الناشرين الإماراتيين وعادت بهذه الحصيلة. بالنسبة للناشر الإماراتي علي الشعالي، صاحب دار الهدهد للنشر والتوزيع، فإن الأرقام لا تعنيه، وتحديداً عدد الإصدارات، ولكنه لاحظ، كما قال، أن الكم يمثل عنصراً مهماً لدى الموزع، الذي لا يعي أحياناً جودة المنتج المعرفي، إلا أن الشعالي اعتبرها منطقة لإثبات الوجود، مؤمناً أن وضع أقدام راسخة في السوق، هي إحدى الخطوات الجادة التي تبناها في استراتيجية دار الهدهد، في عام القراءة تحديداً، والتي مثلت بادرة أمل، وانفتاحاً نحو تجديد الثقة، بالناشر المحلي، الذي يتحمل، حسب قوله، مسؤولية الجودة والاستمرارية، والحضور بقوة عبر الإنتاج الكمي والنوعي، وذلك بمثابة رسالة للمؤسسات الحكومية، بأنهم كدور نشر محلية، متأهبون للمساهمة في احتياجات تلك المؤسسات، من الناحية الثقافية والمعرفية. تتنوع إصدارات دار الهدهد للنشر، مع مراعاة متكاملة، للشق العلمي والديني والوطني، فالثقافة الإماراتية، حاضرة في مضامين كتب الدار، من مثل البيئات الصحراوية والجبلية وغيرها، ويشير علي الشعالي، إلى أن الدار تعرف نفسها كحاضنة رئيسية لإنتاجات تصل نسبتها إلى نحو 50% لكتب الأطفال، ونحو 30% إلى 40? للفتيان، وما تبقى بنسبة 10% للكبار، ومن بين التوجهات الجديدة التي نفذتها وأطلقتها الاحتفاء بالكتب المصورة، وما يسمى بـ«الكوميك»، والتحرر من أسلوب الوعظ، حيث يلحظ زائر الجناج أن الكتب المصورة حاضرة بين 62 عنواناً جديداً في المعرض. ويتطلع الشعالي لتصدر نشر الكتب المصورة في الإمارات، ليفتح آفاقاً بديلة عن قراءة المانغا وغيرها. ويغلب التفاؤل على حديث لولوة المناعي، المدير التنفيذي لدار مداد للنشر والتوزيع، وهو تفاؤل نابع من إيمانها بفريق العمل وبقيادة حسن الزعابي، صاحب الدار، وهي ترى أن عام القراءة دفع دور النشر للعمل بشكل مضاعف، وتقديم أفكار جديدة بلا حدود. وتتميز الدار بأن 80% من إصداراتها لكتاب إماراتيين، وبالأخص الجدد منهم، وعن ذلك تقول: «نحن نذهب للمبدعين، ونبحث عنهم، ونخبرهم أن الفضاء لدينا مفتوح، وبأننا نتبناهم بشكل جدي، وعملياً، نسعى لإبراز الكاتب من جهة، ونتحدث بلغة الشباب من جهة أخرى». وفيما يخص إبراز الكاتب، ترجح لولوة، كفة التفاعل مع الكاتب، وجعله جزءاً من تنامي المنتج الأدبي، حيث يرافق الكاتب كتابه في جميع المراحل وصولاً إلى المطبعة. وتستثمر دار مداد وسائل التواصل الاجتماعي، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، ساعية، وفق ما تقول لولوة المناعي، لكسر الروتين السائد عن بيئة النشر في الإمارات، موضحةً أن هناك 60 نقطة توزيع للدار في كبرى المكتبات في الإمارات، مضيفة أن الكلام في مجال النشر سهل، ولكن العمل وتنفيذ الأفكار يشكل تحدياً، يفرض على الناشر ابتكار بدائل وأفكار متعددة، ضمن جدول زمني، وخطوات مدروسة، وكشفت أن الدار تخطط لتحويل جميع إصداراتها التي تتجاوز الـ200 إصدار، إلى كتب مسموعة، إيماناً بضرورة اتباع مسارات متعددة لمنتجهم الأدبي والثقافي. لا يزال التوزيع الحلقة الأضعف، في دائرة سوق الكتاب في الإمارات، كما أكد جمال الشحي صاحب دار كتّاب للنشر والتوزيع، ومن جهتهم فقد عمدوا إلى الاستخدامات التكنولوجية للترويج لإنتاجات الدار، مقدماً الأجندة الثقافية للدار في عام القراءة، والذي يتجاوز الكتاب نفسه إلى أنشطة فنية وحوارات ثقافية، حيث تركزت جهود الدار هذا العام على استقطاب كتاب إماراتيين، ينتجون في مجال أدب الطفل، إلى جانب افتتاح دار كتاب للنشر فرعاً جديداً، ضمن خطط التوسعة للدار، في مختلف مناطق الدولة. وبالعودة إلى موضوع التوزيع، لفت جمال الشحي، إلى أن الثقافة التي تمتلكها الأقسام العربية في المكتبات، تلعب دوراً محورياً في تقديم الخيارات المتعددة للقارئ العربي المقيم، وأنه شخصياً يعتب على القائمين على تلك الأقسام، لقلة إدراكهم جودة ومضامين الإنتاجات القادمة من دور النشر المحلية، معتبراً أن دور الناشر الإماراتي يأتي هنا، في السعي للتعريف بمنتجه وأهميته والسعي إلى ترويجه وتوزيعه في كبرى الملتقيات المكتبية والمعرفية حول الإمارات، مصراً على أن العملية تحتاج لأن يكون الكتاب متاحاً، بشكل سهل وسلس، لذلك أصبح التفرد لدى دور النشر المحلية قائماً على مفردة التميز، في مجال التواصل والوصول لأكبر شريحة ممكنة، وهو أمر يعود لسبب مهم، هو أن سوق الإمارات يحمل رؤية مختلفة في بنيته العالمية والمتنوعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©