السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإسقاط السياسي حال دون تطور السخرية في السرد العربي..!

الإسقاط السياسي حال دون تطور السخرية في السرد العربي..!
29 ابريل 2016 23:15
نوف الموسى (أبوظبي) السخرية الفعلية، بمفاهيم الجمالية الأدبية تختلف تماماً عن التصورات الاعتيادية للمفهوم، بصفته تعبيراً يحمل من التصغير والإهانة، فالأخير، وحسب الروائي حمور زيادة، ساهم في منع التطور الفعلي لتقنيات السخرية في النص العربي، بينما ذهب الأديب أمير تاج السر، إلى منحى أن أدب السخرية يتولد أحياناً بين أكثر الكتاب تهجماً، معتبراً أن الروائي هو الشخص الأقدر على نسج التاريخ من المؤرخ نفسه، الذي يعتمد عادةً على المناهج الأكاديمية الصارمة، بالمقابل فإن الروائي أيضاً، يكتب وفق رؤيته الخاصة، لإيصالها للفرد العادي. هذه باختصار شديد أهم القضايا التي تطرق إليها الروائيان حمور زيادة وأمير تاج السر في ندوة «السخرية في السرد العربي.. أشكاله وآلياته»، التي عقدت، مساء أول من أمس، في مجلس الحوار في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وأدارها الكاتب محمد مستجاب الذي وسّع أسئلة الندوة إلى الأبعاد الإنسانية لشخصية الكاتب الساخر، وأثر فعل السخرية نفسه، على رؤيته للحياة. في ما يتعلق بتفاصيل الكتابة التاريخية بين المؤرخ والأديب، رأى حمور زيادة، أنها تمتد إلى استيعاب الإسقاط السياسي، كأحد أهم العناصر، فالمؤرخون كتبوا أو وثقوا للملوك والأمم، بعكس الروائي، من يستثمر خياله، لتأريخ الأفراد والأشخاص، لأنه ينطلق بحرية لا تعتمد على النقد والفضح، مضيفاً أن بند السخرية عبر التاريخ، تكشف في أشكال مقاومة السلطة من جهة، واستخدامها من قبل السلطة ضد معارضيها من جهة أخرى، لذلك، وكما أشار حمور زيادة سابقاً، فإن استخدام السخرية في السياسة، كأداة لتصغير الآخر، حال من دون تناميها عربياً، والعودة لفهمها كأداة اجتماعية، وحالة نقدية تنمو في العمل الروائي، سيساهم في إعادة دورها في المناقشة التفاعلية لواقع المجتمعات العربية. من جهته، قال أمير تاج السر: «مهما كان الواقع مزعجاً فإن الأديب يستطيع الكتابة عن تلك الأشياء»، وهنا يؤكد على فعل الكتابة بمرح، كما أسماها، على الرغم من الوضع العربي الذي تبدو فيه السخرية جزءاً من البنية التهجمية، وبالنسبة له، فإن إحساس المتعة في تنفيذ المونولوج الساخر يستدرجه لمناطق النشوء الإبداعي، بروح لافتة ومدهشة، تعتمد على تخزين المواقف أو الاسترجاع الذهني لماضي الطفولة، وتابع أمير تاج السر: «مازلت أتذكر الالتقاءات الحياتية التي استثمرتها في الكتابة الساخرة، والمرح الحقيقي هو التكوين المدهش لتلك الشخصيات الساخرة، ورسم خطوطها ومعايشتها على مدى السرد الأدبي». وفي إجابته عن الحضور الساخر في الشبكة العنكبوتية، وبالأخص المدونات الإلكترونية، ظل حمور زيادة منحازاً للحالة الكلاسيكية المتمثلة في القراءة الورقية، مفضلاً الكتاب الورقي، كأولوية في النشر، وتوثيق للحالة الأدبية، مشبهاً فعل الكتابة الإلكترونية والكتابة الورقية، كالفرق بين أن ينشر المؤلف نصه الأدبي في صحيفة، عوضاً عن الكتاب الورقي، مبيناً أن موقفه لا يعني تقليلاً من الأهمية المعرفية التي تقدمها أجهزة القراءة الإلكترونية، وقوة محتوى المدونات، ولكنه رأيه الشخصي، لذلك فهو ليس متابعاً جيداً للحراك الإلكتروني، في مجال الكتابة الأدبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©