الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

وسائل التواصل والتطبيقات الذكية تسحب البساط من الكتاب الورقي

وسائل التواصل والتطبيقات الذكية تسحب البساط من الكتاب الورقي
29 ابريل 2016 23:03
أزهار البياتي (الشارقة) كتب كثيرة وعناوين لا حصر لها متخصصة في أدب الأطفال، تصطف على رفوف دور النشر المشاركة في مهرجان الشارقة القرائي الثامن، والذي سيسدل الستار على فعالياته الشائقة اليوم، لتقدم بالأغلفة الزاهية والمحتوى الثري عوامل جذب واستقطاب للصغار والكبار، حاملة أسماء متميزة في مجال الرسم والتأليف والإنتاج الفني، متحدية بأسلوبها الكلاسيكي ثورة التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية التي أصبحت الشغل الشاغل لجيل اليوم. على الرغم من نجاح هذه التظاهرة الثقافية، والتي تعلي من شأن القراءة والمطالعة بين دفتي كتاب، وما تحصده يومياً من استقطاب جماهيري من كل الجنسيات، لكن السؤال المطروح والذي يبقى معلقاً، إلى أي مدى ستتمكن الكتب الورقية المزيّنة بالصور والرسومات في هذا المهرجان الكبير وغيره من معارض الكتاب، من مقاومة مغريات التقنيات الحديثة وفك الطوق الذي تفرضه وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المتجددة على عقول الصغار، وكيف لنا مواجهة هذه الإعصار الإلكتروني الجارف؟! وجذب الطفل والناشئ أكثر نحو عالم الكتب وتوجيهه نحو فضليات القراءة وما تحققه من ترفيه واستمتاع. تأثير وسائل التواصل وربما يرى البعض أن الأخذ بالتجارب الدولية وما حققته من إنجازات في الترويج لأدب الأطفال ونشره جديرة بالمتابعة والاختبار، على الرغم من أن كل بلد وثقافة لها خصوصيتها وظروفها التي تفردها عن الآخرين، وبلا شك فإن ما تقوم به الإمارات بكل مؤسساتها الثقافية من جهود واستثمار في هذا المجال، جعلها تتألق بمكانتها ووجهها الحضاري المضيء بين دول المنطقة وعموم الشرق الأوسط، ووفق هذا التوجه فقد اجتمع العديد من الخبراء والمثقفين على هامش مهرجان الشارقة القرائي الثامن، لتبادل الآراء وطرح وجهات النظر حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية الذكية ومدى منافستها للكتاب وقدرتها على الاستحواذ على ذهنية الأجيال الجديدة في وطننا العربي. تحد كبير يقول الدكتور محمد غياث مكتبي مدير عام «دار المكتبي للنشر»: لا شك أن التحدي الذي تفرضه وسائل التواصل الاجتماعي كبير لاسيما على فئتي الطفل والناشئ، مما يجعل دور النشر وكل المعنيين بأدب الطفل يواجهان تنافس غير عادل وتحد كبير، ويفرض عليهم دراسة خياراتهم ومراجعة استراتيجيتهم في كيفية إعادة الجيل الصاعد إلى حظيرة الأدب وشغف القراءة، عبر طرح أفكار ومواضيع تتوافق مع ذائقته وتنسجم مع اهتماماته وطموحاته كافة، مما يحتم على دور النشر من الحرص على انتقاء أفضل محتوى لمطبوعاتها، وما يرافق ذلك من اختيار أفضل المؤلفين والكتاب والرسامين، ولا ننسى هنا الدور المحوري الذي لابد من أن تقوم به كل من الأسرة والمدرسة معاً في استقطاب الطفل وحثه على ثقافة التعلق بالقراءة. كما نوه المكتبي، أن الجهود الحكومية الداعمة للحراك الثقافي وتنظيم المهرجانات والمعارض الدورية للكتاب، تساهم كثيراً في اجتذاب الأطفال واليافعين وتقربهم أكثر إلى عالم المطالعة وحب القراءة، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الدعوات تتعالى بين مختلف شرائح المجتمع منادية بالتحلي بهذه الثقافة وجعلها أسلوب حياة، من خلال مبادرات حضارية كبيرة تحرك عملية القراءة، وتدفع باتجاه تطورها وارتقائها لفضاءات شاسعة. فيما يحث الكاتب والإعلامي العراقي الدكتور طه جزاع كل المؤسسات الثقافية إلى تعزيز ثقافة المجتمع، ورفدها ببرامج سنوية تدعم دور الكتاب، بحيث يمكن أن تساعد في تحول انتباه الطفل والناشئ نحو دنيا القراءة والكتاب، وهو يؤكد هذا الطرح، قائلاً: إن ثقافة المجتمع تعتبر عاملاً مهماً في هذا المجال، وإلا كيف لنا أن نفسر أن الدول المتقدمة التي تصّدر لنا تقنية وسائل التواصل هي ذاتها التي يحرص أبناؤها على قراءة الكتب صغاراً وكباراً، وكيف تمكنوا من جعلها ثقافة عامة ترى شواهدها حاضرة بسهولة في القطارات والمطارات والمقاهي، حيث يقرأ معظم الأجانب بشغف واهتمام، مما يؤكد على أن الوعي المجتمعي والفكر المتحضر هو الذي سيضع الحد الفاصل بين قيمة الكتاب الكلاسيكي وسطحية التقنية الحديثة؟. في خدمة الكتاب زيد الحلي إعلامي متخصص وباحث في الشؤون الثقافية، يرى أن المجال التنافسي بين الكتاب والتقنيات الإلكترونية لابد من دراستها بموضوعية ووعي، مضيفاً أن تأثير التطبيقات الحديثة والتقنيات الذكية لا يمكن إغفالها، فمن المهم عدم تصوير الموضوع على أن هناك حرباً بين وسائل التواصل والتطبيقات الإلكترونية وبين الكتاب، حيث يمكننا الجمع بين الوسيلتين لجذب الأطفال والناشئة نحو القراءة، وبالتالي نكون نجحنا في تكييف وسائل التواصل والتطبيقات الإلكترونية في خدمة الكتاب. أساليب أخرى وقد واتفقت آراء جملة من رواد المهرجان، من أولياء الأمور على أنهم يجدون صعوبة في التقليل من اهتمامات أبنائهم بوسائل التواصل والتقنيات الحديثة، مؤكدين أن السلبيات المصاحبة لقراءة الكتاب المدرسي للمذاكرة وأجواء الاختبارات التقليدية، تؤثر سلباً على تقريب النشء من الكتب الأدبية، داعين المدارس إلى اتباع أساليب أخرى، تساهم في الترغيب بالكتاب وشغف المطالعة، وتكون أكثر ابتكاراً من وسائل التواصل والتقنيات الجديدة، والتي تحمل الكثير من الترفيه والمتعة على حساب المحتوى الهادف والجيد. ورش تفاعلية للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين استضاف جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، المشارك في مهرجان الشارقة القرائي الثامن، جلسات قرائية ضمن حملة «اقرأ، احلم، ابتكر»، التي تهدف إلى إبراز أهمية الثقافة القرائية بين الأطفال، وتعزيز مهارات التواصل لديهم، وتسليط الضوء على جوانب ممتعة وخلاقة، من خلال القراءة. ونظم المجلس خلال المهرجان، العديد من الورش التفاعلية والجلسات القرائية، التي جذبت الجمهور من الصغار والكبار، ومن بينها جلسة قرائية قدمها الراوي والممثل السوري منذر أبو راس، الذي قام بقراءة مجموعات قصصية متنوعة لمؤلفين إماراتيين وعرب، من الكتب الحائزة جوائز، ومنها جائزة اتصالات لكتاب الطفل. وقال الممثل والمخرج المسرحي، منذر أبو راس: «تعتبر مشاركتي في المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، تجربة غنية وناجحة وإضافة نوعية إلى مسيرتي الفنية، حيث قمت بتحويل القصص الموجودة في الكتب إلى عمل مسرحي بطريقة ممتعة ومشوقة، لجذب الأطفال إلى القراءة». كما استضاف جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، العديد من الورش المتنوعة، ومنها ورشة «هيا نرسم القصة»، وورشة للرسم الكاريكاتيري على وجوه الأطفال، كما قامت الكاتبة الإماراتية بدرية الشامسي بقراءة قصتها «الأسماك الطائرة»، فيما قرأت عليا الشامسي قصتها «علايه». كما احتضن الجناح أيضاً ورشة بعنوان «كانوا قراء». 80 متطوعاً لإرشاد الزوار يشارك أكثر من 80 متطوعاً ومتطوعة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الثامنة، ويتوزعون على جميع أجنحة ومواقع المهرجان لتقديم الدعم اللازم للزوار، وإرشادهم إلى مواقع الفعاليات، والنشاطات، والورش، والخدمات. ويعد المتطوعون من الجنود المجهولين الذين يقومون بمهام متنوعة خلال المهرجان، فهم يتركزون في أماكن مختلفة، فمنهم من يوجد في أقسام خدمة العملاء لإرشاد الزوار إلى مواقع وأركان إقامة الورش أو أماكن دور النشر أو الكتب التي تتوافق مع أعمارهم، كما أنهم يتواجدون أيضاً في الإذاعة على مدار الساعة للإعلان عن وقت الفعاليات ومكان انعقادها، بالإضافة إلى وجودهم في جميع الفعاليات الثقافية مثل المقهى الثقافي، وقاعتي الأدب والكتّاب، وكافة الأنشطة والبرامج التي يقدمها المهرجان. ويمثل المتطوعون دليل المهرجان المتنقل داخل القاعات والأجنحة والأركان المخصصة للأطفال، فجهودهم كبيرة ومميزة، وحركتهم مستمرة دائمة طوال اليوم، لضمان الاستفادة المثلى للزوار من فعاليات وبرامج المهرجان. والمتطوعون جميعهم يعتبرون وجودهم وتطوعهم بالمهرجان تجربة فريدة ومهمة في مسيرة حياتهم العملية والعلمية، لما لها من نتائج إيجابية تؤثر في نفوسهم وتحفزهم على التفاعل المباشر مع جميع الشرائح المجتمعية بالمستقبل. الشيف انتصار المطوع تقدم أشهى الأطباق رائحة طبخاتها الشهية، تسبقها إلى أي مكان تذهب إليه، وسر ذلك يكمن في تقديمها للأطباق بحب ممزوج بقدر وافر من النفس الطيب، الذي جاءت به الطاهية الكويتية انتصار المطوع لتقدمه لزوار مهرجان الشارقة القرائي، حيث حلت فيه ضيفة على ركن «طهاة العالم». وقدمت لجمهور المهرجان، طبقها المميز «أقراص الدجاج»، وحلوى «الروك رود»، وقد ساعدها في صنعه مجموعة من الأطفال الذين استمتعوا معها. كما زودتهم بمجموعة متنوعة من المعلومات المتخصصة بالسلامة العامة، وكيفية التعامل مع اللحوم والدجاج بطريقة سليمه تحفظهم من الأمراض، وكيفية التعامل مع المقادير عند إعداد الوجبات المختلفة. وقدمت المطوع: وصفات اختارتها من إصدارها الأخير «لقمة»، المتخصص بوصفات للأطفال. طموحات الصغار في عالم الأدب أكد أطفال مبدعون أن تشجيع الوالدين والتفوق الدراسي وممارسة الهوايات المحببة أسهمت بشكل كبير في إطلاق مواهبهم الإبداعية الأدبية، إضافة إلى مواهب فنية ورياضية وثقافية عدة، وبينوا أن الدعم المستمر من قبل المدرسة والمجتمع يشكل عوامل محفزة على تقديم المزيد من الإبداع لاسيما إذا تم تعريف الجمهور بها خلال المعارض والملتقيات الأدبية والفنية والثقافية المختلفة. وجاء هذا الحديث خلال ندوة بعنوان «من صفحات الكتاب»، التي أقيمت ضمن فعاليات المقهى الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل بمشاركة كل من الطفلتين الأديبتين نور محمد أرناؤوط، وإيمان عرفان، وأدار الندوة عمر زبير، حيث تحدثت كل منهما عن موهبتها في عالم الكتابة، إلى جانب المواهب الفنية الأخرى التي تتمتعان بها. وبينت الطفلة نور محمد أرناؤوط خلال حديثها عن مدى حبها للكتابة والقراءة، وعن ميولها الشعرية والقصصية، وكيف حولت هذه الهواية إلى تفوق دراسي، وأكدت أنها تتمنى أن تصبح كاتبة أو محررة صحفية، ولا تحب أن تدخل في مجال يقيد موهبتها أو يمنعها من الكتابة. وعرفت نور الحاضرين، على مجموعة مؤلفاتها، مثل مسرحية «جرحت لغيابك، ومطر على رصيف الذاكرة، ومقال مطر»، كما أنها الآن في طور إعداد نص مسرحي صامت لبرنامج قمرة من فكرتها وتأليفها بالتعاون مع جمعية مواليف. وتحدثت الطفلة إيمان عرفان عن تجربة الكتابة منذ الصغر، ودور ذويها في مساعدتها، مبينة أن التعرف إلى الثقافات الأخرى من قبل الأطفال يفتح خيالهم على عوالم أوسع، ويزيد في مداركهم نحو العطاء والإبداع، مؤكدة أنها تقرأ بشكل مستمر، كما تحدثت عن قصتها «شياطين عاجية»، والعديد من جوائز التي حازتها للقصة القصيرة، وعن رغبتها الشديدة بأن تصبح كاتبة متميزة في مواضيع الأدب الإنجليزي أو التاريخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©