السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رصد تحولات الخط الكوفي بين الكلاسيكية والمعاصرة

رصد تحولات الخط الكوفي بين الكلاسيكية والمعاصرة
26 فبراير 2014 01:14
محمد وردي (دبي)- افتتح معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي مساء أمس الأول، ندوة «حروف عربية» وثلاثة معارض حروفية تقام على هامش الندوة التي تستمر ثلاثة أيام بمقر «ندوة الثقافة والعلوم» بدبي. وقام المر مع الفنانين المشاركين، وأعضاء مجلس إدارة «ندوة الثقافة والعلوم» يتقدمهم سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وبلال البدور نائب رئيس الندوة، والأديب عبد الغفار حسين، وجمهرة كبيرة من الفنانين والمهتمين بالخط العربي، بجولة على المعارض الثلاثة، أولها كانت في المعرض الخاص بمقتنيات معالي محمد المر الشخصية، ويضم اثنتين وعشرين لوحة. توزعت ما بين الخط الكوفي الكلاسيكي والمعاصر بأشكاله وأساليبه المختلفة. وتتكون اللوحات الفنية من المأثورات في الأقوال والحِكَم والشهادتين والبسملة والحوقلة وسوى ذلك، بالإضافة إلى الآيات القرآنية الكريمة وقصائد الشعر. وثانيها، معرض خاص بأعمال فنان الخط التركي الشهير أمين بارين، الذي تخرج أعماله من تركيا إلى الإمارات للمرة الأولى. ويضم معرضه عشرين لوحة بالخط الكوفي، نصفها تدور حول «البسملة»، حيث قدمها بصور مختلفة، سواء على مستوى تشكيل الحروف والكلمات، أو على الفراغات والكتلة، ما جعلها تبدو في كل صورة متمايزة عن الأخرى بجمالياتها الهندسية والفنية التجريدية. والثالث معرض «الخط الكوفي المعاصر» الذي يشارك به كل من الفنانين، منير الشعراني، جمال بوستان، محمد رضا بلال، خالد الجلاف، محمد فراس عبو. واستمع المر من الفنانين إلى شرح موسع عن أعمالهم، حيث يشارك كل منهم بأربع لوحات متمايزة بموضوعاتها وجمالياتها بالخط الكوفي، التي شهدت تحديثاً في الخطوط والمنحنيات والامتدادات، ما أعطاها أبعاداً مختلفة، خصوصاً على مستوى الزخرفة والموزاييك الهندسي، والتشكيل التجريدي. عراقة وحداثة عقب ذلك، بدأت ندوة «حروف عربية» أعمالها تحت عنوان «الخط الكوفي عراقة وحداثة» بكلمة افتتاحية ألقاها سلطان صقر السويدي، أكد فيها أهمية فن الخط العربي، عموماً وبخاصة الكوفي. ونوه بأن الدورة الرابعة لـ «ندوة حروف عربية» هذا العام تشهد إضافة نوعية لمتذوقي فن الخط العربي، باستضافة أعمال أمين بارين، وتكريمه ممثلاً بحضور ولده توفيق بارين. وأضاف السويدي أن الدورة الحالية تتزامن مع إصدار العدد الجديد من مجلة «حروف عربية»، داعياً جميع الباحثين المتخصصين بهذا الفن النبيل للتعاون مع المجلة، التي تحرص «ندوة العلوم والثقافة» على استمرار إصدارها كهدية من دولة الإمارات إلى عشاق فن الخط العربي في الدولة وخارجها. الجلسة الأولى استهلت الجلسة الأولى التي قدمها الفنان السوداني تاج السر حسن، بمحاضرة للفنان خالد الجلاف، تحت عنوان «تاريخ الخط الكوفي وأشهر فنانيه» وقال الجلاف فيها: «إن الكتابة مرت بأطوار عدة، أهمها: الصوري، الرمزي، المقطعي، الهجائي.وعرض نماذج على الشاشة، للدلالة على أشكالها في أطوارها المختلفة. ولكنه أكد أن الخط الكوفي هو أعرق وأقدم الخطوط، وتنوعت أشكاله وأساليبه، حيث يجتمع الباحثون على أنه أصل الكتابة العربية، رغم اختلاف الروايات التاريخية حول مصادره ونشأته الأولى، فبعضها يرده إلى المسند الحميري، والبعض الآخر إلى الآرامي النبطي، وآخرون يردونه إلى الكتابة المسمارية، وغيرهم إلى الحثي الشامي». مشيراً كذلك إلى دور الهيروغليفية، حيث يعتقد أن التجار الفينيقيين أخذوا منها خمسة عشر حرفاً، وأضافوا عليها بقية أبجديتهم، فصار هناك ما يعرف بالخط الفينيقي. ويقول الجلاف إنه تم العثور على كتابة نبطية على شاهد قبر امرؤ القيس تؤرخ نسبه، ما يدعو للظن أنها أصل الكتابة الحجازية. موضحاً ما يذهب إليه بأن التجارة التي كانت قائمة بين الشام واليمن تولد عنها الخط المكي، وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم انتقل المكي إلى المدينة فصار يعرف بالمدني، ولكن اتفق فيما بعد على تسميته بالحجازي. وخط به المصحف، وجميع المراسلات الإسلامية. الجلسة الثانية تحدث في الجلسة الثانية الدكتور ارفن جميل، وقدم محاضرة بعنوان«انتعاش الخط الكوفي في عهد السلطان عبد الحميد الثاني»، وقال إن الخط الكوفي مر خلال الخلافة العثمانية بثلاث مراحل، حيث عثر على مقتنيات بالخط الكوفي في منزل السلطان محمد الفاتح. وعاد إلى الظهور في القرن التاسع عشر، حيث تم العثور على مقتنيات بالخط الكوفي في منزل السلطان عبد العزيز عام 1862 ، ظهرت فيها الأشكال الهندسية والشطرنجية، وعرفت بالخط العزيزي، رغم أن عبد العزيز لم يكن من المتخصصين بالخط الكوفي. ولكن السلطان عبد الحميد الثاني كان من المهتمين بالخط الكوفي، وحسب ظنه أن «الدوافع كانت سياسية أكثر مما هي فنية»، لذلك قرب الفنانين الموهوبين، ومن أبرزهم أحمد زهدي باشا، وعبد الحميد أفندي، ومصطفى عزت أفندي. ولا حظ إرفن أن عبد الحميد الثاني شيد مسجد الحميدية، وحرص على زخرفته بالخط الكوفي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©