الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدونات

26 فبراير 2014 01:13
التواضع… ورسالة مسؤول التواضع، كانت إجابة معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، أثناء نقاشي معه في ثاني أيام القمة الحكومية التي اختتمت في دبي مؤخراً، قبل أن أتحدث عن سؤالي له أدهشني تعامله مع جميع حضور القمة التي استمرت ثلاثة أيام، فقد شاهدته بين الحضور يتحدث ويبتسم مع الجميع، سواء كان صغيراً أو كبيراً أو إعلامياً أو مجرد مشارك، فتجده تارةً مع قادتنا الشيوخ يشرح مشاركات الجهات المختلفة، وتارةً مع كبار الشخصيات من الدول المختلفة، وتارةً مع المشاركين في هذه القمة. رأيته مشغولاً كثيراً وقد أردت أن أوجه له سؤالاً يراودني من فترةً طويلة، وللأمانة أنني معجب كثيراً بشخصيتة وروحه الجميلة، وأتيحت لي الفرصة للحديث معه، وكان سؤالي له: بوسعيد شو نصيحتك للشباب؟ وكيف الواحد يقدر يكون مثلك؟ فأجاب بدون تفكير مع ابتسامة جميلة تملأ وجهه” التواضع”، اندهشت لإجابته، وأكمل عليها “من تواضع لله رفعه”، وما التوفيق إلا من رب العالمين” ، وتحدث معي قليلاً، وتمنى لي التوفيق، وغادرني وهو مبتسماً، إجابته وشخصيته جعلاني أراجع نفسي قليلاً وأنظر لعدة أمور مختلفة وهي: - أن حكامنا ووزراءنا تجدهم بيننا، ولا يوجد أي مانع بينكم وبينهم ويتسمون برحابة الصدر، وعدم وضع حواجز بينك وبينهم، ويبادرون في تقديم المساعدة لك إذا احتجت ذلك. - التواضع سمة جميلة يفتقدها أو يزيحها البعض عند حصوله على مناصب عالية، أو تجد عنده شيئاً لا تجده عندك، والبعض منهم مغرور بدون أي سبب، والتواضع سمة رئيسية للنجاح ويجب الحفاظ عليها. وطبعاً لا أخص بوسعيد في التواضع فقط، فجميع الوزراء الموجودين في القمة كانوا بالتواضع نفسه ومن الذين شاهدتهم الوزيرة لبنى القاسمي، والوزير القطامي، والوزيرة ريم الهاشمي، وقد شهدت لهم نقاشات خارج موضوع القمة مع كافة الحضور، وهذا الشيء نُحسد عليه في الإمارات، ففعلاً من النادر أن نشاهد هذا الأمر في دول أُخرى، دول تشاهد الحرس ملتفين حول الوزير بطريق تجعلك لا تتجرأ بالحديث معه، ولكن عندنا تجدهم حواليك مستمتعين بالحديث مع الكل. ربما هذا درس لي ولمن يقرأ المقال أن التواضع أمر جميل يحب أن يُغرس عند الكل، وأنه سبب النجاح الأول والتوفيق، ربما ننظر لأنفسنا بأننا أفضل من غيرنا، وإننا لا يجب أن نحتك بمن هم أقل منا منصباً أو سناً أو مستوى تعليمياً، فهم في النهاية ينظرون لكم نظرة القدوة التي من الواجب لها أن تنصحهم، وتزرع الثقة فيهم، وأن تكون بمثابة المعلم الذي يستطيع ترسيخ معلومة لدى من يجهلها، ونرسخ فيه مبدأ التواضع، فربما أحد منهم يكون مكانك في المستقبل. في النهاية شكراً بوسعيد فقد أعطيتني درساً ربما كنت في السابق أعرفه، لكنك أعطيتني مثالاً حياً عنه، وليس بغريب على وزرائنا التواضع، لأننا ولله الحمد نملك قادة لديهم من التواضع ما يجعلك تخجل من الحديث معهم، حفظ الله الإمارات وحفظ حكامها وشعبها. مروان الرميثي مدونة «المنبر الإماراتي»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©