الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«ستارت ـ 2» خطوة صغيرة باتجاه نزع السلاح النووي

«ستارت ـ 2» خطوة صغيرة باتجاه نزع السلاح النووي
29 مارس 2010 00:10
توصلت الولايات المتحدة وروسيا الى المعاهدة الجديدة لخفض ترسانتيهما من الأسلحة النووية “ستارت ـ 2” كأول خطوة في مشوار الرئيس الاميركي باراك اوباما الطويل من اجل اخلاء العالم من الاسلحة النووية. ومع ذلك فإن المعاهدة ستترك الدولتين وبحوزتهما أكثر مما يكفي من الأسلحة النووية لضمان امكانية أن تدمر إحداهما الأخرى في حال نشوب حرب بينهما، ومن غير المرجح أن تقنع الدول ذات الطموحات النووية بإنهاء سعيها إلى امتلاك أقوى سلاح دمار شامل في العالم. وقال السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الاطلسي (الناتو) في بروكسل روبرت هانتر لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) بهذا الخصوص “ان أية دولة جادة في السعي إلى الحصول على أسلحة نووية لم تنبهر بالمعاهدة، غير أنها تساعد مع مرور الوقت على نزع الشرعية عن السلاح النووي”. وجاءت المعاهدة الجديدة للحد من الاسلحة الاستراتيجية “ستارت ـ 2” أكثر شمولا من المعاهدة الأولى “ستارت ـ 1” المبرمة عام 1991 والمنتهي سريانها في الخامس من شهر ديسمبر الماضي. وقد اتفق أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف على تفاصيلها الأخيرة عبر الهاتف يوم الجمعة الماضي ليختتما بذلك مفاوضات مكثفة بين بلديهما استمرت أكثر من عام في جنيف. وسيوقعان عليها يوم 8 أبريل القادم في براج، حيث أعلن منها أوباما العام الماضي رؤيته لعالم خال من الأسلحة النووية، على الرغم من اعترافه بأنه من غير المرجح تحقيق ذلك في حياته. وتطالب المعاهدة الجديدة الجانبين بخفض ترسانتيهما من الرؤوس النووية إلى 1550 فقط، لتنخفض بنحو ثلاثة أرباع المستوى المتفق عليه في معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الاولى. وبخفض عدد المركبات المخصصة لنشر أسلحة نووية كالغواصات والقاذفات الثقيلة. وسيأخذ ذلك الدولتين وبقدر قليل باتجاه نزع السلاح الكامل ولكن لايزال الطريق طويلاً حتى الوصول الى مستوى “الصفر”، حسب قول هانتر الذي يعمل حاليا مستشارا بارزا لمؤسسة “راند كوربوريشن” البحثية في واشنطن. ووصفت إدارة اوباما الاتفاق على المعاهدة بأنه اول نتيجة ملموسة باتجاه منهج أكثر ميلاً للمصالحة في السياسة الخارجية لإعادة تشكيل” علاقات الولايات المتحدة مع روسيا. ولكن المفاوضات أثبتت أن ذلك صعب للغاية، حيث ان معاهدة “ستارت ـ 1” انتهى العمل بها من دون التوصل إلى اتفاق، مما تسبب في توتر بين البلدين. وكانت هناك نقاط خلاف كبرى حول مشروع نظام الدرع الصاروخية الاميركية المضادة للصواريخ في أوروبا وكيفية التأكد من صحة تطبيق المعاهدة. وبينما لم يتم نشر نص المعاهدة بعد، قال البيت الأبيض إنه ليس فيها أية قيود على الدرع الصاورخية. وقد تساعد المعاهدة الولايات المتحدة في مؤتمرين مهمين قادمين بخصوص السلاح النووي، أحدهما مؤتمر قمة في واشنطن حول الحيلولة دون حدوث ارهاب نووي سيستضيفه أوباما في أبريل المقبل، والثاني اجتماع للأمم المتحدة لمراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي العالمية سيعقد في نيويورك في مايو المقبل. وقالت رئيسة “معهد دبلوماسية نزع السلاح” في لندن، الخبيرة البريطانية في شؤون نزع السلاح ريبكا جونسون “إن مؤتمرات مراجعة المعاهدة الناجحة كانت تلك التي شهدت التزامات جادة بنزع السلاح، لكن بعيدا عن المعاهدة الأميركية ـ الروسية، فالدول المسلحة نووياً ستكون بحاجة إلى اتخاذ خطوات إضافية لخفض ترساناتها” وسيطرح مؤتمر معاهدة حظر الانتشار النووي عددا من التحديات الاضافية من بينها انتشار السلاح النووي في الشرق الاوسط. وقالت جونسون انه قد يكون لمعاهدة “ستارت ـ 2” تأثير إيجابي على قمة واشنطن للأمن النووي. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن الاجتماعات المقبلة “نأتي بمصداقية أكبر وروسيا تأتي بمصداقية أكبر نظراً لأننا تفاوضنا على هذه المعاهدة”. ولكن في حين يمكن تحقيق تقدم على هاتين الجبهتين قريباً، لايزال على أوباما بذل جهود لتحقيق وعد قطعه في خطابه في براج قبل عام واحد تقريباً، وهو تصديق الولايات المتحدة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©