الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نمنا على الأرض فحققنا أول لقب آسيوي

نمنا على الأرض فحققنا أول لقب آسيوي
18 فبراير 2015 21:05
علي الزعابي (أبوظبي) من قلب الصحراء وتحت أشعة شمس حامية سطر فرسان الإمارات أروع قصص النجاح في هوكي الجليد ..رياضة وليدة حققت نجاحات كبيرة بفضل حماس وإصرار ومهارات مجموعة رائعة من شباب الوطن . جمعة الظاهري كابتن منتخب هوكي الجليد قبل أن يكون أميناً لسر اتحاد الرياضات الجليدية، فتح قلبه لـ «الاتحاد» قبل شهرين من خوض المنتخب استحقاقات بطولة آسيا في الصين «تايبيه»، وكأس العالم لهوكي الجليد في تركيا، عارضاً تاريخ تلك الرياضة منذ بدايتها في الإمارات والمراحل العصيبة التي عاشتها، وصولاً للمستوى المتميز الذي حققته الآن على المستوى الآسيوي والذي أهلها للتواجد في بطولات العالم بشكل شبه مستمر، ويطرح المشكلات التي تواجه اتحاد اللعبة وسبل النهوض بها إلى العالمية وتطورها. ويؤكد الظاهري أن المنتخب يعيش أفضل حالاته ومستوياته في ظل الاهتمام الكبير التي حظيت به على جميع الأصعدة، والإقبال الجيد الذي لاقته من قبل أبناء الإمارات، مقارنة بسنوات ما قبل تأسيسها منذ 23 عاماً، وأكد فخره الكبير لمواصلة الاهتمام بهذه الرياضة، خصوصاً الأخذ بعين الاعتبار طبيعة هذه الرياضة بالنسبة لدولة الإمارات، ووصولاً بتحقيقها لثلاثة ألقاب قارية ومثلها بالخليجية. وأشاد بإنجاز المنتخب الأول وتحقيقه ميدالية في الأولمبياد بعد حصوله على برونزية الأولمبياد الشتوي الآسيوي في كازاخستان عام 2011، وهي أحد الأمور التي غفل عنها الشارع الرياضي مع كل آسف بحكم عدم الاهتمام الكبير من وسائل الإعلام في نشر أخبار اللعبة وإنجازاتها. الانطلاقة في 92 في البداية قال جمعة الظاهري: «هوكي الجليد بدأ في الإمارات عام 92، حيث كنا مجموعة من الشباب المحب لهذه الرياضة في مدينة العين، وكنت مع معالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي رئيس اتحاد اللعبة، نمارس اللعبة في البداية مع الأجانب والمقيمين في الدولة الذين تواجدوا للعمل بوظائف مختلفة، لكن حب وممارسة هوكي الجليد جمعنا لأداء عدة مباريات أسبوعية مع فرق من دبي وأبوظبي». وتابع: «بعد فترة ليست طويلة وصل عدد اللاعبين المواطنين إلى 20 لاعباً وفكرنا في تأسيس فريق مواطن في هذه اللعبة، وبمباركة من الشيخ سعيد بن طحنون تم إشهار فريق صقور العين كأول فريق مواطن في الدولة، لنضع أول لبنة في الحلم الكبير وبالفعل خضنا بعد ذلك مبارياتنا أمام الفرق الأخرى التي يمثلها اللاعبون الأجانب في الدولة، ليبدأ بعد ذلك حلم تأسيس ما يشبه بدوري في الإمارات ولكن بإدارة اللاعبين أنفسهم، وخضنا مباريات عدة في دبي وأبوظبي، وعانينا كثيراً للتنقل بحكم صغر السن وصعوبة هذه الأمور في ذلك الوقت، ورغم المعاناة الكبيرة إلا أننا تعلقنا بهذه الرياضة بشكل كبير». المنتخب الوليد يذيب الجليد ومضي قائلا: «في عام 98 طلب الاتحاد الآسيوي لهوكي الجليد مشاركة الدولة في بطولة آسيا، بعد سماعها بتشكيل فريق إماراتي، وتم تشكيل لجنة هوكي الجليد برئاسة عبدالله السيد الهاشمي وتبعها بالطبع تشكيل منتخب، كان في الأصل صقور العين، من أجل المشاركة الأولى في البطولة القارية في هونج كونج». ويتذكر الظاهري تلك المشاركة عندما قال: وصلنا هونج كونج دون خبرة تذكر، وكنا نتنقل لمسافات طويلة حاملين على ظهورنا الزي المخصص للعب من الفندق وحتى صالة الهوكي، كما أننا كنا نخوض مباراتين في اليوم الواحد، مما أجبرنا على النوم في أرض الصالات التي نلعب فيها بانتظار المباراة الثانية لصعوبة العودة إلى الفندق، لكن كل ذلك كان دافعاً لنا لتحقيق حلم الفوز بلقب بطولة آسيا». وتابع: «بحكم المستوى الكبير الذي كنا نخوض فيه الدوري بالإمارات، كان مستوانا في البطولة الآسيوية غير عادي، ونجحنا في نهاية البطولة من حصد لقبها كأول فريق جماعي يحصد بطولة خارجية في الإمارات، رغم أن هذا المنتخب كان وليداً لحظتها وعمره لم يتجاوز بضعة أشهر، وعند عودتنا سطرت صحيفة الاتحاد «مانشيتاً» لن أنساه طوال حياتي «المنتخب الوليد يذيب الجليد». نقلة هوكي الجليد أثني جمعة الظاهري على دعم سمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان لرياضة هوكي الجليد، خصوصاً بعد تحقيقنا للإنجاز الآسيوي، فبدأ التواصل معنا وجمعنا وجلب مدربين من بيلاروسيا، كما تم إشهار جمعية هوكي الجليد بدلاً من اللجنة، وضمنا إلى نادي الوحدة، بجانب صرف الرواتب والاهتمام بهذه الرياضة بشكل كبير. ألماني يشجع الإمارات قال الظاهري: «عند تأهلنا لبطولة كأس العالم للمره الأولى بعام 2010 في لوكسمبورج، شارك المنتخب الإماراتي في هذه البطولة كأول فريق عربي وخليجي في بطولة كأس العالم في الفئة الثالثة، وأثناء خوضنا لهذه البطولة لاحظنا تواجد مشجع أجنبي يحمل علم الإمارات في كل مبارياتنا ويشجعنا، واتضح بعد ذلك أنه ألماني قطع أكثر من 1000 كيلومتر لرؤيتنا فور سماعه أن منتخبا عربيا تمكن من الوصول إلى كأس العالم»، موضحاً استغرابه لتطور هذه الرياضة في بلد غريب عن هذه الرياضة وذي طبيعة صحراوية، بعكس المنتخبات الأوروبية الأخرى والتي تعتبر هذه الرياضة لديها من الرياضات الشعبية. الاحتراف مرفوض أكد جمعة الظاهري أن أحد الأندية الألمانية عرض عليه الاحتراف الخارجي بعد المشاركة في بطولة العالم 2010 وقال: «تلقيت عرضا من أحد الأندية الألمانية لخوض تجربة احترافية، ولكنني رفضت هذا العرض للحفاظ على وظيفتي في الإمارات، إضافة إلى أنني أهوى اللعبة ولم أفكر في احترافها لنفس الأسباب، وكنت خضت تجربة احترافية في دوري هوكي الجليد في الكويت مع نادي الكويت الكويتي العام 2009، وتوجت مع الفريق بلقب الدوري حينها، ولكن الوضع مختلف تماماً في الكويت بحكم قرب المسافة للتنقل بين الدولتين». التكلفة الباهظة أبوظبي (الاتحاد) قال جمعة الظاهري أن اتحاد اللعبة يتكبد تكاليف مادية كبيرة من تأجير صالات التزلج، حيث تبلغ تكلفة استئجار صالة التزلج 2 مليون درهم سنوياً، إضافة إلى الاستهلاك الكبير للكهرباء، والتي قد تصل قيمتها شهرياً إلى 60 ألف درهم، وهو ما يحد من انتشار اللعبة .. وفي حال تجاوزنا تلك المشكلات من الوارد أن يصبح لدينا منتخب أقوى مع زيادة ممارسيها. فترة ذهبية أبوظبي (الاتحاد) قال جمعة الظاهري أن فترة منتصف العقد الأول من القرن الحالي تعتبر الفترة الذهبية لهوكي الجليد بعد الاهتمام الكبير الذي أولاه سمو الشيخ فلاح بن زايد بنا كمجموعة نمثل المنتخب الإماراتي، وبعد عودتنا بكأس آسيا 2009، تم إشهار اتحاد الرياضات الجليدية والتقى بنا الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد مثمناً الإنجاز الكبير الذي تحقق في هذه الرياضة، وكان ذلك بالطبع نقلة جديدة وكبيرة. ترويسة 10 على الرغم من الصعوبات التي تواجه هوكي الجليد إلا أن الاتحاد نجح في تشكيل العديد من الفرق والفئات التي تبدأ من عمر 7 إلى 9 سنوات، وتحت 12 سنة، وتحت 15 سنة، وتحت 20 سنة، والفريق الأول. حلم الصالة ممكن أكد الظاهري أن اتحاد الهوكي طلب من مجلس أبوظبي الرياضي إنشاء صالة تزلج خاصة بنا، ووضع التصور المناسب للحد من هذه التكاليف الكبيرة وتخصيصها لخدمة تنشئة الصغار والأطفال الذين يرغبون في تعلم اللعبة، ففي حالة امتلاكنا لمقرنا الخاص فإن التطور في هذه الرياضة سيؤتي ثماره بشكل سريع، خصوصاً أن المجتمع الإماراتي بات متقبلاً لها رغم صعوبة ذلك في البداية، كونها لعبة غريبة». وأضاف : «ما أحلم به دعم اللعبة بشكل مستمر لكسر حاجز الخوف لدى البعض بسبب ارتفاع التكلفة، ففي هذه الحالة ستكون لدينا فرصة كبيرة لتأسيس منتخبات قوية، ويكون لنا الباع الأكبر في اللعبة ومن الممكن أن نصل إلى المنافسة عالمياً وهو ما يمثل أحد وسائل الدعاية لبلدنا، ورغم صعوبة الأمر الخاص بالصالة لكني كممارس للعبة قبل أن أكون مسؤولاً في اتحادها لن أهدأ حتى أحقق الحلم، لأني على يقين من أن ذلك سيمثل نقلة نوعية للعبة، التي أقتنع من داخلي بأهميتها مثلها مثل كل الرياضات. من 50 إلى 400 لاعب أبوظبي (الاتحاد) اكد جمعة الظاهري كابتن منتخبنا لهوكي الجليد ان عدد اللاعبين الممارسين هذه الرياضة من المواطنين في الدولة قبل 10 سنوات كان مابين 50 إلى 70 لاعباً فقط، وفي يومنا وصل عددهم إلى أكثر من 400 لاعب من الصغار والكبار. وتابع: الإقبال على تعلم اللعبة وممارستها في زيادة، إلا أننا نفتقد إلى الإمكانيات والدعم الكبير بحكم التكاليف الباهظة لتجهيز اللاعبين في هذه الرياضة، خصوصاً على مستوى الزي المخصص لها، حيث تبلغ تكلفة الزي للاعب الفريق الأول قرابة الـ8000 درهم، فيما تبلغ تكلفة زي الأطفال 3000 درهم، وهو مبلغ كبير إذا ما قارنت عدد اللاعبين بجانب الإقبال المتزايد على هذه اللعبة، والميزانية المخصصة لدعم منتخب الهوكي الأول بجانب مراكز التدريب واستئجار الصالة وغيرها من الأمور الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©