بدأت شركة “ستراتا للتصنيع” المتخصصة في صناعة مكونات الطائرات، إجراء الدراسات اللازمة للانتقال إلى مرحلة التصميم والهندسة والتطوير بحلول عام 2015، بالتزامن مع بدء إنتاجها لكامل مكونات ذيل لطائرة ATR الإيطالية، وتحول الشركة للمنتج الحصري لبعض أجزاء الأجنحة في طائرات بوينج وايرباص، بحسب بدر العلماء الرئيس التنفيذي للشركة.
وقال العلماء في تصريح للصحفيين أمس: “بدأنا العام الحالي، إجراء الدراسات اللازمة للانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة التصميم والهندسة والتطوير”، وكشف النقاب عن أن الشركة المتعاقدة حتى الآن مع ثلاث شركات عالمية لإنتاج أجزاء من الأجنحة أو الذيل، تجري مباحثات مع شركات عالمية أخرى بهدف التوسع في إنتاجها.
وقال “لدينا عقودا مع شركات “بوينج” و”ايرباص” و”اي تي ار”، وأجرينا في “آيدكس” محادثات مع شركة امبرير البرازيلية التي تصنع طائرات بسعة 150 راكباً، بهدف التوصل إلى عقود جديدة للإنتاج، وتصنيع أجزاء من طائراتها في مصانع الشركة بالعين، كما لدينا محادثات مع شركات أخرى”.
وأوضح أن العلاقة مع بوينج وايرباص مهمة جدا لأنها تمثل قاعدة ضرورية للحصول على ثقة الشركات الأخرى المصنعة للطائرات في العالم، لافتاً إلى أن شركة ستراتا سوف تسلم خلال العام الحالي 300 شحنة جديدة من مكونات الطائرات للناقلات العالمية المتعاقدة معها، في الوقت الذي ترفع فيه خطوط إنتاج مصنعها بالعين من 5 حالياً إلى 9 بنهاية 2013.
وقال العلماء: في 2015 يجب أن تبلغ نسبة التوطين 50% لذا فإنه من الضروري توفير العدد اللازم من المواطنين المؤهلين الذين يمكن أن يعملوا في هذا المجال الذي يحتاج إلى موظفين مؤهلين، وأضاف: نحتاج إلى نحو 100 مواطن خلال العامين المقبلين في مجالات الإنتاج والإدارة الخاصة بشركة ستراتا، واليوم لدينا عقود بقطع الطائرات التي أصبحت تنتقل صناعتها من أميركيا إلى دولة الإمارات، ويجب أن نكون جاهزين في 2015 عندما نصبح الجهة الوحيدة التي تنتج أجزاء معينة من الطائرات المتعاقدين معها، والمرحلة الثانية بدأت دراسات الجدوى لها حاليا، وهي تشمل التصميم والهندسة والتطوير، وهي مرحلة متطورة أكثر وتحتاج إلى الكثير من الكوادر التي تملك الخبرة.
وأضاف، لابد من تطوير برامج للتأهيل والتدريب والتعليم تمكننا من الحصول على ثقة الشركات العالمية والحصول على عقود طويلة الأجل لجزء معين من الطائرة، نحن الآن نعمل على انتاج الذيل كامل لشركة الطائرات الإيطالية، الذي سنبدأ بإنتاجه في 2015، مؤكداً أن وجود المواطنين وتأهيلهم يعتبر مسألة مهمة لاستمرار ستراتا ونجاحها.
وقال العلماء لـ “الاتحاد”، إن الشركة المتخصصة بتصنيع أجزاء وهياكل الطائرات والمملوكة بالكامل لشركة المبادلة للتنمية، قامت منذ بدء عملياتها عام 2010 حتى الآن بتسليم أكثر من 300 شحنة لشركات تصنيع الطائرات التجارية العالمية، وتحتوي كل شحنة على ما بين قطعة “مثل العمود الأفقي لطائرة ATR، إلى 17 قطعة “مثل رفارف الأجنحة لطائرة A330.
وقامت الشركة مؤخراً بتسليم أول شحنة من جنيحات الطائرات المخصصة لطائرات إيرباص “A 330” في مدينة بريمن الألمانية، التي سيتم تركيبها على طائرات جديدة تتسلمها “الاتحاد للطيران” في مايو المقبل.
وأوضح، أن هذه الشحنة من الجنيحات المجمعة هي ثاني المنتجات التي توفرها شركة “ستراتا” لـ “ايرباص” بطريقة مباشرة، حيث إن “ستراتا” كانت تورد الألواح من الجنيحات المكونة من المواد المركبة من ألياف الكربون منذ عام 2011 بشكل حصري، ثم افتتحت خط الإنتاج لتجميع هذه الألواح في النصف الثاني العام الماضي.
وقال العلماء، إن “ستـراتا” تتوقع نمواً كبيــراً في خــطــــوط الإنتاج التابعة لها، وإضافة خــطوط إنتاج جــديدة العـــام الحالي، وأن الشركة تمتلك خمسة خطوط إنتاج حتى نهاية عام 2012، وأنها ستضيف أربعة خطوط جديدة عام 2013، وإن خطوط الإنتاج والمنتجات التابعة لها تؤكد أن “ستراتا” رفعت كفاءتها وطورت قدراتها لكي تصبح مورداً رئيسياً لهياكل الطائرات المصنعة من المواد المركبة.
وبين العلماء أن القيمة الإجمالية لاستثمارات “ستراتا” بلغت نحو 900 مليون درهم، فيما بلغت القيمة الإجمالية لعقود الشركة حوالي سبعة مليارات درهم.
وأشار إلى أن الشركة تتوقع مضاعفة إيراداتها خلال العام الحالي لتتجاوز 200 مليون درهم، وهو ضعف ما تحقق العام الماضي، وقال إن الشركة تهدف إلى زيادة إيراداتها لتصل إلى 3,67 مليار درهم (مليار دولار) سنوياً بحلول 2020، ومن أجل ذلك، تواصل الخوض في محادثات بناءة مع كبريات شركات تصنيع الطائرات التجارية في العالم، للوصول إلى اتفاقيات شراكة في التصنيع.
وأكد العلماء أن شركة “ستراتا” التي تتخذ من مدينة العين مقراً لها، تطمح في أن تكون من الموردين الرئيسيين والشــركاء الرواد في مجال تصنيع قطع وأجزاء الطائرات التجارية في العالم بما يضمن تعزيز مكانة أبوظبي ومدينة العين بالأخص مركزاً عالمياً لصــناعة الطيران في العالم ودعم رؤية أبوظبي الاســـتراتيجية 2030 لتنمية اقتصاد مستدام.
إلى ذلك، قال جيمس هوجن، رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران: “نشهد اليوم مناسبة مهمة للغاية، ونحن سعداء أن نرى أجزاء رئيسية مصنعة في دولة الإمارات تركب على طائراتنا”، موضحاً أن دولة الإمارات، خاصة أبوظبي، تتمتع بمكانة متنامية كمركز عالمي رائد لخدمات صناعة وصيانة الطائرات، ونتطلع بصفتنا الناقل الوطني لدولة الإمارات للعمل خلال السنوات القادمة على الترويج للإنجازات الهندسية والتقنية الإماراتية من خلال شبكة وجهاتنا التي تشهد اتساعاً مستمراً”.
وبدأت “ستراتا” في عام 2010، وبعد أشهر قليلة من اكتمال منشآتها، بتزويد “إيرباص” بأجزاء ثانوية من هياكل الأجنحة شملت الأسطح الخارجية لرفارف الأجنحة وأسطح جنيحات الطائرات.
ومنذ ذلك الحين، عملت الشركة على تطوير إمكاناتها وقدراتها بما يضمن تصنيع أجزاء وقطـع طائرات متــطورة وأكثر تعقيداً لشركائها.
ومع تسليم هذه الشحنة، باتت “ستراتا” مزوداً أساسياً لمجموعة الجنيحات المجمعة لطائرات إيرباص من طراز “A 330”، كما سلمت الشركة الشهر الماضي جنيحات عمودية لشركة الطيران الإيطالية “ألينيا آيرماكي”، الأمر الذي يسهم في دعم جهود الشركة الهادفة لتصميم وتصنيع هياكل الأجنحة والذيل في المستقبل.
من جانبه، قال فولكر ثَمْ، رئيس مصنع إيرباص في بريمن “تعد صناعة الطيران قطاعاً عالمياً بامتياز، ويعكس تطوره في أي بلد، التقدم الكبير الذي تم إحرازه في مجال التنمية، ومن أجل إنتاج وتطوير الطائرات الرائدة في العالم، نتطلع إلى التعامل مع شركاء يمتلكون الخبرة والإمكانات مثل شركة “ستراتا” التي يمكنها تقديم منتجات ذات مستوى عالمي”.
وأضاف: نتوقع أن تكون أجزاء الطائرات المصنعة في دولة الإمارات جزءاً من طائرات إيرباص بشكل دائم.
«مبادلة»: 250 مليون درهم لتدريب 260 مواطناً
قالت أمل الجابري مسؤولة قسم التدريب والتعليم في قطاع صناعة الطيران في “مبادلة”: لدينا دعم حكومي بقيمة 250 مليون درهم تقدمه الحكومة على مدى 5 سنوات ما يوفر الإمكانات اللازمة لتدريب 260 مواطناً منهم 60 مهندساً وإدارياً في الشركة فيما سيعمل الباقون في أقسام الإنتاج.
عدد اليوم
