الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صحيفة يونانية: الإمارات تتمتع باقتصاد قوي

صحيفة يونانية: الإمارات تتمتع باقتصاد قوي
9 يناير 2010 23:25
أكدت صحيفة “الفثروتيبيا” الواسعة الانتشار في اليونان أن دولة الإمارات تجاوزت الأزمة المالية العالمية بنجاح، وذلك بفضل قيادتها الحكيمة وقوة اقتصادها الزاخر بالفرص والمبني على أسس راسخة تقاوم الهزات التي تتعرض لها الأسواق العالمية. وأكد الصحافي اليوناني نيكولاس زيرغانيس الذي زار الدولة بدعوة من المجلس الوطني للإعلام في نطاق الاحتفالات باليوم الوطني الثامن والثلاثين أن دولة الإمارات تقدم للعالم تجربة حضارية غير مسبوقة على كافة المستويات. ويصف الكاتب في صحيفة “الفثروتيبيا” زيارته إلى دبي بأنها مفاجأة، حيث شاهد بنفسه الحياة المزدهرة تدب في أرجاء الإمارة الرائعة دون أن يلحظ أية آثار سلبية للأزمة المالية والاقتصادية، مشيراً في مقاله الذي نشر علي ثلاث حلقات ان دبي تجاوزت الازمة. ويقول الكاتب اليوناني “حينما توجهت مع 78 صحافياً من 44 دولة لمقابلة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي فجأة برزت أمامنا من بين الصحراء مانهاتن العربية وفي الأفق البعيد بدأت تظهر ناطحات السحاب من بينها أعلى مبنى قيد الإنشاء في العالم و إلى اليسار كان فندق برج العرب بنجومه السبع والى اليمين إلى جانب المترو الحديث بجماليته الاستثنائية كانت توجد سلسلة من الورشات لا نهاية لها وأغلبها على وشك الانتهاء”. أما العمال الأجانب من الهند وبنغلاديش والباكستان بالخوذ الواقية وملابس العمل المتشابهة فكانوا يعملون كالنمل بين أحضان ضجيج خارق ينطلق من خلاطات الخرسانة والمكابس والقواطع الكهربائية والأصوات المحذرة من الرافعات العملاقة. ويقول الكاتب “وصلنا إلى القصر في زعبيل وكانت الحدائق الخضراء والأزهار منتشرة في كل مكان”، إن الإنجاز الذي حققته الإمارات بتحويل الصحراء إلى موقع أخضر كان أمراً مدهشاً بالنسبة لي وربما أكثر أهمية من المباني بهندستها المعمارية الفائقة والتي تبرز بمعدلات متسارعة لتغير من جمالية المكان بصورة جذرية بمرور الأشهر. ويتابع الكاتب دخل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم علينا وعلى وجهه ترتسم ابتسامة عريضة وصافحنا واحداً بعد الآخر وبلغة إنجليزية ممتازة كان يمزح معنا باستمرار.. وقبل أن ننتقل إلى طاولة الطعام تحدث لنا عن الأزمة وقال: “تتحدث الصحافة الأجنبية عن الأزمة وكيف أن الأجانب يهجرون البلد وكيف أنه توجد مشاكل وأقول لكم بأنه في هذا العام وهو عام الأزمة العالمية وصل إلى دبي 44 مليون سائح. نعم بالطبع توجد أزمة ولكني شخصيا أسميها تحديا وعندما تأتي هذه الأزمة فإن البعض يخطفونها والبعض الآخر يتجاهلونها والبعض يسقطون والبعض الآخر يصعدون.. وبالنسبة لنا فإن هذه الحالة سوف لا تعيقنا عن الانطلاق إلى الأمام.. نحن أقوياء وسنصبح أكثر قوة.. إنه تحد تبرز الفرص من بين طياته والآن هو وقت الشراء والاستثمار”. طاقة لا تنضب يقول كاتب المقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة بلد يتمتع بمصادر طاقة لا تنضب وبديناميكية حقيقة واقتصاد نام وليست سوقاً عقارية بحتة، كما يتخيل الكثيرون في الغرب. ويقول “إن الإمارات التي تحتفل هذه الأيام بذكراها الـ38 قد نشأت بعد الاتحاد الطوعي وروح التضامن التي عبر عنها الشيوخ القادة ومن خلال بصيرة القائد الراحل الشيخ زايد وهذا التضامن تم التعبير عنه من قبل البنك المركزي في الدولة عندما اشترى سندات حكومية عائدة لدبي بقيمة عشرة مليارات دولار قبل بضعة أشهر. “مصدر” بيئية نموذجية وفي مقال موسع نشرته صحيفة “الفثروتيبيا” حول مدينة مصدر قالت “إنها مدينة نابعة من المستقبل مدينة بيئية نموذجية تنتج الطاقة المطلوبة من خلال مصادر الطاقة المتجددة فقط، مدينة خالية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومن أي فضلات. يتم بناؤها في الصحراء في أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، هناك حيث النبض العالمي للتنمية الخضراء. ورغم أن إمارة أبوظبي معروفة بكونها مركزاً لتصدير النفط إلا أنها في ذات الوقت في طليعة البحث والابتكار من أجل التنمية المستدامة ويستثمر عشرات مليارات اليورو لخدمة رؤية لم تتجرأ أي دولة أخرى على تنفيذها بهذه الشمولية وفي مكان كان قبل أربعين عاما يعج بالرمال وهو اليوم قلب الحداثة. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تسعى دولة تعتبر في المرتبة الرابعة عالمياً في تصدير النفط إلى التوجه بقوة نحو الطاقة الخضراء؟ د. سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة طاقة المستقبل في أبوظبي مصدر، وهو مهندس كيماوي من جامعة ساوثرن في كاليفورنيا وحاصل على درجة دكتوراه في الاستثمارات من جامعة كوفندري هو الشخص الذي يدير وينسق هذا المشروع العملاق (مبادرة مصدر). ونقلت عن الجابر قوله بهذا الصدد “رغم امتلاكنا لاحتياطات نفطية كبيرة إلا أن الفترة هذه ستنتهي يوما ما وسيزداد الثقل النوعي لمصادر الطاقة المتجددة وبالطبع فإن هذا التطور لا نعتبره تهديدا ولكن فرصة لأجل خلق مجالات جديدة في اقتصادنا وأن نغير من نمط التنمية الذي يعتمد على قطاع النفط بدرجة 67%. نريد تكوين اقتصاد المعرفة والتقنية والتنمية الصديقة للبيئة والتنمية المستدامة وبهذه الطريقة ستكون أبوظبي اللاعب الكبير في مجال الطاقة الواسع وستتحول من مستورد للمعرفة والتقنية إلى مصدر لها. المدينة الأولى في العالم ويقول سلطان أحمد الجابر “نحن نبني مدينة مصدر وهي المدينة الأولى في العالم التي ستكون خالية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وستستقر 1500 شركة في هذه المدينة تختص بالبحوث وأشكال الطاقة المتجددة وسنصمم ما يشابه سيليكون والي في كاليفورنيا التي حققت ثورة في الحاسوب أو ما حصل في سنغافورة في مجال التكنولوجيا الحيوية. وستضم مدينة مصدر جامعة تحمل نفس الاسم وتختص بالطاقة الخضراء والتنمية، أما معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا فإنه يتعاون بشكل وثيق مع “ام اي تي” وسيعتبر خلية البحوث والمعرفة والابتكار. وفي ذات الوقت فإننا نستثمر في شركات في الخارج تعتبر في طليعة التقنية الخضراء وعلى سبيل المثال نستثمر في شركة لإنتاج الكهروضوئيات في تورينغن في ألمانيا وفي ثلاث حدائق لإنتاج الكهرباء في إسبانيا وفي حديثة رياح كبيرة في بريطانيا ولنا حصة الأسد في أسهم شركة فنلندية في صناعة مولدات الرياح وسنقوم قريبا بالإنتاج المعملي للأنظمة الكهروضوئية في بلدنا. وأكد الجابر أن هذه الاستراتيجية ليست رؤيا فقط ولكن يمكن بل من الضروري أن تتزاوج مجالات مع مجالات العمل وأن تتحول إلى مشروع مربح لعصر جديد. واستطرد يقول “نحن رجال أعمال ونعرف كيف يمكن تشخيص الفرص ونلم بالطريقة التي توفر ربحا مثل أي مبادرة استثمارية. وقالت الصحيفة اليونانية إن جامعة مصدر تسير على غرار “ام اي تي” الأميركية ومن خلال التعاون معها تحاول أن تجذب إلى أبوظبي طليعة البحوث الخاصة بمصادر الطاقة المتجددة. والحكومة تدعم هذه المحاولة وتمول الطلاب المشاركين، في السنة الأولى تم تقديم 1200 طلب لـ92 مقعدا. في خدمة مدينة مصدر توجد شبكة قطارات ستربطها مع العاصمة والمطار الدولي وسيمنع استخدام السيارات التقليدية في المدينة وسيسمح لسيارات الأجرة الكهربائية بدون سائق والتي ستقوم بنقل الساكنين والزوار بصورة أوتوماتيكية إلى وجهتهم من خلال رسالة قصيرة بالموبايل. سيتم تدوير القمامة وتنظيف عضوي حديث للفضلات السائلة، وتوجد طاقة شمسية كافية وستصمم المباني بحيث يكون استهلاك المياه والطاقة إلى أقل من 90% مقارنة بالحالات الاعتيادية وستساهم في ذلك الثورة الصامتة في مجال المعدات التقنية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©