السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«جوجل» والصين.. مواجهة بين الافتراضي والواقعي

«جوجل» والصين.. مواجهة بين الافتراضي والواقعي
28 مارس 2010 23:07
لقد انتهت الحرب الباردة لكن البعض يرون أن قرار “جوجل”، عملاق الانترنت، في تحدي الصين يسجل حقبة جديدة حيث تقوم شركة ناشطة في العالم الافتراضي بتحدي دولة. ويقول فرانسيس بيزاني الصحفي الفرنسي الذي يعمل في كاليفورنيا ويتابع تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مدونة “ترانسنتس” إني “أشعر بأن إغلاق واجهة (جوجل) الصينية (جوجل.سي.ان) تؤكد رغبة (جوجل) في اللعب في ملعب الكبار”. ويضيف أن “جسامة الأمر تتأتى من واقع أن شركة خاصة من العالم الافتراضي تتحدى علانية ومن خلال الأفعال واحدة من أقوى حكومات العالم الواقعي”. فبعد ثلاثين عاماً من الإصلاحات الاقتصادية، استعادت الصين مكانة متقدمة في المجتمع الدولي بعد ان كان يطلق عليها لقب “رجل آسيا المريض”. ولكن الدول الغربية العظمى التي أدانت قمع حركة “تيانانمين” الديمقراطية، ليست بعد قادرة على التعامل مع هذا النموذج الاقتصادي الفريد، حيث يتعايش اقتصاد السوق والتكنولوجيا الحديثة مع نظريات ماركس وماو وكونفوشيوس. ولم يكن لدى أي من هذه الدول، حتى الآن، الجرأة على تحدي الصين. وها هي مجموعة “جوجل” المتعددة الجنسية تفعل ذلك. وأعلنت “جوجل” الاثنين الماضي أنها ستنهي عملية الرقابة الذاتية التي كانت تمارسها على واجهتها باللغة الصينية وستحول المتصفحين إلى صفحة هونج كونج بعد أن كانت قد أعلنت في يناير أنها تتعرض لهجمات معلوماتية بهدف كشف رموزها السرية والاستحواذ على البريد الإلكتروني لناشطين صينيين في مجال حقوق الإنسان. ويمكن للصين أن تفرض وجهة نظرها كما حصل في قمة كوبنهاجن للتغير المناخي, لكن هذا يجعلها تبدو متعالية. في هذا السياق، يتخذ قرار “جوجل” بعداً فريداً، في حين تزداد حدة التوتر التجاري بين الغرب الذي يعاني من أزمة والصين التي تواصل تحقيق معدلات نمو مرتفعة. ويقول اندرو سمال الخبير في الشؤون الصينية في مركز أبحاث “جرمان مارشال فاند” الأميركي إن “جوجل تشبه فأر التجارب”. ويضيف أن “الحكومات الغربية لم تتخذ بعد موقفاً صارماً (إزاء الصين) ولكن هذا هو الاتجاه الذي ستسلكه السياسات الأميركية والأوروبية اذا لم تعمل الصين على تخفيف التوترات التي شهدتها الأشهر الماضية”. وازداد التوتر فيما يتعلق بسعر صرف اليوان والصادرات او الملكية الفكرية بين الدول الغربية التي عانت الأمرين من الأزمة الاقتصادية والصين التي نجحت في العام 2009 في عز الأزمة العالمية في تحقيق معدل نمو قريب من 9%. ويقول بيزاني “لدي حقا انطباع بأن جوجل تسعى الى تزعم حركة معارضة لبعض الممارسات التجارية والمالية والسياسية التي تنتهجها الحكومة الصينية (او تقوم بتوجيهها)”. ولكن تعاظم قوة “جوجل” يشكل مدعاة للقلق في الوقت نفسه، فالبعض في الغرب يصفها بأنها تلعب دور “الأخ الأكبر” التجاري ويبدون سروراً لفشلها في الصين. ويقول المحلل الأميركي لوسائل الإعلام ومؤلف عدة كتب عن الصين فيليب جي. كاننغهام على مدونته “من المهم ان تكون هناك سوق قوية واحدة على الأقل في نظام المعلومات العالمي خالية من منتجات جوجل. كما هو مهم بالنسبة للزراعة العالمية أن تكون هناك مناطق لا تزرع بالمنتجات المعدلة وراثياً”. ويضيف “كما تسللت المنتجات المعدلة وراثياً الى كافة حلقات السلسلة الغذائية في الولايات المتحدة، تغلغلت “جوجل” في سلسلة المعلومات العامة والخاصة، بطريقة تتحدى القواعد التقليدية للحشمة وقد أصبح من الصعب للغاية التخلص منها”.
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©