الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الغرير يؤكد على الصلاحيات وقرقاش يرى القنوات التقليدية غير كافية

الغرير يؤكد على الصلاحيات وقرقاش يرى القنوات التقليدية غير كافية
17 ابريل 2008 01:50
أثارت مداخلات جلسة تجربة المشاركة السياسية نقاشا واسعا حيال تعميم مشاركة المواطنين في الحياة السياسية ودور المجلس الوطني الاتحادي الذي يســعى إلى تعزيز صلاحياته حسـبما أكد رئيسه سعادة عبد العزيز الغرير حين قال إن ''مايهم في المرحلة الحالية هو تعزيز الصلاحيات''· وأفاد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في جلسة ''تجربة المشاركة السياسية'' في ملتقى الهوية الوطنية أن ''المشاركة واجبة الحدوث لأن القنوات التقليدية غير كافية''· واعتبر أن المشاركة المحلية ،كون الإمارات دولة اتحادية، تعد من أهم الجوانب التي يمكن أن ترفد المجلس الوطني عبر تجربة تطوير محلية من خلال مجالس بلدية منتخبة تعنى بالشؤون اليومية للأفراد· وأكد قرقاش ردا على مداخلة أحمد الخزيمي حول قضية العمل المحلي والاتحادي وصلاحيات المجلس الاختصاصات الرقابية والتشريعية أن ''المجالس البلدية يجب أن تعي أن دورها يتعلق بالشأن الحياتي اليومي للسكان''· وفي الوقت الذي أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أن ''انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي جرت في العام ،2006 خطوة أولى على طريق التدريج في المشارك السياسية''· تساءل رشيد عبد الله عن ''دور المستوى الثقافي المحلي في تأهيل المجتمع للمشاركة السياسية''· وأكد قرقاش أن الانتخابات أحدثت تغيرا في ثلاثة أرباع أعضاء المجلس، معتبرا نجاحها تدعيما لخطوة لاحقة بهذا الشأن· وأشار الى وجود مفاهيم يجب عدم الخروج عنها، فالمشاركة ليست مجرد انتخابات بل هي بنية سياسية كاملة للمشاركة والحرية وتمكين المرأة· وأكد أنه من المهم مستقبلاً أن تحقق دولة الإمارات اتساعاً في المشاركة، وأن تمنح للمجلس مزيدا من الشرعية، فالمجلس هو المؤسسة الرئيسية المؤهلة لتولي هذا الدور· وقال إننا نعمل بالتدرج فكل خطوة تدعم اخرى لاحقة، ونريد أن نصل الى مجلس وطني متمكن في المشاركة السياسية، ولكن الموضوع غير محسوم، ويحتاج إلى اتفاق القيادة والمجتمع بهذا الخصوص· وفيما اعتبر الحضور''الحكومة متقدمة في استراتيجيتها على المجلس الوطني''، أكد الغرير أن للمجلس وجهة نظر في بعض مواد الدستور، لكنه أكد أن أي تعديل على الدستور هو من اختصاص المجلس الأعلى· وردا على مداخلات الحضور حيال المشاركة السياسية، قال الوزير قرقاش إن ''الإمارات قد تكون تأخرت في تطوير المشاركة السياسية، غير أنه أكد ''لكل تجربة مفهوم ومقياس يجب عدم الحياد عنه''· فيما قال الغرير توجد مشاركة سياسية بانتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني الذي يعبر عن تلك المشاركة بطرق مختلفة· وقالت عايدة الأزدي من مركز الإمارات للدراسات الاستراتجية إن الحديث عن الإصلاح السياسي والاجتماعي في المجتمعات الخليجية لم يعد حديثاً نظرياً وإنما بات حقيقة واقعة، وهدف هذا الإصلاح يتلخص في ''المشاركة السياسية'' الحقيقية للمواطنين كافة دون تمييز· ورأت أن جوهر الإصلاح المنشود هو مشاركة المواطن الحقيقية في عملية صنع السياسة العامة''· فالمشاركة السياسية مطلب واقعي من منطلق المصلحة الوطنية لدولنا ومجتمعاتنا· وأكدت أن الإصلاح السياسي مفهوم واسع يشمل بين دفتيه الكثير من المفاهيم أهمها: المشاركة الشعبية، وإشاعة ثقافة الديمقراطية، وحرية التعبير، وتمكين المواطنين، ودفع مسيرة التنمية الشاملة بأوجهها المتنوعة· وطرح بدر النجار، أحد الحضور، قضية تعميم تجربة المشاركة السياسية وتقييمها ومخرجات نتائجها· وأكد قرقاش حدوث التقييم وتم رفع تقرير الى مجلس الوزراء بهذا الشأن، مشيرا إلى أن هذه التجربة جزء من برنامج البلاد السياسي· وأكد أنه لا نستطيع تقييم أداء اعضاء المجلس فهناك تفاوت في مستوى الاداء الامر الذي اتفق معه الغرير واكد أن التقييم يكون للاداء العام· وأكد الغرير أن المجلس الوطني معبر عن جميع ابناء الوطن بوصفة السلطة التي تنوب عنهم، ويعمل على ترجمة الاهداف للهوية الوطنية الى آليات عمل من خلال تركيزه على القضايا المعززة للهوية الوطنية· وقال الغرير إن من أهم معايير الحفاظ على الهوية الوطنية عدم اصطدام الحاضر وجديده مع قيم الهوية والانفتاح والاعتدال في التوجهات العامة بعيدا عن النزاعات القبلية وكذلك إيجاد تنمية حقيقية· وأكد أن قناعة المواطن بالمساواة والعدل تعزز الانتماء، كذلك الاستقرار الاقتصادي الذي يجعل المواطن يتمسك بوطنه، وهذا الاستقرار يدفع المواطن للاعتزاز بالوطن· وطرح أحد الحضور سؤالا بالإنجليزية حول عدم إشراك المقيمين في الإمارات الذين ولدوا وعاشوا طوال حياتهم في العملية السياسية، ورد قرقاش إن الذين جاؤوا إلى الإمارات للعمل والاقامة هم في الأساس عمالة مؤقتة وليست مهاجرة· وختمت عايدة الأزدي الجلسة مؤكدة أنه كلما نضجت تجربة المشاركة السياسية في المجتمع كلما ساهمت في تعزيز الهوية الوطنية، فالمشاركة توثق عرى الانتماء وتترجمه· وأنه كلما نضجت تجربة المشاركة السياسية تعزز تواصل الأفراد مع المجتمع· إثارة تساؤلات حول واقع اللغة وسبل تطويرها البدور: العربية الثالثة في التداول بعد الأوردو والإنجليزية سلمان كاصد، أبوظبي - أثارت الجلسة الرابعة لملتقى الهوية الوطنية التي ناقشت محور ''التنوع المجتمعي واللغة العربية'' أمس الأول تساؤلات حول طبيعة الصراع الذي تعانيه اللغة العربية مع اللغات الأخرى المتداولة في الدولة، حيث تحتل اللغة العربية المرتبة الثالثة من حيث التداول المجتمعي· وحذر المشاركون في الجلسة، التي أدارها راشد العريمي رئيس تحرير جريدة الاتحاد، من مخاوف تفاقم ظاهرة ''اللغة الهجينة''، وغياب لغة التواصل بالعربية في بيوت كثير من المواطنين، في حين انتقد عدد من الحضور غياب دور وزارة الثفافة والشباب وتنمية المجتمع في تفعيل الاهتمام باللغة العربية في المجتمع· وتحدث باتريس باولي السفير المفوض للجمهورية الفرنسية لدى الدولة عن تجربة علاقة اللغة الفرنسية بالهوية الوطنية، وعن أهمية هذا الملتقى، كونه يطرح التساؤلات التي تتشابه مع طروحات أوروبية في هذا المجال· وأكد أنه من الصعب إيجاد تعريف دقيق لمفهوم الهوية لغوياً، لأنه خارج حدود المعايير الدينية والسياسية، مشيراً إلى أن واقع التلاقح الحضاري أوجد مفهوماً جديداً للهوية ليخرج عن تلك الأطر المحددة سلفاً، إذ تُمنح في فرنسا سنوياً أكثر من 50 ألف جنسية لنازحين جدد بسبب هجرتهم من بلدانهم لدواعي الحروب والفقر والاضطرابات السياسية· وأكد باولي أن المرء لكي يكون فرنسياً، بالاضافة إلى جنسيته، يجب أن تكون لغته الفرنسية، باعتبارها معياراً مهماً للانتماء عبر وجود ثقافة واحدة· وأوضح باولي أن تفعيل دور اللغة يكون من خلال دفاع المرء عن حق كل فرد منا يحاول التفكير بلغته والتواصل من خلالها، وهذا ينطبق على اللغات الأخرى، وبالتالي يخلق هذا الجانب التعدد اللغوي الذي هو تأصيل للهوية الوطنية· وتحدث عن أهمية الدفاع عن اللغة، وقال: ''من حق كل فرد منا أن يفكر بلغته، ويتواصل من خلالها، وهذا ينطبق على اللغات الأخرى وبالتالي يخلق هذا الجانب التعدد اللغوي الذي هو تأصيل للهوية الوطنية''· وأوضح أن من أهم ما يشجع الحوار هو احترام لغة الآخر وهويته الوطنية، معتبراً أن ما أنشأته الإمارات من نظام تعليمي متعدد قد سمح لهوية الآخر بأن تأخذ شرعيتها بدون أن تلغى، ويتمثل ذلك في إنشاء جامعة السوربون بأبوظبي ونزوح الثقافة العالمية وتزاوجها في المشروع الثقافي الكبير الذي سيقام في جزيرة السعديات ولوفر أبوظبي والمتحف البحري ومتحف الشيخ زايد التراثي· الترتيب التداولي ومن الدعوة إلى قبول واحترام لغة وهوية الآخر الذي يعيش بيننا، الذي دعا إليه السفير باولي، حذر بلال البدور المدير التنفيذي لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الورقة التي قدمها من تأثير القوميات المتعددة في الدولة على الهوية المحلية· وقال البدور في ورقته التي جاءت تحت عنوان ''واقع اللغة العربية في مجتمع الإمارات'' إن الإمارات تضم أكثر من 200 جنسية وهي في مجملها تمثل قوميات لها لغاتها وأصولها العرقية المختلفة· وأوضح أن الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية تقودنا إلى أن العدد الأكثر من هذه القوميات المتواجدة في الإمارات تتحدث بلغة واحدة وهي ''الأوردية'' حيث يبلغ عدد المقيمين من الهند حوالي 1,4 مليون نسمة ومن الباكستان حوالي 800 ألف مقيم· وقال: ''إن الأوردية هي اللغة الأكثر اتساعاً، ويقاس على ذلك لغات القوميات الأخرى''· أما عن اللغة العربية -كما يقول بلال البدور- فإنها تحتل المرتبة الثالثة في سلم التداول الاجتماعي في الإمارات بعد اللغة الانجليزية، إذ تعتبر الأخيرة -من وجهة نظره- لغة ارتباطية تتفاهم من خلالها القوميات المتعايشة على أرض الإمارات· وأضاف البدور: ''لابد أننا نشعر بمجموعة من التحديات والمزاحمات من لغة مهمة وهي اللغة الانجليزية بالرغم من أننا لسنا ضد اللغات بمجملها، ولكن من حقنا أن ندافع عن لغتنا التي تعبر عن الإطار العام للهوية الوطنية التي نحن بصدد تنميتها مجتمعياً''· ثم تناول عبر الأمثلة واقع اللغة العربية في الأسرة والمجتمع والمدرسة، حيث أصبح الخطاب بها مغيباً في كثير من الأحوال· وأكد أن ما يخيف حقاً هو ظهور اللغة الهجينة في مجتمع الإمارات، إذ في كثير من الأحيان نتحدث اللغة العربية التي يستخدمها الآخر ضمن تراكيب لا تمت للغة العربية بصلة· كما تحدث عن الخشية من تفكك الفكر العربي، ما دمنا لا نخشى على اللغة العربية التي حفظها القرآن الكريم لآلاف السنين· وما دمنا نحاول امتلاك الفكر والثقافة، فلا سبيل لحصول ذلك إلا عبر تنمية الهوية الوطنية من خلال تنمية ثقافة الفرد والشباب الإماراتي بإيصال الإبداع اليهم وتقريبهم الى أداة هذا الإبداع وهو اللغة العربية· مصطلح الهوية وتحدث الدكتور علي بن تميم أستاذ النقد الحديث في جامعة الإمارات في ورقته عن ''جماليات اللغة العربية'' طارحاً في بداية استهلال موضوعته مجموعة من التساؤلات أهمها: هل يمكن أن نتجاوز المشكلات الشكلية لجماليات اللغة العربية؟ وهل تمتلك اللغة العربية جمالياتها التاريخية والفنية والاجتماعية؟ وهل هي لغة التنوع العرقي والديني واللوني؟ واعتبر هذه الأسئلة مرتبطة بمسألة أساسية وهي علاقة الذات والآخر وكلاهما يتصل بموضوعة الهوية الوطنية· وقال بن تميم إن مصطلح الهوية في اللغة العربية لم يكن موجوداً أصلاً عند العرب وجاء من الفهم الغربي، حيث إن فكرة الهوية الغربية تحيل إلى الذات لديهم، وهي في الآن نفسه تحيل الى ظهور الاهتمام باللغة اللاتينية في القرن الـ،16 ومن هنا تم تشييد الذات في الهوية الغربية· وأوضح أن العرب أحالوا الهوية الى مسألة الـ''هو''، أي الآخر· وعبر كثير من الجماليات المستترة والتي هي بحاجة الى كشف متواصل يمكن أن نكتشف المفهوم العربي للهوية· وأكد أن اللغة العربية تحيل إلى الآخر، لذا اشتقت وجودها من ضمير الآخر، وهذا أفضل ما في جماليات اللغة العربية· مناهج العربية وفي ورقة ''الذات والآخر في مناهج اللغة العربية'' قدمت الدكتورة فاطمة البريكي الأستاذ المساعد في جامعة الإمارات ورقة استهلتها بضرورة معرفة الفرد لذاته واستيعاب الآخر بشكل موضوعي لكي يتم التواصل مع الآخر بمفهومية معرفية تتمثل في الثقافة والانفتاح والعلاقات التجارية والاقتصادية· وقالت إنه يفرض علينا الحفاظ على هويتنا والتأكيد على أننا لا يمكن أن نعرف الآخر إلا عبر معرفة الذات·· الذات بمفهومها الفردي والمجتمعي· كما تناولت الدكتورة فاطمة البريكي المناهج المقررة من قبل وزارة التربية بالنقد والتحليل وليست المناهج العربية فقط، بل جميع المناهج المعرفية الأخرى التي تعنى بإنشاء ثروة وطنية تسمى بـ''اقتصاد المعرفة'' كالعربية والتاريخ والجغرافية التي تغذي في مجملها الهوية الوطنية· وأكدت البريكي أن العربية قُدمت بطريقة علمية من خلال محتوى مادة اللغة العربية في المناهج، حيث وصفتها بالمناهج المفتوحة على الهوية الوطنية والتنوع المجتمعي والتطور الحاصل في بنية الدولة وانفتاحنا على الآخر· المطالبة بإنشاء معاهد متخصصة للترويج الثقافي واللغوي تعددت مداخلات الجمهور بعد عرض المشاركين لأوراق عملهم في جلسة ''التنوع المجتمعي واللغة العربية''، فطرحت مجموعة من المقترحات أهمها ضرورة إنشاء معاهد للغة العربية في الدولة من قبل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أسوة بمعاهد غربية تروج لثقافاتها ولغاتها في الدول العربية والإمارات تحديداً· كما تناول البعض مسؤولية وزارة الثقافة في تفعيل الاهتمام باللغة العربية وأهمية الالتفات الى الموروث والثقافة المحلية وإدخالهما في المناهج المدرسية، هذا بالإضافة إلى أهمية الاهتمام بتسهيل العربية وابتعادها عن التجريد الذي يقدم اللغة كونها أصولاً لا يمكن التلاعب بها· واستحوذ محور المناهج الدراسية ودور وزارة الثقافة على مختلف الحوارات، كما طُرحت مجموعة من الحلول لتفعيل اللغة العربية على وزارة الثقافة، وإن أكد آخرون عدم تمازجهم مع اللغة العربية بل يفضلون العامية في الخطاب الابداعي· في الوقت ذاته تناوب المحاضرون الرد على تلك التساؤلات، ومنها أن تواجد اللهجة المحلية والفصحى العربية لا يمكن أن يشكل صراعاً في هذا الإطار، وأن ما اتخذ من قرار صدر عن مجلس الوزراء في هذا العام باعتبار اللغة العربية لغة التخاطب يعد إنجازاً على صعيد المحافظة على اللغة العربية وتفعيلها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©