الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسين حبش: علمتني هذه الرواية أن الدنيا ليست بخير

حسين حبش: علمتني هذه الرواية أن الدنيا ليست بخير
17 ابريل 2008 01:21
أول كتاب قرأه الشاعر السوري الكردي المقيم في مدينة بون الألمانية حسين حبش هو رواية ''صالبا''· وحسين حبش هو صاحب الدواوين الشعرية التي لاقت استحسان الكثير من النقاد والشعراء من مختلف البلاد العربية وهي: ''غرق في الورد''، ''أعلى من الشهوة وألذ من خاصرة غزال''، ''هاربون عبر نهر إفروس''، ويقول عن الكتاب الأول الذي قرأه: هذا السؤال أرجعني سنوات طويلة إلى الوراء، لما فيه من إرجاع لشريط الذاكرة إلى البدايات من حيث الحنين إلى العالم الأول والبراءة الأولى والاحتكاك الأول بالكتاب من خارج أسوار الكتب المدرسية المملة والرتيبة· ويضيف: أتذكر أن أول كتاب قرأته، وكان بالنسبة لي أول تجربة جدية وحقيقية بعد قراءة متفرقات من بعض المجلات الخاصة بالأطفال، هو رواية ''صالبا'' للروائي والسينمائي الكردي يلماز كوناي صاحب جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي عن فِيلمه الفذ ''الطريق''· هذه الرواية الجميلة أذهلتني وفتحت عيوني باتساعهما على الحياة والوجود، ومن ثم أدخلتني إلى عوالم القراءة المتنوعة والمتعددة والمستمرة بحب وجنون إلى الآن· ما زلت أتذكر بطل الرواية، الفتى الغض صالبا، وكيف قذفت به يد العوز والحرمان إلى معمعة الحياة بلا رحمة، وبلا رأفة· وأتذكر أيضاً كيف، أنه عندما عمل بائعاً للبزورات (المكسرات) على عربة صغيرة يدفعها أمامه، وكان عليه أن ينادي بأعلى صوته على بضاعته: بزورات·· بزورات·· بزورات·· ويكرر ذلك، ليتم صرف البضاعة وبيعها· وأتذكر كيف كانت تلك الكلمة اللعينة تخرج من فمه محمرة الوجنتين من الخجل والإحراج، وبصعوبة بالغة كان ينادي وبصوت مرتبك وخجول جداً هكذا: بززززوووورات، بززززوووورات··· إلخ· ويتابع الشاعر حسين حبش: علمتني هذه الرواية أن الدنيا ليست بخير دوماً، وبأن هناك ظلماً وتعسفاً لا ينتهي من العالم، وبأن الوحشة مهما كان شكلها ولونها، تكون قاسية دوماً وغير منصفة البتة· لذلك، كلما قرأت الآن كتاباً، وخاصة إذا كان روايةً، أتذكر رواية ''صالبا''، ذلك الكتاب الأول الذي قرأته بشغف كبير حينها كمن عثر على كنز جميل· أما آخر ما قرأه هذا الشاعر فهو مجموعة شعرية جديدة صادرة في برلين منذ أيام للشاعر الكردي الشاب هيمن كرداغي المقيم في ألمانيا منذ سنوات، وذلك بعد مجموعتين سابقتين له· تحتوي المجموعة الجديدة، بحسب رأي حبش، على قصائد نثر جميلة، فيها لمحات شعرية في غاية الذكاء والاتقان، مشتغل عليها بعناية خاصة قلما تجد ذلك في مجموعات شعرية تصدر تباعاً· ويمكن ترجمة عنوان المجموعة من الكردية إلى العربية كالتالي ''إذا احترقت حتى دخاني أيضاً سيحبك''· قصائد تستطيع أن تجذبك، وتشد الانتباه إلى شعريتها العالية، بدءاً من العنوان إلى آخر قصيدة في المجموعة·
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©