الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صرخة حجر» دراما تركية تسيء للفلسطينيين قبل الإسرائيليين

«صرخة حجر» دراما تركية تسيء للفلسطينيين قبل الإسرائيليين
28 مارس 2010 22:24
النجاح الذي حققه تلفزيون “أبوظبي” بعرضه المسلسل التركي “وادي الذئاب” قبل عامين والذي أحدث جدلاً سياسياً واسعاً، وحظي بقبول شعبي فاقت أرقام مشاهدته قدرة الحصر، أغرى تلفزيون “MBC” بتكرار التجربة، ففتشت في سجلات الدراما التلفزيونية التركية حتى عثرت على مسلسل “صرخة حجر” الذي بدأت عرضه قبل 10 أيام، وسبقته بحملة دعائية صحفية وتلفزيونية ضخمة، للفت النظر إليه. وهو ما اعتبره إعلاميون “غيرة إعلامية مباحة”، أرادت من خلالها “MBC” استعادة حصتها من نسب المشاهدة العالية للمسلسلات التركية التي فقدتها بعد أن قدم تلفزيون “أبوظبي” مسلسل “وادي الذئاب” الذي ذهب بالمشاهد إلى مناطق درامية جديدة تخاطب عقله وروحه معاً، ولا تلعب على وتر العاطفة والغزل بين حبيبين فقط، وإنما تتجه نحو الإنسان بأفكاره وأحلامه ومبادئه وقيمه. ضغوط إسرائيلية ومسلسل” وادي الذئاب” يصنف ضمن أفضل المسلسلات التي ظهرت على التلفزيون ووسائل الإعلام التركية، فقد أجمع عليها الاختيار من المشاهدين والنقاد. كما تم إنتاج فيلم بالاسم نفسه عام 2006 وأثار جدلاً واسعاً للإشارات الصريحة عن التعذيب في السجون ودور شركات الأمن الخاصة، وقد عرض الفيلم في مهرجان الإسكندرية السينمائي، ومعروف أن الفيلم حقق دخلاً قارب 28 مليون دولار وبلغت تكلفه إنتاجه حوالي 10 ملايين دولار. وكان تلفزيون أبو ظبي تعرض لضغوط إسرائيلية لوقف بث المسلسل التلفزيوني التركي “وادي الذئاب” لكن الضغوط لم تفلح، خاصة بعد أن تحول المسلسل إلى مصدر لإثارة القلق في إسرائيل بالنظر إلى ما يكشفه من فضائح وممارسات لمافيات الجريمة المرتبطة بها. أخطأت الاختيار وحقق “وادي الذئاب” خلال عرضه على تلفزيون أبوظبي نجاحاً واسعاً وكبيراً وحظي بمتابعة عالية وردود أفعال قوية لأنه يختلف عن المسلسلات التركية الأخرى التي تعتمد على قصص الحب بينما يعتمد “وادي الذئاب” على قصص وأسرار المافيات وعلاقاتها في بعض الدول وتأثيرها على الصعيد السياسي. لذا آثرت “MBC” الوقوف على دائرة الطحين ذاتها التي يقف عليها تلفزيون “أبو ظبي” طمعاً في المشاهد، والحصول على نصيبها مجدداً من كعكة المشاهدة، لكنها بحسب متابعين، أخطأت الاختيار، كون مسلسل “صرخة حجر” الذي عرضت منه حتى الآن عشر حلقات يروج عن الفلسطينيين صورة إنسانية وحشية تتمثل في العلاقة القاسية بين الرجل وزوجته والأخ وأخته والأم وابنها، إذ ذهبت الحلقات الماضية منه إلى تكريس فكره “غير طيبة” عن الشعب الفلسطيني مع أن الأخبار الصحفية الصادرة عن إدارة الإعلام في “MBC” أكدت عكس ذلك بقولها إن “المسلسل يتناول مأساة الشعب الفلسطيني. ويصور نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال منظمات فلسطينية دون ذكر اسم أي منظمة. ويصور دور الموساد في التخريب الداخلي”. وعاب مشاهدون على “MBC” حقن إعلاناتها عن المسلسل بالقضية الفلسطينية، و”أن المسلسل يعري الممارسات الإسرائيلية البشعة التي لا تراعي القوانين ولا الإنسانية، ولا تحترم شيئاً، وأن MBC اختارت أن تكون جزءاً من هذه الصرخة بعرض العمل مدبلجاً إلى اللهجة الأردنية”، إذ رأوا أن في ذلك مبالغة كبيرة، خصوصاً وأن ما عرض حتى الآن يسيء للفلسطينيين وليس إلى الإسرائيليين فقط. حالة ترقب واستغربوا أن تتحدث “MBC” على لسان مدير عام التسويق في المجموعة: “إن بعض الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل تنظر بقلق إلى عرض المسلسل على شاشة MBC، معتبرين أن في ذلك قفزاً غير مقبول على المنطق”. وتشكل المسلسلات التركية في الأعوام الثلاثة الأخيرة وجبة دسمة للمشاهد العربي، لكن بعض الاختيارات لا تنجح في جذب المشاهد، خصوصاً بعد أن طغت الرومانسية على قصصها، وتشابهت أفكارها، وازدحمت الشاشات العربية بها، لذا ظل رهان صناع الإعلام العربي على انتقاء الموضوعات الأنسب لمشاهديها، والتي تنقلهم من حالة الملل إلى حالة ترقب جديدة، كما فعل تلفزيون “أبوظبي” قبل عامين حين وقع اختياره على”وادي الذئاب” كعمل درامي مهم، يتصل بمشاعر الناس بشكل مباشر، ولكن بطريقة أكثر وعياً.
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©