الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحلام وأمنيات تتبخر بتغير الاختيار الدراسي

أحلام وأمنيات تتبخر بتغير الاختيار الدراسي
28 مارس 2010 22:23
كثير من الناس ينطبق عليه قول المتنبي: ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فهناك من كان يحلم ويطمح ويتمنى في الصغر أن يصبح طبيباً مرموقاً، أو مهندساً بارزاً، أو ضابطاً أو فناناً، أو صحفياً أو مذيعاً مشهوراً أو غير ذلك من المهن، وربما كان يمتلك من المواهب والقدرات الذاتية التي تساعده على تحقيق هذا الحلم أو هذه الأمنية، إلا أن هناك أسبابا ذاتية أسرية أو مجتمعية حالت دون تحقيق رغبة هذا أو ذاك، ولم يستطع اختيار التخصص الدراسي والأكاديمي الذي يؤهله أن يمتهن العمل الذي يعشقه، واختار أو اضطر إلى اختيار عمل مختلف تماماً عن حلمه، وبلاشك هناك من استطاع أن يتوافق ويتكيف مع واقعه، ومع طبيعة العمل الذي يقوم به. منير حسن، كانت أمنيته أن يصبح “طبيب أسنان”، ولِمَ لا؟ إنه حلم الأسرة أيضاً، فهو أكبر إخوته، ومن دون شك إن حلمه - يتفق وحاجة سوق العمل - كما يقول ثم تغيرت رغبة بعد ذلك وتمنى أن يلتحق بكلية الصيدلة، لأن المنطقة التي كان يعيش فيها في منطقة الداخل اللبناني بالبقاع تخلو من صيدليات بها، إلا أن هذا التخصص الأكاديمي كان يحتم عليه أن ينتقل إلى الإقامة في بيروت، ولم تكن الظروف الأمنية في أنها مواتية، فاضطر إلى اختيار فرع دراسي آخر في جامعة قريبة من منطقة سكناه، واتجه إلى القسم الأدبي، واختار “الجغرافيا” التي كان يتصدرها مادة أدبية جافة وغير مشوقة، واكتشف أنها مادة علمية بامتياز - كما يقول - وأحبها، وتخصص في تدريسها وأصبح مدرساً لها، واكتشف أن مهنة التدريس ترتقي إلى مستوى “الدور” الاجتماعي والأخلاقي والمهني، وأنها “رسالة” سامية تفوق كل المهن، ومن ثم كانت رسالة تصحيح مفهوم الطلاب حول هذا النوع من العلوم، مؤكداً أهميتها على الصعيدين الدراسي والمعرفي، ويؤكد أنه ينصح الطلاب بعدم الإقبال على مهنة التدريس، إلا إذا توفر لديهم الرغبة الصادقة في ممارسة هذه المهنة السامية. التكيف مع الواقع أما إيهاب المعتصم “مدرس رياضيات” فيقول: “كان عشقي للرياضيات أنني أدركت أهميتها التي تتيح لي فرص إكمال الدراسة في فرع الهندسة الصناعية بالولايات المتحدة، وكنت أود أن أعمل مهندساً، لكن لظروف معينة لم أتمكن من ذلك واضطررت أن أكمل دراستي لفرع الرياضيات”. ويضيف: “قد أكون شعرت بالإزعاج في البداية، وربما استمرت حالة عدم الرضا في السنوات الخمس الأولى، لكن تدريجياً توافقت وتكيفت مع طبيعة العمل بالتدريس، وأحببت المهنة حيث استقريت نفسياً واجتماعياً وأحسست أنني بحق أؤدي رسالة سامية في إعداد وصناعة أجيال الغد، وأنصح كل الآباء والأمهات دائماً ألا يتدخلوا بشأن تحديد مصير أبنائهم واختياراتهم الدراسية إلا في حدود النصيحة والمشورة والتوضيح والإرشاد، وأن يتم ذلك وفق إمكاناتهم وقدراتهم ورغباتهم الذاتية، لأن ذلك يكفل عوامل نجاحهم في المستقبل”. أما ليلى الحوسني “مُدرسة لغة عربية” فتقول: “كنت أود أن أكون معلمة للرسم، حيث إنني أحببت هذا النوع من الفنون منذ الصغر، وكثيراً ما كنت أعبث بالرسم على الورق، أو أن أحاول تقليد رسم الأشياء من البيئة الموجودة وألونها، لكنني وجدت نفسي بعد ذلك أختار قسم اللغة العربية لعدم وجود قسم للتربية الفنية بالجامعة”. ويشاركها نفس الحالة زميلتها جميلة الرمحي، التي اختارت قسم اللغة العربية بكلية التربية، رغم أنها كانت تود أن تكون مدرسة للتاريخ، فهي تهوى التاريخ وقراءته، وتعشق قراءة تاريخ الشعوب والدول والرموز التاريخية، لكن معدل درجاتها لم يسعفها إلى تحقيق رغبتها”. من جانب آخر، كان “هادي حسين” يحلم يقظاً ونائماً أن يصبح طياراً، ولم يجد في الأسواق نموذجاً لطائرة إلا واشتراها خلال مرحلة الطفولة، وكانت غرفته مليئة بنماذج متعددة الألوان والأشكال للطائرات، لكن عندما كان في الثانوية العامة لم تساعده الظروف على السفر إلى الخارج لدراسة الطيران، إلى جانب أنه اضطر للاستعانة بنظارة طبية لتصحيح بصره وهو في المرحلة الثانوية، ومن ثم عدل عن رغبته وأمنيته، واختار أن يدرس فرع العلوم الإدارية. كذلك يقول بشير ساهر: “كنت أتمنى أن أكون ضابطاً في الجيش، وربما تأثرت بسير وقصص البطولات والمعارك، لكنني بعد مشاهدتي صوراً لحروب جرت أحداثها في بغداد وأفغانستان، وصور القتلى في أحداث لبنان وفلسطين وغيرها، وجدت نفسي وقد كرهت مشاهد القتل والدمار، واخترت أن أدرس هندسة البترول، ثم غيرت رأيي إلى كلية التقنية وتخصصت في علوم الحاسب الآلي”. من جانب مختلف، تقول نسمة مبارك: “لا أعرف لماذا كنت مغرمة بالزراعة والمحاصيل الزراعية والنباتات، وتخيلت نفسي عالمة في بحوث المحاصيل الزراعية والخضروات والنباتات، ولم أكن أعلم أن علم الأحياء ذات صلة وثيقة بهذا النوع من العلوم، لكنني كنت ضعيفة في مادة الأحياء، واخترت أن أدرس تقنية المعلومات، لكنني مازلت أمارس هوايتي في زراعة نباتات الزينة في منزلي ورعايتها، وكذلك الاهتمام بالحديقة المنزلية، وأشعر بأن أمتع أوقاتي وأنا أقضيها مع هوايتي مع النباتات التي أزرعها بنفسي”. أما ريم ضاحي “موظفة إدارية”، تقول:” كنت أحلم دائماً أن أكون طبيبة أطفال، ورغم أنه لا يوجد أحد من أفراد العائلة يعملون في مهنة الطب، لكنني أحببت أن أكون كذلك، ومهنة الطب عامة مهنة إنسانية راقية، لكنني لم أحصل على الدرجات المؤهلة لدخول كلية الطب، واخترت الإدارة، وربما أعمل في مجال يناسب قدرات وظروف الأنثى، خاصة إن تزوجت وأصبحت أماً، وتكيفت مع طبيعة عملي، وتبخرت أحلامي بسبب المعدل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©