الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصريون يصنعون عالماً من الورق مستلهمين فن «الأوريجامي» الياباني

مصريون يصنعون عالماً من الورق مستلهمين فن «الأوريجامي» الياباني
28 مارس 2010 22:06
عن طريق ورقة مربعة تستطيع تصميم أي شكل تريده وتحيط نفسك بأشكال فنية فريدة من صنعك. هذا هو فن الأوريجامي الذي يتم تدريسه في المدارس اليابانية لينمي الحس الابداعي والتخيلي عند الأطفال. مؤسسة اليابان بالقاهرة أقامت دورة اوريجامي بساقية الصاوي شارك فيها جميع الأعمار وكان القاسم المشترك بينهم حب الإبداع والرغبة في تعلم فن جديد. تقول اياكو أوشي المسؤولة عن الفنون اليابانية بالقاهرة عن المشتركين في الدورة أثناء تأديتهم للأشكال الفنية التي يتعلمونها:”أنا سعيدة بوجود هذا الكم من المشاركين المعجبين بفن الأوريجامي وهذا الفن يدرس في المدارس اليابانية لسهولته وإقبال الأطفال على اللعب بالورق وسعادتهم عند تكوين شكل جميل ومبتكر من الأوراق وبدون استخدام أي أدوات أخرى وهي هواية يصنع فيها الطفل أشياء مميزة في المنزل وتصلح كهدايا وليست صعبة والمهم هو التركيز عن ممارسة هذه الهواية حتى تُبدع وتصنع أشياء مبتكرة”. شغف وإتقان تقول نيفين منير المشرفة على تدريب المشتركين في دورة الأوريجامي:”نوزع في المحاضرة الأولى ورقاً يوضح بالرسم والكتابة كيفية طي الورق وأسماء كل طية فهناك طية تشبه الجبل أو السلم وكثير من الرسوم والأشكال وكيفية صنعها ونمارس ذلك عملياً وعدد المشاركين في الدورة يصل إلى 50 فرداً من جميع الأعمار يتابعون المحاضرة بشغف كبير مع انهم يأتون من أعمالهم إلا أنهم يكونون في شدة حماسهم مقبلين على صنع أشكال مميزة ويسعدون بها وكل الأعمار يمكن أن تتعلم هذا الفن بسهولة فهو لا يحتاج إلى موهبة خاصة او إمكانات كثيرة وإنما يعتمد على التركيز حتى يتقن المشارك الشكل ويصنعه بنفسه”. د. غادة عبدالله شهاب، أستاذ مساعد بإحدى الجامعات واحدى المشتركات في الدورة وترافقها ابنتها كانتا منشغلتين في صنع زهرة من الورق، وتقول:”تعرفت إلى هذا الفن عن طريق برنامج تلفزيوني وأعجبت بالفكرة وعندما علمت بالدورة أسرعت للمشاركة ومعي ابنتي وهي مازالت في الصف الثاني الثانوي وجمعنا هذا الفن البسيط الراقي وبعد أول محاضرة وجدت نفسي في حالة نفسية رائعة وخرجت من ضغوط العمل والحياة وكان تركيزي منصباً على الأشكال التي أصنعها من الورق فهذا الفن يوجه طاقة الإنسان إلى طاقة إيجابية فنية ويغسل الهموم”. أما ابنتها آية محمد (15 سنة)، فتقول:”الاوريجامي فن ظريف وأجد في ممارسته دافعاً للمذاكرة ومتنفساً فعندما أشعر بالملل من المذاكرة ألجأ لصنع بعض الأشكال الورقية وأنا على مكتبي فأغير من جو المذاكرة المحيط بي لفترة حتى استطيع مواصلة الدراسة”. وتقول مي رفاعي (27 سنة) :”كنت شغوفة بالتصميم وصناعة أشغال فنية وبعد تخرجي عملت بالتدريس للأطفال في مرحلة الحضانة وبدأت أمارس هوايتي في الفن لتوصيل المعلومة للطفل فأصنع له الحرف الذي أرغب في تدريسه له حتى أجذبه وأحببه في مادة اللغة العربية ووجدت في هذه الدورة إحياء لحبي القديم وهوايتي المفضلة خاصة أننا لا نستخدم أي أدوات او مواد سوى الورق وهذا هو ما يميز الاوريجامي”. الجزء الأيمن أحمد يوسف، مهندس اتصالات (28 سنة) يقول:”خلال سنوات الدراسة نعتمد على تشغيل الجانب الأيسر من المخ للحسابات والحفظ أما الجانب الأيمن القائم على الابتكار والإبداع والنواحي الفنية فللأسف لظروف دراستنا وعملنا نتجاهله والخوف أن يضمر هذا الجزء ونصبح كالآلات نعمل بلا توقف ومن دون أن نترك لخيالنا العنان أو نبدع وعندما علمت بدورة تعليم الأوريجامي سارعت بالمشاركة وعندما انتهي من عملي أحضر للدورة واستمتع بتعلم وصنع الأشكال الفنية المختلفة وصنعت لخطيبتي هدية من الورق واستخدم هذه الأشكال في التواصل مع زملائي فاترك رسالة على مكتب زميلي على ورقة مطوية بشكل معين تعلمته في الاوريجامي وأشعر بعد أن تنتهي الدورة بأنني كنت امارس فناً يسعدني ورياضة روحية كاليوجا فالتركيز يخرجنا من التوتر والضغوط الناتجة عن العمل”. وتقول المهندسة نادية محمود إحدى المشاركات:”الفراغ هو العدو الأول للإنسان ولأنني قاربت الخامسة والخمسين عاماً وأولادي مشغولون بجامعاتهم فإن وقت الفراغ يتسع لأنشطة كثيرة وأنا أهوى الجلوس على الكمبيوتر بعد عودتي من عملي وعلمت عن الدورة عن طريق النت لذا سارعت بالاشتراك فيها لأني استمتع بالصناعات اليدوية خاصة ان الورقة قد لا تكون لها قيمة وعندما تصنع بها شيئاً جميلًا تكتشف أنك مميز وشجعتني على ذلك زميلتي في العمل فهي تقترب من سن المعاش وتبحث كيف ستقضي وقتها بعد ذلك”. وتقول زميلتها المهندسة أسماء عبدالعزيز:”أنا خريجة فنون تطبيقية والفن اليدوي عشقي الأول وهو ما سيمتعني ويشغلني بعد خروجي على المعاش خلال 4 أشهر خاصة أن أولادي كبروا ويعتمدون على أنفسهم واستهواني فن الاوريجامي وبه نسيت همومي”. بلا أدوات يقول حمد سعيد (22 سنة) ويعمل مهندساً:”الفنون اليابانية تستهويني منذ فترة طويلة وأعجب بطريقتهم المنظمة والهادئة في أمور حياتهم وعندما سمعت عن فن يصنع من الورق أشكالًا دون استخدام أدوات صعبة وجدت سعادة كبيرة خاصة أنني كنت ابحث عن عمل فني أقضي فيه الوقت بعد عودتي من العمل”. من جهتها، تقول هبة عبدالمعز طالبة، وعضو في احدى الجمعيات التي تعنى بالأطفال الأيتام والمعاقين:”فن الاوريجامي جميل ومفيد وسهل ولا يحتاج لقدرات خاصة لذا سأشرك فيه الأطفال الذين اجتمع بهم في الجمعية خاصة في يوم اليتيم وأصنع لهم هدايا ورقية كثيرة وسأعلمهم كيفية صنع هذه الأشكال وأنا متأكدة أنهم سيعجبون بهذه الأشكال الفنية”. أما محمد محمود “طبيب امتياز”، فيقول:”لم أكن أعرف كيف أصنع هدايا بسيطة لأحد ولم تكن عندي قدرات فنية مما كان يصيبني بالإحباط أحياناً وكنت أتمنى ممارسة أي هواية فنية وعندما علمت بأن هناك نشاطاً فنياً في ساقية الصاوي شعاره “عالم من الورق” أعجبت بالفكرة وبدأت تعلم هذا الفن السهل الجميل الذي اتاح لي صنع أشياء لم أعتقد قبل ذلك أنني قادر على صنعها”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©