الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سالم الغيثي: السمالية تخلّد تراث أجدادنا في ضمائر أحفادنا

سالم الغيثي: السمالية تخلّد تراث أجدادنا في ضمائر أحفادنا
28 مارس 2010 21:59
يشعر المرء بمجرد وصوله إلى جزيرة السمالية أجمل مرافق «نادي تراث الإمارات» أن الزمن رجع به إلى الماضي، فالجزيرة تحاكي تاريخ الأجداد ووقائع حياتهم بكل تفاصيله بيئاتهم البحرية والبرية والزراعية. ويوضح أشهر أسمائها «جزيرة الأحلام» كيف أنها تشكل حلما حقيقيا كواحدة من الأفكار والطموحات الرائدة على مستوى الدولة، كما يقول سالم الغيثي- مدير الجزيرة بالإنابة، حيث تحتضن على مدار العام فعاليات عديدة يطلقها النادي لأعضائه الطلبة من أبناء الدولة بغية التعريف بتراث المنطقة وإحيائه في ضمائرهم والمحافظة عليه يقتصر الوصول إلى جزيرة السمالية التي تقع في الخليج العربي شمال شرق العاصمة أبوظبي من خلال البحر الذي تروي أمواجه وسفنه وقائع أيام أجدادنا، وكفاحهم وصبرهم. بينما يطل الزوار من خلال مجموعة المرافق التي تضمها الجزيرة؛ على الماضي الرحب وبيئاته المتعددة. تنوع بيولوجي قبيل التطرق إلى تلك المرافق يقول سالم الغيثي- مدير الجزيرة، مشيراً إلى السمالية من الناحية البيئية، ويقول: «تعتبر الجزيرة محمية طبيعية تتمتع بتنوع بيولوجي كبير، ساعدها في ذلك نمو رقعة كبيرة من أشجار القرم والنخيل وأشجار أخرى، فضلاً عن نباتات الشفان والسويد والقصبة والرشاء والسنابل ومجموعة كبيرة من الزهور المتنوعة. كما توجد فيها مجموعة كبيرة من شتى أنواع الحيوانات والطيور التي تتوفر لها في الجزيرة حياة ملائمة لنموها وعيشها، مثل: الإبل والخيول والمواشي والغزلان والأرانب والحمام والدجاج بأنواعه والنعام والطاؤوس والبلابل والعصافير وأنواع عديدة من الطيور والدواجن». مرافق خالدة تحاكي مرافق الجزيرة تاريخ الأجداد، وتصحب الزائر في رحلة نحو الماضي، فإلى جانب البيوت الشعبية نجد بيت النوخذة والمسجد والعديد من الصالات والقاعات والحدائق والميادين والساحات والمضامير والملاعب الرياضية، كل منها معدة لاستقبال نشاط محدد. فضلا عن المساحات الواسعة المزروعة بالعشب الأخضر، وعشرات الحظائر والاسطبلات وأقفاص الطيور، وعديد السفن والقوارب والمراسي. حول تلك المرافق يقول الغيثي: «تتخذ مباني الجزيرة الطابع القديم خاصة البيوت التي تضم تفاصيل كثيرة كالبراجيل (مكيفات الهواء القديمة) والنوافذ والأبواب، وكذلك بيوت «العريش›› المصنوعة من سعف النخل، وما تضمّه من مناديس ودلال القهوة وجرار فخارية كالخروص والأواني وأدوات منزلية كالحصير والسرود والمكبات والجفاير والسلال، فضلاً عن أراجيح الأطفال المنصوبة قبالة البيوت، والطوي الذي كان الأجداد يسحبون الماء منه. ومرافق أخرى كثيرة تروي وقائع الحياة اليومية لأجدادنا بعبارات مستقاة من مفردات الماضي الأصيل، مصنوعة جميعها يدويا من الإسمنت وسعف النخل والحبال والجص والفخار والحديد ومواد خام بسيطة، تراعي جميعها نقل صورة مطابقة للمرافق القديمة التي ستظل خالدة في الوجدان». البيئات الثلاث خلال السنوات الماضية وقبيل افتتاح الجزيرة تمّ إنشاء العديد من المرافق على أرضها لتخدم برامج حيوية متصلة بالبيئات المحلية، يشير إليها الغيثي ويقول: «تتوفر في الجزيرة مجموعة كبيرة من المبان والمرافق تم إنشاؤها لتناسب احتياجات الطلبة في ملتقياتهم، مثل: ملتقى السمالية الصيفي والربيعي والثريا وغيرها من الملتقيات والتجمعات الطلابية للإناث والذكور التي تستضيفها الجزيرة، إذ تشهد العديد من الأنشطة، كل منها ينتمي إلى بيئة معينة.. فركوب الهجن والإبل والرماية والصيد بالصقور والمهن اليدوية المختلفة وتقاليد «السنع» الخاصة بحياة الأجداد الاجتماعية وتقاليدهم، تتصل بالبيئة البرية. أما سباقات القوارب والتجديف وصيد الأسماك وفلق المحار وصناعة شباك الصيد وما يصاحبها من رياضات مائية، فهي تتصل بالبيئة البحرية. أما التعرف إلى عالم النخيل وزراعة القرم ورعاية النباتات والزهور وإنشاء الأفلاج المائية، فهي تتصل بالبيئة الزراعية. ويتم تدريب وتعليم الطلبة من أبناء الدولة على تفاصيل كل تلك البيئات خلال الملتقيات، فضلاً عن استقبال السمالية لوفود من مؤسسات خارجية ومحلية يتم التنسيق للزيارة مسبقاً للتعرف إلى عالم السمالية المنوع الرائع». فعاليات متنوعة تطلق السمالية من خلال النادي العديد من الأنشطة والفعاليات الميدانية والدورات وورش العمل لإكساب الطلبة مهارات كثيرة بحرية وبحرية وزراعية، كل ذلك بأساليب تدريبية منظمة يشرف عليها كبار الاستشاريين التراثيين والمدربين. يقول الغيثي في ذلك: «لا تخلو الفعاليات من مواد علمية حديثة منها ما يتصل بالتكنولوجيا وشبكة الإنترنت والأرصاد والفلك والعلوم والتصوير الفوتوغرافي. وكذلك تعلم مهارات في تطوير الذات، كالصبر والتحمل والانضباط والالتزام السلوكي وكيفية تحمل المسؤولية والتعامل الصائب مع الكبار والصغار، وكلها سلوكيات منبعها الأخلاق الحميدة لمجتمع الإمارات». يضيف الغيثي: «لاتقتصر الأنشطة التراثية على الفتيان، بل تشمل الإناث من بنات الدولة، وتشتمل أنشطتهم وفق الغيثي، على: «أنشطة الترفيه والمرح وممارسة الألعاب الشعبية القديمة، والتعلم والاستفادة والتعرف إلى تراثيات الجدات في العادات والتقاليد، الصناعات التراثية، الملابس والمأكولات الشعبية، والتعرف والتدرب على تلك الصناعات وتحضير المأكولات الشعبية، بإشراف سيدات مواطنات من ذوات الاختصاص. وهناك مجموعة من الدورات الحديثة المتصلة بالتكنولوجيا والإنترنت ودورات الأشغال اليدوية والإسعافات الأولية واللغات الأجنبية، وورش عمل تتصل بتطوير الذات». السمالية - إحدى أكبر وأهم مرافق «نادي تراث الإمارات». - تقع في الخليج العربي على بعد حوالى 13 كيلو متراً شمال شرق العاصمة أبوظبي، تبلغ مساحتها 13 ‏كيلو متراً مربعاً. - يطلق عليها العديد من الأسماء والأوصاف الجميلة، ومنها «جزيرة الأحلام- دانة البحر- جزيرة الروائع». - تم إنشاء المرافق اللازمة على أرض ‏الجزيرة لتناسب احتياجات الطلبة في ملتقياتهم وأنشطتهم المختلفة. - تستقبل سنويا ملتقيين صيفي وربيعي، فضلا عن ملتقيات ومهرجانات أخرى. - تستضيف في كثير من ملتقياتها طلبة من الخليج العربي لتعريفهم بتراث الدولة من جهة، وتكريمهم عبر الاستمتاع بممارسة الأنشطة وقضاء وقت بهيج من جهة أخرى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©