المواقف المدفوعة معاناة الموظفين الصباحية في دبي

يعاني المتعاملون مع المواقف المدفوعة في دبي من صعوبة إيجاد أماكن لسياراتهم بسبب عدم قدرة تلك المواقف في مناطق كثير بالإمارة على استيعاب العدد الكبير من السيارات، بخاصة في شارع الشيخ زايد ومنطقة ديرة، وبر دبي إضافة إلى شكوى البعض من زيادة عدد المخالفات التي تم تحريرها لسياراتهم، وكذلك ارتفاع قيمة تذكرة الساعة الأولى من درهم واحد إلى درهمين مع بداية الشهر الحالي. تقول لمي عيسى الموظفة بوزارة الصحة إنها تعاني يوميا من البحث عن مكان في المواقف المحيطة بموقع الوزارة، وإذا صادف ان وجدت مكانا بعد حوالي نصف ساعة من البحث، فإنها تخشى من مخالفات التأخر عن ميعاد المغادرة ولو عشر دقائق. وتضيف أنها وجدت في دفع رسوم المواقف من خلال التليفون حلا مثاليا يقيها من أي تأخير أو البحث عن العملات المعدنية، لكنها رغم ذلك وعندما دفعت من خلال التليفون، وجدت مخالفة في انتظارها على السيارة بحجت أنها لم تدفع، وحين ابرزت الرسالة الواردة لها بأنها حجزت عبر الهاتف لساعة اخرى، لم تجد ردا مقنعا من مفتش الموقف المدفوع، مشيرة إلى ان أغلب الموظفين يعانون كثيرا ليجدوا مكانا لسياراتهم وهي مأساة يومية لساكني ديرة ومناطق أخرى من دبي. ويؤكد عبدالعظيم محمود (مندوب تسويق) أنه يعاني الأمرين في إيجاد مكان لسيارته في المواقف المدفوعة خاصة ان عمله يتركز في شارع الشيخ زايد، مما يجبره في بعض الاحيان على ترك سيارته في مكان مخالف، وهو ما يعرضه دائما لدفع المخالفات، ويجد نفسه مضطرا في كثير من الأحيان للبحث عن مكان لسيارته على بعد اكثر من خمسمائة متر من مقر عمله. ويصل الأمر بالبعض أنه يفضل البحث عن المواقف الخاصة داخل الفنادق وغيرها، حيث سعر الساعة الواحدة بها يتجاوز العشرين درهما بحسب عبد العظيم محمود، الذي يطالب بإيجاد طريقة ما للتغلب على هذه المشكلة التي تواجه الكثيرين على مدار اليوم خاصة في فترات الدوام الرسمي منذ الصباح الباكر. ويوافق رمضان السيد (مهندس بإحدى الشركات) على هذا الرأي مؤكدا أن هيئة الطرق والمواصلات تغلبت على الأزمات المرورية بإقامة العديد من الجسور والأنفاق التي حققت انسيابية في الحركة داخل دبي على مدار الساعة، ولكنها لم تنجح حتى الآن في إيجاد وسيلة للتعامل مع أزمة المواقف، موضحا أن بعض الأماكن في دبي لا يستطيع الزائر الحصول على مكان مناسب لسيارته إلا بجهد جهيد، وإهدار ما يزيد على النصف ساعة، بل أن البعض يفضل أن يجد مكانا ولو كان مخالفا خشية أن يتأخر على ميعاد العمل. ولمواجهة هذه المشكلة يحرص بعض الموظفين الذين يعملون في دبي ويسكنون الشارقة على أن يأتون في ساعات مبكرة جدا قبل ميعاد الدوام حتى يجدوا مواقف لسياراتهم. سيارات النقل والوقوف العشوائي أما عبدالله محمود الموظف بإحدى الهيئات المحلية، فلا يرى أي أزمة فيما يخص المواقف المدفوعة، فهو يسكن ويعمل بمنطقة القصيص، ولا يعاني صعوبة تذكر في الحصول على مكان لسيارته، سواء بالقرب من المسكن أو العمل، لكنه يلفت النظر إلى أن استعمال سيارات النقل الكبيرة للمواقف بشكل عشوائي يحرم الكثيرين من إيجاد مكان مناسب لسياراتهم، دونما مخالفتها أو توجيه سائقيها بعدم الإقدام على استغلال المواقف بصورة سلبية. مواقف في كافة الأماكن وفي المقابل تؤكد هيئة الطرق والمواصلات أنها توفر مواقف مدفوعة في كافة الأماكن المتاحة بإمارة دبي لأكثر من 80 ألف سيارة، وان هناك خطة لزيادة المواقف عن طريق الاستفادة من الأراضي غير المبنية وتقديمها للمستثمرين لبناء (جراجات) متعددة الطوابق، مع منحهم حق الانتفاع لمدة تصل إلى خمس سنوات ومن ثم تعود ملكيتها إلى الهيئة، كما تجري دراسة عدد من المشاريع المطبقة عالميا لاستحداث مواقف تعمل أوتوماتيكيا. مشاكل الدفع بالتليفون وقال المهندس عادل المرزوقي مدير إدارة المواقف بالهيئة إنهم تلقوا العديد من الشكاوى فيما يخص الحجز بالتليفون، بسبب مخالفاتهم رغم قيامهم بدفع التذكرة عبر التليفون، وأن الهيئة تعاملت بجدية مع كافة الشكاوى، ووجدت أن هناك خللا حدث عند شركة الاتصالات لمدة يوم واحد، وعليه تم إلغاء كافة المخالفات التي تمت في هذا اليوم، أما بقية الشكاوى فاتضح ان بعضها يحتوي معلومة خاطئة أما عن رقم السيارة أو رقم الموقف وبالتالي لا تصل الرسالة إلى المفتش، مشيرا إلى ان الحالات التي يحدث فيها خطأ بشري نادرة للغاية ونتعامل معها بمنتهى الحزم. وقال إن الرسالة الواردة للمتعامل بخصم قيمة التذكرة من رصيده هي الدليل الوحيد على الدفع، فإذا لم تصله الرسالة فعليه المحاولة مرة أخرى أو التوجه إلى الماكينة للدفع بالعملة المعدنية. توحيد سعر الساعة الأولى وأوضح المرزوقي ان تفعيل القانون بتوحيد سعر الساعة الاولى بحيث يكون درهمين، ربما يخفف جزئيا من الأزمة في بعض الأماكن، كما أن الهيئة بصدد بناء خمسة مواقع كمواقف متعددة الطوابق في الفترة المقبلة من خلال الشراكة مع بعض المستثمرين. وأضاف أن عدد مخالفات المواقف المدفوعة في معدله الطبيعي ولم تحدث أي زيادة في الفترة الاخيرة ولم يتم زيادة عدد مراقبي المواقف، مطالبا الجمهور بأن يتعامل بجدية مع اللوائح والقوانين المنظمة للمواقف الدفوعة، لأن المخالفة تتم في حال عدم وجود تذكرة أو انتهاء وقت التذكرة مع السماح بتجاوزها لعشر دقائق فقط، إضافة إلى استخدام مواقف المعاقين.