الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التأتأة محصلة الخوف والقلق والخجل

التأتأة محصلة الخوف والقلق والخجل
28 ابريل 2016 23:06
القاهرة (الاتحاد) التأتأة إحدى مشكلات الكلام خصوصاً لدى الطفل في سن ما قبل المدرسة، وتظهر غالباً كنوع من التردد والاضطراب والانقطاع في الكلام بصورة قهرية، حيث يردد الطفل صوتاً لغوياً أو مقطعاً ترديداً لا إرادياً مع عدم القدرة على تجاوزه إلى المقطع التالي. ويلاحظ على المصاب بالتأتأة اضطراب في حركتي الشهيق والزفير أثناء النطق، كما تقترن بحركات زائدة في اللسان والشفتين والوجه واليدين عما يتطلبه الكلام العادي. وتبدأ التأتأة تدريجياً منذ الطفولة المبكرة. وقد يعجز الآباء عن فهم أسباب المشكلة أو تداركها. وتشير الدكتورة نادية أبو هاشم، المدرس المساعد بقسم العلوم السلوكية بكلية التربية، إلى أهمية التمييز بين نوعين من التأتأة، الأول «التأتأة النبرية» المتعلقة بالنبرة الصوتية، وهي عبارة عن مط صوت الحرف الأول من الكلمة مثل حرف الميم أو السين. والنوع الثاني وهو التأتأة الارتعاشية (مثل الباء في باب) التي تحول دون التمكن من الانتقال إلى الحرف الثاني من الكلمة. وتقول: «إنه في سنوات ما قبل المدرسة ما بين الثانية والثالثة، يكون تعلم الكلام من أصعب ما يواجه الطفل، وقد تحدث له مشكلات تؤدي به إلى التأتأة، مشيرة إلى الطفل في هذا العمل لديه الكثير مما يود التحدث عنه، لكن حصيلته اللغوية لا تسمح له بالانطلاق في الكلام، فيصبح متلهفاً إلى الإفصاح عما به، لكنه يتعثر بالكلام ما يقود إلى التأتأة». وتتابع: «وجد أن التأتأة في هذه المرحلة من العمر تحدث للأولاد الذكور أكثر من البنات لأسباب غير معروفة»، لافتة إلى أن أغلب ا?طفال يتخلصون منها خلال ثلاثة إلى ستة أشهر، وفي معظم الأحيان تختفى من دون علاج، وخصوصاً إذا تصرف الأبوان بحكمة، وسمحا للطفل بإنهاء جملته بصبر وعدم تبرم أو استعجال، ومن دون الإشارة إلى الصعوبة التي يلاقيها أو لفت نظره إليها. وبالنسبة لأسباب ظهور المشكلة عند بعض الأطفال، توضح أن صعوبات الكلام لدى الطفل، غالباً ما تكون ذات أسباب عميقة الجذور. وعلى الرغم من أنها غير معروفة، فهي غالباً عوامل نفسية، حيث يكون الطفل واقعاً تحت ضغط نفسي كالخوف من الوالدين، كأن يكون الأب متسلطاً، وقد يكون إصرار الأهل على أن يتكلم الطفل بالطريقة الصحيحة، وأن يستعمل جملاً متكاملة أحد أسباب إثارة قلق الطفل إذا يصبح غير قادر على إخراج الكلمات، فضلاً عن أن الطفل الخجول الذي يجبر على الكلام أمام الآخرين قد يصاب بالتأتأة. وتقول: «إن القلق الشخصي الذي يعانيه الطفل قد يجعله شديد التوتر، ومن ثم يصاب بالتأتأة، لافتة إلى أن الطفل الذي يواجه تغيراً في ظروف الأسرة مثل موت أحد الوالدين أو حصول طلاق بين أبويه، أو الانتقال إلى مجتمع جديد قد يصاب بالتأتأة، وقد يصاب بها بعد وقت قصير من ذهابه إلى المدرسة للمرة الأولى. وغالباً ما تختفي بعد أن يتكيف الطفل مع الوضع الجديد». وتلفت إلى أنه عند التعامل مع طفل يعاني التأتأة يجب الانتباه إلى أن الكلام عملية معقدة تدخل فيها مئات العضلات والأعصاب. وأن السيطرة على العضلات عملية غير إرادية، لذلك يلاقي الطفل صعوبة في تحقيق السيطرة الواعية على أجهزة الكلام، وقد يستطيع الطفل السيطرة على عضلات الكلام عند الغناء أو التحدث بالهاتف أو عندما يكون منفرداً بنفسه، لكن الغريب أنه يفقدها في ظروف أخرى، مشيرة إلى أنه بما أن التاتأة عملية غير إرادية بالنسبة للطفل فإنه من المضر جداً توبيخه أو تنبيهه إليها باستمرار فذلك يزيد قلقه، وقد تتفاقم الحالة إذا ضحك الأهل عليه أو سخروا منه. حول كيفية التعامل مع الطفل الذي يتأتئ، تؤكد أن الخطوة الأولى هي رفع معنوياته عبر تحريره من الضغط الذي يشعر به. ما يعني محاولة بناء ثقته بنفسه وتعزيز شعور الأمان لديه. ولا يدرك كثير من الآباء كم من المرات حاول الطفل أن يقول شيئاً فلم يجد من يصغى إليه، أو أنه كان يتعرض للمقاطعة. والحقيقة أن الطفل يجب ألا يدفع دفعاً إلى الكلام، وإذا تكلم يجب أن يصغى إليه أبواه باهتمام. وعلى الأم أن تحاول تهيئة بعض الفترات مثل فترة ما قبل النوم، لتتحدث مع طفلها ببطيء وهدوء وتمهل، وألا تكمل له الجمل التي يتلعثم بها، وأن تعطيه الوقت الكامل ليكمل حديثه بمفرده معبراً عن نفسه بحرية وثقة. وتؤكد أن من المفيد مشاركته بعض الألعاب التي لا تطلب تبادل الكلام، فكلما ازداد إحساس الطفل بحب أبويه واهتمامهما به استطاع أن يعزز ثقته بنفسه ومن ثم تقل التأتأة لديه وتتلاشى. وتلفت إلى أنه إذا استمرت التأتأة بعد ذهاب الطفل إلى المدرسة، فقد يعني ذلك وجود مشكلات أكثر عمقاً، خاصة أنه سيعاني مزيداً من المشكلات بسبب طريقة تعامل الأطفال الآخرين معه ما يعقد المشكلة. لذا يفضل علاجها قبل الالتحاق بالمدرسة، وعدم التردد بالاستعانة باختصاصي تخاطب ليساعده على تجاوز مشكلته. الطفل الأعسر تلفت الدكتورة نادية أبو هاشم، المدرس المساعد بقسم العلوم السلوكية بكلية التربية، إلى أن الطفل الأعسر الذي يجبر على استعمال يده اليمنى قد يواجه أيضاً بعض المصاعب في الكلام ويصاب بالتأتأة. إذا يحدث للطفل الأعسر الذي يستعمل يده اليمنى اضطراب يسمى «التباس الشمال – اليمين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©