الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متابعة الأهل تحمي الأطفال من انحناء العمود الفقري

متابعة الأهل تحمي الأطفال من انحناء العمود الفقري
28 ابريل 2016 23:03
خورشيد حرفوش (القاهرة) انحناء العمود الفقري أو «الجنف»، كما يعرف طبياً، عبارة عن ميلان جانبي غير اعتيادي في العمود الفقري، يحدث غالباً أثناء مرحلة النمو ما قبل البلوغ. وتلعب ملاحظة الأهل دوراً كبيراً في اكتشافه باكراً، وعلاجه قبل فوات الأوان. تشخيص الإصابة يقول الدكتور إسلام أبو يوسف، أخصائي جراحة العظام والعمود الفقري، إنه في الأحوال الاعتيادية لا يوجد انحناء أو ميلان في العمود الفقري في الجانبين. وعندما ينظر إلى العمود الفقري لشخص واقف على نحو مستقيم وثابت، يظهر مستقيماً أو أقرب ما يكون إلى الاستقامة. أما إذا كان بارزاً وبه انحناء إلى اليمين أو اليسار، فهذا دليل على الإصابة بالزور، أو الميلان الجانبي غير الاعتيادي. ويتابع «العمود الفقري كالمرساة بالنسبة إلى سائر العظام والأعضاء في الجسم، فأي انحناء فيه يؤدي إلى تحول مكان بعض العظام وخروجها من مكانها الصحيح. فإذا كان التحول بسيطاً، فقد لا تحدث مشكلة، في حين أن التحول الكبير يمكن أن يسبب الضغط على الرئة، أو على أحد الأعصاب الرئيسة، أو يدفع بالأضلاع إلى غير مكانها الطبيعي، إلى جانب مضاعفات أخرى». ويلفت إلى أن انحناء العمود الفقري يبدأ في أثناء مرحلة الطفولة. وفى هذه الحالات قد يحدث الانحناء في الجزء العلوي من العمود الفقري، ويزداد سوءاً بمرور الوقت، مشيراً إلى أنه في حالات نادرة جداً يمكن أن يشفى انحناء العمود الفقري، الذي يحدث في أثناء الطفولة، من غير الحاجة إلى علاج. علامات ظاهرة حول السن التي يصاب فيها الطفل بانحناء العمود الفقري، يوضح أبو يوسف أنه في أغلب الأحيان يبدأ الانحناء عند بلوغ الطفل السنة الثانية عشرة من العمر ولأسباب غير معروفة، وتكون نسبة إصابة البنات بانحناء العمود الفقري أكثر من مثيلتها بين الأولاد بعشر مرات. وعن أولى العلامات الظاهرة والدالة على الإصابة، يقول: إنها تتمثل في عدم استقامة الوركين «الفخذين» أو الكتفين. وفى الغالب يستمر هذا التشوه من دون أن يفطن إليه أحد، حتى يكتشفه الطبيب أثناء الفحص الطبي الدوري على الطفل. ويقول: إنه كلما حدثت الإصابة بالانحناء في وقت مبكر زادت درجة شدته في النهاية، وعندما يبلغ العمود الفقري أقصى مراحل نموه، يتوقف التشوه، ولن يزداد بعد تلك المرحلة التي تبلغها الفتاة، عندما تصبح في السنة الخامسة عشرة من العمر، والفتى عندما يبلغ السابعة عشرة. أسباب الإصابة حول أسباب الإصابة، يقول: «يكون انحناء العمود الفقري عادة نتيجة استمرار الطفل في الجلوس على نحو غير صحيح، أو اتخاذ العمود الفقري وضعاً غير صحي مدة طويلة، أو نتيجة حمل الحقيبة المدرسية ثقيلة الوزن بطريقة خاطئة خلال مراحل النمو المبكرة في سنوات المرحلة الابتدائية، بما لا يتناسب وعمر الطفل. وفي بعض الحالات يكون الوضع غير الصحيح للعمود الفقري ناجماً عن انعدام التناغم بين الأنسجة وعن خمول بدني عام، مضيفاً أنه في بعض الحالات يكون انحناء العمود الفقري ناجماً عن كون إحدى القدمين أقصر قليلاً من القدم الأخرى، وهذه الحالة ليست نادرة، وعلاجها بسيط، ويتم عن طريق إضافة قطعة صغيرة إلى الحذاء لتعليته، حتى تصبح القدم القصيرة مساوية في الطول للقدم الأخرى. ويزيد: «قد يحدث الانحناء أيضاً بسبب ضعف واحدة أو أكثر من العضلات القوية التي تسند العمود الفقري، والتي تساعد على إبقائه مستقيماً، وليس هناك دليل واضح للإصابة بهذا الضعف، لكن قد يكون ذلك ناجماً عن الإصابة بمرض كشلل الأطفال. وعندما تصاب العضلات بالضرر تتدلى عظام العمود الفقري المجاورة أو تنسحب من جهة إلى أخري مسببة انحناء في العمود الفقري». ولتلافي حدوثه، ينصح بتشجيع الأطفال على اتخاذ وضع صحيح، خصوصاً في سنوات البلوغ، التي يكون فيها النمو سريعاً جداً. كما أن ممارسة نشاطات بدنية مناسبة تساعد العمود الفقري على الاستقامة وتقوي العضلات. ويلفت إلى أن الاستمرار في تفكير الطفل بضرورة الجلوس على نحو مستقيم وتوبيخه لهذا السبب يؤدي إلى نتائج عكسية. إجراءات علاجية حول كيفية علاج الحالة، يقول أبو يوسف: إن نوعه يعتمد على سبب العاهة ودرجتها. فإذا كانت العضلات الموازية للعمود الفقري بحالة صحية جيدة، يكتفي الطبيب بوصف تمارين رياضية تقويمية معينة علاجاً للحالة. فضلاً عن أن هناك مقابض معينة أو حمالات «مدعمات» قد يحتاج إليها الطفل المصاب للمحافظة على وضع العمود الفقري والحيلولة دون زيادة الانحناء. وهناك حالات قليلة لابد فيها من إجراء تداخل جراحي، مشدداً على أهمية العلاج المبكر، فإذا كان لدى الوالدين شك في وجود خلل في وضعية العمود الفقري لطفلهم يجب عليهم استشارة الطبيب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©